مبادرة مهمة في طرطوس تؤمن فرص عمل كثيرة لأهالي القرى

بتكافل عدد من أهالي منطقة الشيح بدر بطرطوس انطلقت مبادرة لأهالي المنطقة وريفها عبر فتح سوق هال في كل من منطقة الشيخ بدر وقرية مجبر، والذي سيفتتح قريباً في المشروع الخيري لدى المواطن نزار أبو حيدر الذي قام بتجهيز صالة كبيرة تتسع لمئات الأطنان وفي أفضل منطقة وهي الكراج في منطقة الشيخ بدر.
وأكد أحد مؤسسي المبادرة ضاحي خليل أن هذه المبادرة ستخلق فرص عمل لأي عائلة تملك أرض زراعية وإن كانت لا تتجاوز عشرة أمتار أمام منزلها وتكون صالحة للزراعة في ظل هذه الظروف الصعبة، وذلك عن طريق شراء منتجاتهم ولو كان إنتاجهم بالكيلو أو أكثر ومن أي نوع من الخضار والفواكه، وسيتم تقديم السماد العضوي السائل مجاناً على الموسم.
وفي تصريح لـ«الوطن» لفت خليل إلى أن الغاية من هذه الخطوة هي أن تعتمد المنطقة في إنتاجها على الخضار الطبيعية، وليتمكن أي مزارع من زراعة أي مساحة تتوافر لديه مهما كانت صغيرة وسيحصل على السماد العضوي، إضافة إلى أنه سيتم تأمين فرص عمل في كل قرية عبر فتح مركز لبيع السماد فيها للمزارعين وأيضاً على الموسم، علماً أنه سيتم فتح مركز في كل قرية ليقوم أحد أفرادها بمهمة جمع الخضار المنتجة من القرية بالكامل وتفقدها بشكل جيد وتوريدها إلينا عبر سياراتنا الخاصة.
وأضاف: هذه المبادرة ستخلق فرص عمل لبعض السائقين الذين يقدمون عروض أسعار لجمع وجلب الخضروات من القرى الريفية إلى سوق الهال، مؤكداً أن المزارع سيأخذ حقه بالكامل وسنكون مسؤولين عن الخضار التي تتعرض للتلف في حال كان المبيع قليل بعض الشيء أي لن يتحمل المزارع أي مسؤولية سوى جودة الخضار وأن تكون طبيعية ١٠٠ بالمئة، ليتم يومياً إرسال سيارات إلى كافة القرى التي سيقوم المزارعون بالتعاقد معنا والالتزام بالبيع حصراً لنا لكي لا نكلفهم أجور نقل أو الكمسيونات التي يتقاضاها منهم تجار الجملة وبالوقت نفسه ستكون الأسعار مناسبة جداً للمستهلك.
وأوضح أن المبادرة ستعمل بآلية منضبطة حيث ستمنع حالات الغش كوضع الخضار المنزوعة في أسفل الفلينة كما يفعلون عادة لأن مقابل ذلك سيتوقف فوراً دعم المزارع بالسماد ورفض منتجاته حتى لو عرضها علينا شبه المجاني، كما سيتم منع استخدام السماد المعدني للحصول على إنتاج سريع بغية تحصيل أسعار كبيرة ويقوم بإلحاق ضرر صحي للمستهلك وهذا مانسعى للابتعاد عنه.
وأضاف: ستشمل المحظورات قيام الفلاح ببيع محصوله إلى تجار خارج المنطقة أيضاً بغية الحصول على سعر معين وخاصة عندما نكون نحن قد أعطيناه السعر المناسب للمنتج.
وبهذا الخصوص أكد عدد من مزارعي الشيخ بدر أن المبادرة ستدعم المزارعين في المنطقة وتشجعهم لاستثمار أي شبر من الأرض لأنه قد يكون منفذاً جديداً لمعيشتهم ولتخفيف المعاناة المعيشية ولمن لم يجد فرصة عمل يحصل منها ولو ثمن خبز، إضافة إلى ضرورة الانتقال من الزراعة المعدنية إلى الزراعة العضوية والمحافظة على خصوبة التربة وتخفيف أكبر عدد من الأمراض والتي تتسبب بها الأسمدة المعدنية.
وأعربوا عن أملهم أن تكبر هذه المبادرة ليصبح تناول الخضار والفواكه الطبيعية متاح جميع أهالي المنطقة ولتتجه نحو تصدير الفائض منها إلى المناطق الأخرى وقد يكون إلى الدول المجاورة وهنا سيكون قد حصل المزارع وأبناء المنطقة على دعم اقتصادي ومعيشي ممتاز .
الوطن _ ربا أحمد