محلل اقتصادي لـ “الوطن”: تحذير من أزمات طاقة جديدة نتيجة حرب إيران وإسرائيل

حذر المحلل الاقتصادي في “أندبندنت عربية” غالب درويش في حديث خاص لـ “الوطن” من ارتفاع قادم في أسعار النفط جراء زيادة حدة المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل موضحاً أن السيناريو المطروح الآن على الساحة: هل سيصل سعر النفط إلى 100 دولار.. طبعاً في المشهد الحالي الجيوسياسي البالغ التوتر يمكن أن تدفع التطورات العسكرية الأخيرة إلى قفزات حادة في أسعار النفط أي أننا قادمون على أزمات طاقة جديدة لم نتعرض لها منذ عقود، مؤكداً أن هذا التصعيد غير المسبوق يثير تساؤلات ملحة حول عمق تأثيرها على أسواق النفط ومسار أسعار المادة الخام من النفط علاوة على الأخطار على المدى القصير والتأمين وغيرها.
المحلل درويش جزم بأن المنطقة دخلت في سيناريو جديد خلال هذه الحرب التي استهدفت فيها بعض المنشآت النفطية مؤكداً أن هذا منحى خطير جداً ويستهدف ملف أمن الطاقة وهو العصب الأهم للاقتصاد العالمي لافتاً إلى أن وكالات الطاقة الدولية توقعت نمواً ضعيفاً للاقتصاد العالمي قد يكون مدفوعاً بالتحول الذي يجري الآن بخصوص الطاقة النظيفة وإلخ.
وذكر أن الضربات الإسرائيلية في حال استمرت فسيناريو شبح أزمة اقتصادية مباشرة في العالم مؤكد وقد تكون الأسعار اليوم مع افتتاح أسواق النفط مع الصعود /قاب قوسين أو أدنى/ فالصعود غير العادي من 7% إلى 13 % احتمال كبير أن يتكرر وفي حال تجاوز سعر برميل النفط 100 دولار فسوف يؤثر هذا المنحى في النمو الاقتصادي العالمي وردود السوق قد تكون عادية لأن تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز قد لا تكون تهديدات جوفاء -وهي مكررة في كل أزمة- باعتباره أهم بوابة لشحن النفط في العالم.
وأعرب أن السوق قد تستوعب الصدمة لأن النفط منذ يومين وصل الى 70 دولاراً لكن لو حدثت أزمة جديدة كما تتوعد إيران فسيكون هناك نقص في الإمدادات لأن ربع إنتاج النفط الذي يستهلكه العالم يمر عبر مضيق هرمز ما يسبب مخاوف من ركود اقتصادي وارتفاع في أسعار الشحن والنقل حيث يمر عبر مضيق هرمز ما يقرب من 20 مليون برميل يومياً من النفط والمكثفات والوقود وفي المنحى الآخر يؤكد أن أمريكا في هذه الحالة قد تلجأ إلى احتمال فتح مخازنها لتعويض هذا النقص موضحاً أنه في كافة الأحوال إيران لديها نحو 2٫5 أو 3 ملايين برميل من النفط ..
وفي جميع الأحوال هناك تخوف في الأسواق بانتظار ماذا سيحدث في سوق النفط مع الإشارة إلى أن السوق يستوعب الأزمة وقد يشتعل مرة أخرى حينها ندخل في سيناريو آخر قد يطول لكن آثاره ستكون بعيدة المدى.
كما ويرى محللون اقتصاديون أن الحرب بين إيران وإسرائيل تسبب مخاوف هي جديدة في الشرق الأوسط تعد عاملاً إضافياً في تآكل النظام الاقتصادي العالمي ما قد يدفع الدول إلى تقليل اعتمادها على الآليات الجماعية بالضبط والاستقرار وتعزيز قدراتها الذاتية ما يضعف الكفاءة العامة للاقتصاد العالمي.
هناء غانم