محلي

مدن وقرى تختفي عن خريطة محروقات «تكامل» والأخيرة ترفض التوضيح

بدت محاولة الحصول على أجوبة على العديد من الشكاوى التي تصل للجريدة من المستهلكين أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش خصوصاً أن الشكاوى تتعلق في أغلبها بطريقة عمل شركة تكامل في توزيع مادة المحروقات عبر تطبيقها (وين).
البحث عن الأجوبة في مركز الشركة في المزة كان بلا نتيجة فموظفة قسم خدمة الزبائن رفضت بشكل قاطع إيصالنا إلى أي من المسؤولين محيلة أي مسألة إلى مقر محروقات في العدوي ومركز تكامل هناك.
وتبدو الحالة في مركز تكامل بالعدوي مختلفة عن باقي طوابق المبنى فكل شيء في الطابق جديد من الأثاث وصولاً إلى الأبواب والتجهيزات المكتبية للموظفين وذلك على خلاف باقي مكاتب الموظفين في باقي الطوابق بما فيها مكتب مدير عام محروقات ومكتب مدير عمليات الغاز حيث يبدو البؤس واضحا في أثاث أغلب هذه المكاتب وجدرانها.
ورفضت إحدى الموظفات التي التقيناها في مركز تكامل إيصالنا إلى أي من المدراء مطالبة بالاتصال بالرقم الرباعي لكن بعد نقاش حضرت من قالت إنها مسؤولة التسويق والإعلام في شركة تكامل موضحة أن أي لقاء صحفي يحتاج إلى ترتيب وتحضير سواء من ناحية الأسئلة والأجوبة ومقترحة تبادل الأرقام الهاتفية لتحديد موعد اللقاء للإجابة على شكاوى المستهلكين.
وفي اليوم التالي لم يرد أي اتصال من الشركة لتحديد موعد لقاء فبادرنا للاتصال برقم من قالت إنها مسؤولة التسويق والإعلام يوم الخميس لكنها لم تجب على الاتصال وبادرنا أيضاً بالاتصال يوم السبت لكنها لم تجب أيضاً.
وبالعودة إلى شكاوى المواطنين فأولاها كانت شكاوى أبناء ريف دمشق ومنها شكاوى حول عدم وجود تغطية هاتفية لوصول الرسائل إلى أجهزتهم الخليوية تفيد بوصول أسطوانة الغاز، يضاف إلى ذلك فإن عملية الوصول عن طريق الانترنت إلى باقي القنوات التي وضعتها الشركة مستحيل بسبب انعدام الانترنت.
ما يؤكد ما سبق شكاوى معتمدي الغاز بعدم وجود تغطية للانترنت بما يمكنهم من تفعيل أجهزتهم لتخديم المستهلكين.
وطالب مواطنون في ريف دمشق بتصحيح عناوينهم الخاصة بتوزيع مازوت التدفئة خصوصاً أن شركة تكامل تعتبر وفق تطبيقها (وين) قراهم وبلداتهم أحياء في مدن تبعد عن بلداتهم عدة كيلومترات بينما يفترض بشركة محروقات التي تتولى عمليات الخدمة إيصال مادة المازوت إلى المنزل وهو ما يحدث مع العديد من سكان بلدات الريف الدمشقي ومنها بلدية مرج السلطان التي اعتبرها هي والقرى المحيطة بها التطبيق حياً من أحياء منطقة النشابية، إذ إن جمع عدة قرى وبلدات بالغوطة الشرقية لتأخذ مخصصاتها من المازوت من موزع واحد بالنشابية يأتي الجميع إليه بدل أن يذهب هذا الموزع إلى منازلهم، يفتح باب الفساد واسعا من خلال خلق الأزمة أمام هذا الموزع، كما انه يفرض تكاليف مالية على الأهالي الذين يضطرون لاستئجار سيارات خاصة لتوصيل مخصصاتهم إلى منازلهم، وهم بحاجة إلى توفير كل ليرة، مع أن الهدف المعلن من تأمين مازوت الشتاء بهذا الأسلوب كان دعم المواطنين الذين طحنتهم الحرب الإرهابية على سورية، وليس إضافة هم فوق همومهم.
ويبدو البحث داخل التطبيق شائكا فأغلب بلدات الريف الدمشقي وقراه ووحداته الإدارية غير موجودة ضمن التطبيق كخيارات يستطيع من خلالها المستهلك تحديد عنوانه لتعبئة مادة المحروقات على خلاف ما يحصل في مادة الغاز المنزلي، حيث العناوين صحيحة ومضبوطة وأسماء القرى كلها موجودة على تطبيق (وين).
وما يحصل في ريف دمشق يحصل أيضاً في محافظة دير الزور فلا يوجد أمام المستهلك أي خيار ســوى مدينـة دير الزور على حين أن ريف المدينة الذي يمتد شرقا مئة وعشرين كيلومتراً لم تدرج أي من قراه وبلداته ومدنه وكذلك ريفه الغربي الممتد لمسافة 80 كيلومتراً باتجاه الرقة التي غابت أيضاً بلداتها ومدنها وقراها.

عبد المنعم مسعود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock