سوريةسياسة

«معهد واشنطن»: أردوغان أكثر عزلة وليس أمامه سوى قبول موقف بوتين من الأسد

زميلة “آيرا وينر” في «معهد واشنطن» آنا بورشفسكايا كتبت مقالاً تحليلياً، بينت فيه أن التقارب بين بوتين وأردوغان، يظهر أنه أكثر قرباً من أي وقت مضى، فمع اختتام المحادثات الأخيرة بشأن سورية في الأستانة في 24 كانون الثاني أصبح بوتين وأردوغان أكثر تقارباً من خلال اتفاقهما، مع إيران، على القيام، على نحو مشترك، بمحاربة داعش وما يسمى بـ«جبهة فتح الشام» التي تدور في فلك تنظيم «القاعدة». مستندةً إلى تقارير من الصحافة الروسية والغربية تفيد بأن تركيا وروسيا قد بدأتا بالفعل تشنان ضربات مشتركة في سورية.

موضحةً أن العلاقات بين روسيا وتركيا غير متكافئة. فبوتين في موقف أكثر قوة على نحو متزايد، ومن غير الواضح إذا كان أردوغان يدرك ذلك.

منوهةً بأن أردوغان ألغى جميع الصحافة الحرة تقريباً. ومن الصعب التغلب على روسيا في الحملة على حرية التعبير، مشيرة إلى تصنيف تركيا منذ عدة سنوات بمرتبة أدنى من روسيا في الصحافة الحرة.

ورأت بورشفسكايا أن بوتين يحتفظ بالقدرة على التأثير على أردوغان وخاصة من خلال علاقته مع الأكراد. خاصةً وأن علاقات موسكو العميقة مع الأكراد تعود إلى قرنين من الزمن. وعموماً، كانت القومية الكردية تشكل لفترة طويلة أهمية مركزية لأردوغان، في البداية كمسألة للمصالحة، والآن كموضوع للمواجهة، وعلى وجه التحديد مع «حزب العمال الكردستاني».

كما رأت بورشفسكايا أن أردوغان أصبح يؤمن بأن ليس لديه أي خيار سوى قبول موقف بوتين من الرئيس الأسد، وخاصة في سياق غياب الولايات المتحدة في سورية لفترة دامت سنوات.

وأشارت إلى أن تركيا هي أكثر تعرضاً للهجمات الإرهابية، وأردوغان أكثر عزلة كما انتشر بأقصى طاقاته على جبهات متعددة. وببساطة، فإن بوتين أقل حساسية وأكثر تحوّطاً من أردوغان. وكما قال محلل تركي في كانون الثاني أن “الحكومة التركية قد فصلت نفسها تماماً عن الواقع”.

وخلصت بورشفسكايا إلى أنه في الشرق الأوسط يحافظ بوتين على صداقة وطيدة مع الكتلة المعادية للغرب، ومن المرجح أن يبقى أقرب إليها في المستقبل القريب. ومن ناحية أخرى، فإن تركيا، لا تزال حليفة حلف شمال الأطلسي. وعندما اعتذر اردوغان لبوتين في حزيران 2016 عن قيام تركيا باسقاط طائرة روسية كانت قد دخلت الأراضي التركية لفترة وجيزة في تشرين الثاني 2015، اعترف ضمنياً أن تركيا بحاجة إلى روسيا أكثر من حاجة روسيا إلى تركيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock