موجة الحر وازدياد ساعات تقنين الكهرباء دفعا الكثير من السوريين إلى شراء ألواح الثلج

جعلت الموجة الحارة القاسية التي تجتاح سوريا ـ وحسب الأرصاد الجوية السورية ـ والمستمرة حتى اليوم الخميس بقسوتها، جعلت الكثير من السوريين يتهافتون على شراء ألواح الثلج في مختلف المدن السورية، وخصوصاً ذات المناخ شبه الصحراوي، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها مع اشتداد الطلب عليها، من المواطنين الذين تعجز ثلاجاتهم عن التبريد والتجميد في ظل الواقع الكهربائي الراهن الذي يبلغ التقنين فيه نحو 5 ساعات قطع مقابل ساعة وصل بأحسن الأحوال، ومع تنامي الانقطاعات المتكررة خلال مدة الوصل بأوقات الذروة !.
وكذلك من أصحاب مطاعم ومحال بيع اللحوم الحمراء والبيضاء التي لا تتوافر فيها منظومات طاقة شمسية للتبريد وإنما للإنارة فقط.
وبيَّنَ العديد من المواطنين لـ «الوطن»، أنهم يقبلون في هذه الأيام الحارة على شراء ألواح من الثلج كاملة أو نصفها لحفظها في حافظات منزلية لاستخدامها لتبريد مياه الشرب التي لا يمكن شربها من غير تبريد.
وأوضحوا أن محال بيعها رفعت أسعارها أكثر من ضعفين نتيجة اشتداد الطلب عليها، فهم يشترون ربع اللوح اليوم بنحو 8 آلاف ليرة، وهي ألواح ضرورية في هذه الأيام الحارة ـ يقول أبو عهد وهو رب أسرة مكونة من ثلاثة أولاد ـ لكون البرادات لا تُبرِّد إلاَّ قليلاً ، وإن برَّدت لا تُجمِّدُ !.
ولفتوا إلى أنه حتى قوالب المكعبات ارتفع سعرها أيضاً، فقد كان القالب بنحو 3 آلاف ليرة، وقفز اليوم إلى نحو 6 آلاف ليرة.
في حين بيَّنَ عدد من أصحاب محال بيع اللحوم والمطاعم، أن سعر لوح الثلج تدرَّج من 8 آلاف ليرة إلى 12 ألفاً ثم إلى 20 ألفاً ثم إلى 30 ألفاً حالياً.
ولفتوا إلى أنهم مضطرون لشرائها بأي سعر كان، كي لا تفسد موادهم التي تتأثر سريعاً بدرجات الحرارة العالية.
وذكروا أن ذلك أثَّر في مبيعاتهم سلباً، قائلين: نحن لا نستطيع تحميل أسعار الثلج على موادنا، لأن المنافسة شديدة من جانب المحال المكيّفة ـ يقول أحدهم ـ التي تبيع كميات كبيرة من اللحوم المحلية والمستوردة المثلجة.
من جانبهم بيَّنَ عدد من أصحاب محال بيع الثلج، أن الطلب اشتد مؤخراً على قوالب الثلج سواء المكعبات أو الألواح، وأن الأسعار واقعية، فهي خاضعة لمبدأ « العرض والطلب»!.
وأوضحوا أن منظومات الطاقة الشمسية في محالهم كلفت عشرات الملايين من الليرات السورية، عدا نفقات العمل وأجور العمال وتكاليف الحياة، مشيرين إلى أن بيع هذه الألواح موسمي، فمع انحسار الموجة الحارة يخف البيع، ليتوقف نهائياً في منتصف الشهر المقبل، ويقتصر البيع على بعض المحال فقط.
حماة ـ محمد أحمد خبازي