نظافة دمشق.. مسؤوليات مشتركة.. نقص بالعمال والآليات وعدم تعاون المجتمع الأهلي

صدمة موجعة تتركها مشاهد أكوام القمامة في عدد من أحياء العاصمة دمشق، في ظل تصاعد موجة تكدسها وما يرافقها من تفاقم صحي ومظهر غير حضاري ينذر بتحديات جديدة تضع المعنيين أمام مسؤوليات كثيرة للجم هذه التحديات التي تنذر بواقع مزرٍ، وتركة سوداء من مخلفات النظام البائد في هذا القطاع بالذات.
ويبدو واقع النظافة ليس حكراً على حي محدد، لطالما كانت الجهود الكبيرة المبذولة من المحافظة لا تزال عند مستوى أحادية الجانب في ظل شبه غياب للوعي الشعبي ومشاركة المواطنين وتضافر الجهود لمواجهة الوضع الراهن وعودة الوجه الحضاري للعاصمة.
هذا الأمر دفع للمطالبة بضرورة رفع غرامات “النظافة” لتشكل رادعاً أكبر، من دون أن نتجاهل الإمكانيات المتوافرة لدى قطاع “النظافة” على صعيد نقص العمال وتهالك الآليات بسبب قدمها وكثرة أعطالها، والعمل بأقصى ما يمكن لتغطية معظم الأحياء، ناهيك عن تأثير موضوع نقل مكب النفايات من باب شرقي إلى الكسوة بناءً على رغبة السكان.
وأكدت مصادر في مجمع الخدمات ومديرية النظافة في محافظة دمشق لـ”الوطن” ضرورة تعاون المجتمع الأهلي من خلال رمي القمامة في الأماكن المخصصة لها، وعدم رميها بشكل عشوائي، بهدف تحقيق الأثر الإيجابي الملموس، في ظل قلة عمال النظافة الذين يعملون بأقصى طاقتهم ضمن الإمكانيات المتاحة.
ولفتت المصادر إلى أنه بهدف رفد قطاع النظافة بعمال جدد تم الإعلان عن مسابقة، لكن الإقبال كان ضعيفاً.
كما أوضحت المصادر وجود ما يقارب ألفي عامل نظافة، 60 بالمئة منهم تتجاوز أعمارهم الـ50 عاماً، لافتة إلى أن الحاجة الفعلية هي لنحو 5 آلاف عامل نظافة لتغطية أحياء دمشق بالشكل المطلوب.
ونوهت المصادر إلى وضع خطة واتخاذ الإجراءات التي تنعكس إيجاباً على واقع العمل.
وكانت معلومات مديرية النظافة أكدت أن نقل مكب النفايات من منطقة باب شرقي إلى الكسوة بشكل مؤقت أدى إلى انخفاض عدد عمليات ترحيل الحاويات، مع الإشارة إلى تخديم مناطق العشوائيات في مدينة دمشق مثل “التضامن، واللوان، والمزة ٨٦، وفق المتاح”.
هذا ولجأت المديرية إلى حلول إسعافية سريعة من خلال إرسال آليات هندسية إلى عدد من المناطق لترحيل النفايات، وإجراء حملات تنظيف مكثفة لمعالجة الشكاوى الواردة، إضافة إلى التنسيق مع مديرية المركبات لرفع جاهزية الآليات والإسراع في إصلاحها، واستئجار ضواغط كبيرة لسد نقص الآليات العاملة ضمن هذه المناطق.
يشار إلى أن موضوع النظافة هو من ضمن أولويات المحافظة، بينما هناك مساعٍ لاستكمال إجراءات تأمين مكان بديل مناسب لجعله محطة دائمة للمحافظة، الأمر الذي “سينعكس إيجاباً على آلية ترحيل النفايات من المدينة، وسيزيد عدد مرات ترحيل الحاويات.
الوطن – فادي بك الشريف