هل تنسحب الوحدات الكردية من حلب؟
تتردد أنباء في حلب حول انسحاب المئات من عناصر وحدات “حماية الشعب”، ذات الأغلبية الكردية، والمنضوية تحت راية قوات “سورية الديمقراطية” المدعومة أمريكياً من الأحياء التي تسيطر عليها أو تنتشر فيها داخل مدينة حلب إلى مدينة عفرين في الريف الشمالي في ظل حديث عن توحيد المدينة كاملة تحت سيطرة الحكومة السورية بعد تحرير الجيش العربي السوري لأحيائها الشرقية من مسلحي فصائل المعارضة المسلحة الشهر الجاري كاملة.
وتدل نية الجانبان الرسمي السوري والكردي على عدم الإدلاء بأي تصريح عما يدور في الكواليس بشأن ماهية وحقيقة انسحاب “حماية الشعب” من حلب على حرصهما على عدم توتير الأجواء بينهما وعلى وجود حال من الصفاء في العلاقات بينهما ورغبتهما في عدم السماح لأطراف أخرى للاصطياد في الماء العكر في توقيت حساس لا ينغص نشوة الجيش السوري بالانتصار والآمال المعقودة على حلب في تحسين مناخ حل الأزمة السورية.
وفيما راجت أخبار عن طلب السلطات السورية من “حماية الشعب” مغادرة الأحياء التي تسيطر عليها أو تنشر فيها مظاهر مسلحة، نفى مصدر في الأخيرة لـ “الوطن أون لاين” ما أشيع حول تحديد الأولى لها موعداً زمنياً للانسحاب وقال بأن: “الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية”، في إشارة إلى طرح الموضوع على بساط البحث بين الجانبين وأن لا نار بلا دخان.
ومهما يكن، فإن وضع حلب على خريطة الصراع في سورية يستدعي عودتها كاملة إلى حضن الدولة السورية كونها إنموذجاً يمكن البناء عليه في إعادة بناء ما دمرته الحرب طوال عمر الأزمة وعلى اعتبار أنها نقطة اشتباك إقليمية ودولية لا يمكن التفريط بسيادتها منقوصة تحت أي ظرف لاسيما بعد انتفاء مظاهر التهديد المحتمل في محيط الأحياء ذات النفوذ الكردي.
فالاعتبارات التي أملتها خريطة السيطرة داخل مدينة حلب من وجود فصائل مسلحة وازنة على تماس مع حي الشيخ مقصود، مركز الثقل الديموغرافي الكردي في المدينة، انتفت بزوال الخطر المحدق به إثر تطهير جميع الأحياء المحيطة به ولم يعد هناك أي داعي ليظل الحي خارج نفوذ الحكومة السورية مع الأحياء التي تمدد فيها نفوذ “حماية الشعب” خلال تساقط مناطق نفوذ الميليشيات المسلحة.
وكان الشيخ مقصود، والذي انتشرت داخله حواجز لـ “حماية الشعب” وبسلاح من الجيش السوري لحمايته ضد أي هجوم من المسلحين، سقط في قبضة الميليشيات نهاية 2013 وشكلت خسارته خطراً على الأحياء المجاورة الواقعة تحت سيطرة الجيش نظراً لموقعه الإستراتيجي المهم، وما لبثت الوحدات أن استعادت زمام المبادرة بعد نحو شهرين بمؤازرة الجيش ولتسيطر عليه كأمر واقع استمر إلى الآن.
وإبان سيطرة الجيش السوري على حي بني زيد قبل ستة أشهر، تمددت “حماية الشعب” نحو حي السكن الشبابي المتاخم قبل أن تنشر حواجزها في أحياء بستان الباشا والهلك الفوقاني والتحتاني والشيخ خضر وقسم من الأشرفية الشهر الماضي مع طرد الجيش السوري للمسلحين من معظم مناطق ثقلهم شرق المدينة، وظلت الأمور على ما هي عليه من دون انكفاء عناصر الوحدات إلى الشيخ مقصود، إلا أن ما يثار حالياً حول انسحاب حوالي 700 عنصر منها من الشيخ مقصود باتجاه عفرين مؤشر على أن “تفاهمات” قد حدثت مع السلطة السورية أو في طور النضوج لإعادة مدينة حلب كاملة إلى الشرعية، بحسب قول خبراء عسكريين لـ “الوطن أون لاين”.
الوطن أون لاين – خاص