وضاح خليل لـ”الوطن”: الاستثمار في الموسيقا لا يزال دون المستوى المطلوب

عشنا سنوات طويلة نردد ونستمع إلى شارات المسلسلات والموسيقا التصويرية المصاحبة لمشاهد درامية، فمن منا لا يدندن موسيقا مسلسل “صح النوم”؟ أو الأغاني التراثية التي أبدعها الراحل سهيل عرفة للكثير من مسلسلات البيئة الشامية، مثل “أيام شامية” و”أبو كامل” وغيرها؟ تلعب الموسيقا التصويرية في الدراما دوراً بارزاً في نجاح العمل الفني، حيث تشكّل تأثيراً كبيراً في المتلقي باعتبارها أسهمت في شهرة العديد من الأعمال وجعلتها تحظى بنسب مشاهدة مرتفعة.
كما أن المهرجانات العالمية تولي الموسيقا التصويرية أهمية بالغة، حيث تخصص مسابقات وتكريمات وجوائز للموسيقا في أعرق المهرجانات، في المقابل، نجد أن الموسيقا التصويرية في العالم العربي مغيبة وتُعتبر عنصراً ثانوياً.
يُعد قطاع التأليف الموسيقي أحد الأعمدة الأساسية للثقافة والفنون، وذلك بفضل دوره الكبير في تشكيل الهوية السمعية التي ترافق المشاهد الدرامية، إن التأليف الموسيقي يعد جسراً بين الإبداع الفني والوجدان الإنساني.
ومع ذلك، يواجه هذا القطاع العديد من التحديات التي تعوق تطويره وانتشاره، أبرز هذه التحديات، كما يصف المؤلف الموسيقي وضاح خليل، هو غياب البنية التحتية الداعمة للمؤلفين والموزعين الموسيقيين، سواء من حيث المؤسسات الإنتاجية المتخصصة أم النقابات الفاعلة. ففي النقابة، لا يُوجد ما يعرف بـ”المؤلف الموسيقي” أو “الموزع الموسيقي”، بل يتم تصنيفهم تحت صفة العازف أو ما يشابهها.
وقال لـ”الوطن”: “رغم أن سوريا تتمتع بتاريخ موسيقي عريق وحضور إبداعي متميز، إلا أن الاستثمار في الموسيقا لا يزال دون المستوى المطلوب. إذ يواجه المؤلف السوري العديد من الصعوبات في تنفيذ أعمال موسيقية، حيث يضطر للاعتماد على اجتهاداته الشخصية من دون أي دعم مؤسسي يعزز من قيمة عمله ويوفر له بيئة إنتاجية متكاملة”.
وناشد خليل المؤسسات الرسمية المعنية بالشأنين الثقافي والفني، وكذلك الجهات الإنتاجية، بضرورة وضع استراتيجية واضحة لدعم قطاع الموسيقا. من خلال دعم الإنتاجات الفنية والدرامية، إضافة إلى إنتاج الألبومات الغنائية، كما شدد على أهمية حماية حقوق المؤلفين من خلال تشريعات فعّالة تحمي الملكية الفكرية وتوفر المنح التدريبية والإنتاجية، سواء المحلية أم الخارجية، لتمكين التفاعل بين الخبرات والتجارب العالمية. وأكد أيضاً ضرورة إنشاء منصات رسمية لعرض هذه الأعمال والترويج لها.
وفيما يتعلق بالاستثمار، أوضح خليل أنه من خلال شركات الإنتاج أو الهيئات المتخصصة في الشأن الموسيقي يمكن توفير الدعم المناسب. فالمؤلف الموسيقي يتكبد نفقات كبيرة لتجهيز فريق العمل اللازم لتنفيذ عمله الموسيقي، وهذه النفقات غالباً ما تكون فوق طاقته، مما قد يؤدي إلى إلغاء المشروع أو تأجيله.
مصعب أيوب