محلي

أبناء حلب يناقشون أول وثيقة لإحياء وترميم أسواقهم القديمة

لأول مرة منذ أن اندلعت الحرب يجتمع ممثلون عن أبناء حلب ليناقشوا وثيقةً ستعيد الحياة إلى أسواق مدينتهم القديمة التي لطالما أغلقت أبوابها طيلة السنوات الماضية. مؤرخون وخبراء ومختصون وبرلمانيون من أبناء حلب، تجار وصناعيون وحرفيون، خبراء قانونيون وجمعيات مدنية، ممثلون عن المؤسسات الرسمية المعنية، وممثلون عن المنظمات والوكالات الأممية ومؤسسات التمويل الصغير، ومعهم الأمانة السورية للتنمية ومحافظة حلب، كلُّهم يلتقون اليوم في المدينة القديمة ضمن ورشة متطورة هدفها مناقشة استراتيجية إحياء أسواق حلب القديمة ومداخلها.
على مدى ثلاثة أيام سيبحث المجتمعون وثيقةً تفصيلية تتضمن الإطار التنظيمي لإعادة إحياء الشارع المستقيم وجميع مداخله والجوانب المتعلقة بالإسكان والتطوير الاجتماعي في تلك الأسواق وكيفية الحفاظ على الأبنية ومسألة المرور والنقل فيها والجوانب المتعلقة بالتطوير الاقتصادي وتأهيل البنى التحتية وفق معايير للترميم وإعادة البناء تشكل مع بعضها استراتيجية مضبوطة تضمن الوصول إلى إحياءٍ كاملٍ لأسواق حلب.
تضم الوثيقة توصيفاً دقيقاً وشاملاً لـ37 سوقاً وما يقارب 1100 محل تجاري وطبيعة أضرارها ووضعها البنيوي إضافة لما تتطلبه هذه الاسواق من بنية تحتية وتطوير اقتصادي. الوثيقة التي يناقشها أبناء حلب هي بمثابة خريطة عمل تضمن توحيد جميع الجهود في طريق واحد وواضح حتى تعود حلب، كل حلب، عاصمة تنبض بالاقتصاد والإنتاج والحياة.
الشارع المستقيم والذي يقع في قلب المدينة القديمة لحلب، على موعد مع إعادة النبض لأبنيته المختلفة المترامية على جانبيه من أسواق وبيوت ومحلات. كل هذه المعالم سيتم تأهيلها بتوافُق المجتمعين لتكون بمثابة حجر الأساس لجميع الخطوات اللاحقة التي ستُنفذ في المدينة القديمة. كما ستناقش الورشة أسس تطوير نظام ضابطة البناء لمدينة حلب القديمة الحالية المتوافقة مع قانون الآثار السوري، وبما يعزز المعايير التي سُجِّلَت مدينة حلب القديمة على إثرها في سجل مواقع التراث العالمي لدى منظمة اليونيسكو.
محافظ حلب حسين دياب قال في كلمته الاقتتاحية أن المدينة القديمة في حلب لا يمكن أن تتعافى دون مشاركة غنية لكامل المجتمع الحلبي واننا نتطلع منكم لإغناء ما أنجزناه من أعمال. وأضاف “لأن حلب وأهلها في عيون الرئيس الأسد، ولأن حلب وأهلها هم عنوانٌ للنصر والثبات، ولأن حلب وأهلها هم مثال العمل والانتاج والحياة. لأجل كل ذلك، لا بد أن يكون العمل مميزاً والعطاء فاعلاً تتوحّد فيه الجهود لبناء الوطن بأمل كبير وإنجاز صادق وواسع”.
وقال أيضاً: “وبما أن هذه المدينة مدينتنا وهي لأهل حلب فإننا نتشارك هذه الجهود مع المجتمع الحلبي بكل أطيافه وتحديداً اليوم معكم كممثلين عن العديد من الجهات والأطياف”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock