العناوين الرئيسيةمنوعات

“أحن إلى خبز أمي ” معرض مميز للفنان كمال الجندي بمدينة سلمية

من الهندسة، دلف كمال الجندي ابن مدينة سلمية العريقة، إلى الفن التشكيلي وأسس فيه لحالة إبداعية تتسم بالأصالة والتميز، تتبدى بمنجزه الإبداعي الممتد على مساحة العشرات من المعارض الفردية والجماعية، التي أقامها وشارك فيها بمدينته، وفي العاصمة وحلب والرقة.

وضم معرضه الأخير المقام حالياً في صالة ” فناني سلمية المتحدين” بعنوان ” أحن إلى خبز أمي ” نحو 30 لوحة متباينة الأحجام، ومشغولة بالزيتي وعصارة القلب والروح، إلى جانب عدة لوحات لوالدته الراحلة التي كانت فنانة بالفطرة.

وحول هذا المعرض البديع يقول الفنان الجندي لـ ” الوطن أون لاين “: الأم هي الوطن الذي يتسع للجميع، ولطالما دونت هذه العبارة بلوحاتي. ويصادف عيد الأم بهذا العام، الذكرى السنوية الأولى لرحيل أمي، وكانت أفضل طريقة أعبر فيها لوفائي لها، هي هذا المعرض الذي صورت فيه جميع الأمهات وأمنا الكبرى سورية والطبيعة أيضاً.

وأضاف: المرأة بالتاريخ والثقافة والمنطق والفلسفة والإيديولوجية، هي أساس المجتمعات وعمقها، ونهضتها وعمادها، وأس تقدمها، وهي كما نعرف: ” مدرسة إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق”. والمرأة على مر التاريخ والعصور هي القائدة، وهي الأم، وهي الحضن، وهي المدبرة وصانعة الأجيال. ونحن بمجتمعنا السوري نجل السيدات ونقدس الأمهات، كونهن نصف المجتمع إن لم يكنَّ كل وقد جسدتها بلوحاتي الأنثى الجميلة، والمرأة المناضلة والمكافحة، والمرأة التي هي نبع الحنان، وأم الشهيد وزوجته أيضاً.
وعن تبديات الطبيعة الأم بلوحاته قال: الطبيعة هي المدرسة الأم للشاعر والموسيقي، والفنان الذي يستقي منها مختلف الفصول والحالات كالغضب والهدوء والجمال والحزن كفصل الخريف.

وعن تقنياته قال: اللوحات مشغولة بالزيتي، ولا أعتمد فيها على المغريات اللونية، فأنا أعتمد المادة اللونية البسيطة، فمنذ نعومة أظفاري كنت أجد العصارات اللونية بمنزلي فأمي كانت رسامة بالفطرة. فالزيتي مادة ثابتة، أقوى من المائي، وتغطي مساحات واسعة باللوحات الكبيرة. وأعتقد أن قدرة الفنان الحقيقي تكمن في إتقانه مزج الألوان واستنباط الإضاءة والظل، والعبرة في جودة العمل الفني ليست بالمادة الأولية وإنما بقدرته على توظيفها وتوليد اشتقاقات لونية منها. فالفنان الحقيقي مثلاً يستطيع أن يعطيك لوحة عظيمة من الفحم العادي من ” منقل الحطب “، بقدرته على صياغة درجات لونية للفحم كالأزرق أو الأسود.

وعن خصوصية هذا المعرض وأمه الفنانة العفوية، ذكر الجندي أن فكرة المعرض الأساسية هي ربطه بمناسبة عيد الأم الجليلة وقال: وددتُ أن أخلد ذكرى والدتي بهذا المعرض الذي يضم عدة لوحات لها أيضاً. فقد كانت فنانة ترسم بأصابعها وبأسلوب عفوي وتتسم لوحاتها بالبساطة، وقمة العطاء. وتجربتها عميقة فمنذ الستينيات رسمت لوحات تصور النزوح عن القنيطرة، ومعاناتها من قسوة الحياة والقحط والترحال الدائم، ومن الجوع والظروف القاسية، كونها زوجة عسكري كان بحالة تنقل دائم آنذاك. ورغم كل تلك الظروف نالت الشهادة الإعدادية وهي أم لعشرة أولاد، ولكل هذا هي مصدر فخر واعتزاز دائم.

وعن تبديات مفردات البيئة الريفية بلوحاته قال: مكونات البيئة هي الأصل والإرث الحضاري الذي نمتلكه ولا يمكننا الانسلاخ عنه، فكل الأواني التي كنا نستخدمها قديماً، كانت مصنوعة من التراب والصلصال والقرميد، وأرى في هذه البيئة البساطة والعراقة والجمال.

حماة – محمد أحمد خبازي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock