محلي

أزمات المدينة بدأت بالانفراج .. خميس لـ«الوطن»: حلب ستعود رافعة للاقتصاد السوري

في انتظار ما ستؤول إليه آلية وخطة العمل التي تزمع الحكومة وضعها مطلع الأسبوع المقبل لتحسين الواقع الخدمي والمعيشي في حلب وتدوير عجلة الإنتاج بشكل أسرع والمباشرة بعملية الإعمار، أثمرت زيارة الحكومة في اليوم الثالث من برنامج عملها بانفراج جزئي في بعض أزماتها التي تعيشها، ما بعث على الأمل في نفوس السكان بفتح صفحة جديدة ترتقي إلى مصاف فرحتهم بالصبر والنصر بتوحيد مدينتهم وتحريرها من الإرهاب، وسط تأكيد رئيس الحكومة عماد خميس بأن «حلب كانت وستعود رافعة للاقتصاد السوري باهتمام القيادة السياسية وبجهود وخطط الحكومة وهمة وعزيمة أبنائها».

وزار خميس والوفد المرافق له مساكن هنانو، شرقي المدينة، للاطلاع على واقع الحي والجهود التي تبذلها المحافظة ومجلس المدينة لتوفير الخدمات لسكانه الذين ازدادت أعدادهم بشكل لافت بعد تطهيره من المسلحين قبل 40 يوماً.

ووجه خميس بزيادة الدعم الخدمي وتوفير البنية التحتية لمساكن هنانو بغية إعادة جميع قاطنيها إليها على اعتبارها أكبر الأحياء الشرقية المحررة وكأنموذج لباقي الأحياء التي سيطولها الدعم بعد توفير الأمن فيها والمتطلبات الخدمية والمعيشية الأساسية في طريق إعادة إعمار ما دمرته الحرب فيها.

كما زار الوفد مدينة الشيخ نجار الصناعية للتعرف عن كثب على المشاكل التي تعترض صناعييها، الذين وعدهم في اجتماع أول من أمس بتأمين كل مستلزمات انطلاق عجلة إنتاجهم إلى سابق عهدها وأفضل مما كانت عليه كرافعة للاقتصاد السوري، واستمع من أصحاب المنشآت الصناعية إلى منغصات عملهم وسبل النهوض به ووعد بتذليلها جميعاً.

وتفقد خميس ترحيل الأنقاض من شوارع حي الشعار، شرقي المدينة، ومركز جبرين لإيواء المهجرين، وقصد مطار حلب الدولي واطلع على الجهود المبذولة لإعادة تشغيله من جديد كنافذة إلى العالم الخارجي بعد توقف حركة الملاحة فيه لأكثر من 4 سنوات، ووعد بعودة المطار إلى الحياة خلال أيام قليلة بعد استكمال الاستعدادات لاستقبال وإقلاع أولى الطائرات المدنية.

ومساء أمس التقى خميس رجال الدين الإسلامي والمسيحي في مبنى القصر البلدي وناقش معهم سبل الارتقاء بالخطاب الديني بما يواكب المرحلة الراهنة، وقال: إن سياسة الحكومة هي باتجاه تخفيض الأسعار كوسيلة أفضل من رفع الرواتب، مؤكداً على أن الحكومة لم تقترض من أحد خلال سنوات الأزمة لكنه أوضح أن الدول الصديقة قد ساعدت سورية لتجاوز الأزمة، في إشارة منه إلى التسهيلات الإئتمانية التي قدمتها بعض الدول ومنها إيران.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» عقب اللقاء قال خميس: إن حلب كانت وستعود رافعة للاقتصاد السوري باهتمام القيادة السياسية وبجهود وخطط الحكومة وهمة وعزيمة أبنائها الذين صمدوا فيها وضحوا مع الجيش العربي السوري لتوحيدها واستعادتها لحضن الشرعية.
وبعد اجتماعه مع رجال الدين توجه خميس والوفد الحكومي الموسع المرافق له إلى جامعة حلب.

واستبشر حلبيون، التقتهم «الوطن»، خيراً بزيارة الحكومة إلى مدينتهم والتي عدوها فألا حسناً عليهم بعدما انعكست إيجاباً على توفير بعض الخدمات الضرورية كفاتحة خير لتحسينها وتأمينها جميعاً إثر فترة جفاء معها عاشتها المدينة طوال سنوات الحرب.

وبالتزامن مع رفع الأتربة والأنقاض في أكثر من محور لفتح الشوارع مثل القوتلي، وسيف الدولة والزبدية، انفرجت أزمة توفير اسطوانات الغاز المنزلية بشكل كبير في اليوم الأول لإعادة تشغيل معمل الراموسة لإنتاج الغاز وانخفض سعر الاسطوانة في السوق السوداء من 8 آلاف إلى 4 آلاف ليرة في وقت جرى تأمين كميات إضافية من المازوت المنزلي لتوزيعه على الأحياء التي تجاوزت نسبة التوزيع فيها 80 بالمئة.

وتفاءل الأهالي خيراً بعودة الكهرباء إلى مدينتهم بعد فترة انقطاع ناهزت الأشهر الثلاثة إثر تشغيل الخط البديل بانتظار إصلاح الخلل في الخط الجديد الذي جرى إيصاله إلى حلب بطاقة 150 ميغا، وانعكس ذلك على واقع مياه الشرب التي تدفقت في شرايين المدينة بتزويد محطة الضخ الرئيسية في سليمان الحلبي بالكهرباء من الخط البديل.

أما حال الأسواق فتترقب وعد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عبد اللـه الغربي بضبطها وجر أسعار معروضاتها نحو الانخفاض بعدما اعتذر عن تردي الوضع التمويني، وأقال الغربي مدير التجارة الداخلية بحلب إبراهيم الإبراهيم أمس على خلفية تقصيره في أداء واجباته المنوطة به خلال جولة قصد خلالها المديرية.

وأعلن وزير السياحة بشر اليازجي عن قرب إقامة ورشة عمل يشارك فيها المعنيون لإطلاق برنامج ومخطط عمل تنفيذي لترميم مدينة حلب القديمة مع استمرار توثيق ومسح وتقويم المنشآت والمواقع الأثرية السياحية.

حلب – الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock