أمسية موسيقية ومعرض لآلات الموسيقا الشعبية في دار الأوبرا

أقام المعهد العالي للموسيقا بالتعاون مع مؤسسة “الأمل للعمل” فعالية فنية ثقافية عن الموسيقا الشعبية في بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين، تحت عنوان “على خطا الموسيقا”، احتفاءً بالتقاليد الموسيقية الفنية لأحد عشر مكوناً ومجتمعاً من سوريا ولبنان والأردن والعراق.
وتمثلت الفعالية بمحاضرة تعريفية، وأمسيتين موسيقيتين، ومعرض للآلات الموسيقية التقليدية، بحضور عدد من العازفين الشعبيين وصنّاع الآلات الشعبية، بهدف الإضاءة على التراث الموسيقي في أداء حي وتوثيق بصري لعدد من مراحل تطور الموسيقا الشعبية ضمن النسخة الرابعة من المعرض.
معرض تفاعلي
أما المعرض الذي يفتتح يوم غد ويستمر حتى السادس من تشرين الثاني المقبل، فضم تعريفاً بآلات كل منطقة، فمن العراق تطالعنا آلات الكاسور والدف الساز الأيزيدي والربابة، ومن الأردن اليرغول والشبّابة والناي والمهباج.
ومن سوريا ولبنان نجد مجموعة من الآلات التقليدية كالطبل بأشكاله المختلفة والربابة والمزمار إضافة إلى المجوز.
كما احتوى المعرض لوحات تفصل وتفند كل آلة على حدة، إضافة إلى عرض حي لكل الآلات كتب عليها “جربني” في دعوة صريحة لجميع الزوار أن يقوموا بالعزف عليها والاستمتاع بنغماتها من دون تدريب أو خبرة، وهو ما أعطى روح التفاعل والمشاركة والتماهي مع الموسيقا بشكل وحقيقي.
أما الحفل الموسيقي المرافق للمعرض فكان مشبعاً بأغاني تراث تلك المناطق، حيث افتتح بنشيد سلمية، ثم نايل، وساجوري، وسلمية ست البلاد، ومجروح قلبي، ومن عرق خده، ودبكة قوصار، وعيني على الغرّابة، ثم ركايب خلتّي، واختتم بأغنية يما تعاليلي.
جسور التعارف والتلاقي
استهل الموسيقي فواز باقر المحاضرة بالتعريف بالموسيقا الشعبية وأصلها ومنبتها، لمد جسور التعارف والتلاقي بين الأجيال وإعادة الاعتبار للألحان التي طبعت ذاكرة المنطقة.
وأكد أن الفعالية تهدف إلى إحياء التراث اللامادي الثقافي الموسيقي وربطه بالإنسان السوري.
من جانبها، مديرة البرامج في مؤسسة “الأمل للعمل”، سارة زين، أشارت إلى أن هدف المؤسسة ترسيخ الثقافة الشعبية وتقديم يد العون للمجتمعات الثقافية التي لا تسمح لها الفرصة بالظهور والوصول والانتشار، وقالت: “وهو ما عملنا عليه في عدة بلدان سابقة، بحيث لا ينحصر نشاطنا فقط في سوريا وما حولها، بل في عدة بلدان أوروبية وآسيوية أخرى”.
وكشفت أن برنامج “على خطا الموسيقا” انطلق عام ٢٠٢٣، وكان الهدف منه التركيز على الموسيقا الشعبية وتلك التي تمارس عادة في المناسبات الاجتماعية وحفلات الزفاف وما شابهها.
وعن سبب تبني المبادرة قالت: “وجدنا مؤخراً أن هذا النوع من الموسيقا بدأ يتلاشى ويندثر، فقررنا إنجاز هذا البرنامج لدواع توثيقية، ومن أجل نقله إلى الجيل الجديد من الشباب وتدريبهم عليه، ولذلك قمنا بتدريب أشخاص على صناعة الآلات الموسيقية”.
ولفتت إلى أن المؤسسة اشتغلت على هذه الدراسة في كل من سوريا والأردن ولبنان والعراق، وتم إجراء الدراسة على مجتمعين أو أكثر من كل بلد، وتم اختيار عينات صغيرة لأن إجراء البحث على كامل جغرافيا القطر يتطلب وقتاً ومجهوداً وتكلفة عالية وكبيرة.
بحوث ميدانية
يشار إلى أن عدداً من الأكاديميين المتخصصين أجرى بحوثاً ميدانية في 11 تجمعاً سكانياً في مناطق الرقة والقامشلي وريف حماة بسوريا، والهرمل وعكار ومخيم بر إلياس للاجئين السوريين بلبنان، إضافة إلى العراق والأردن، بهدف توثيق الموسيقا الشعبية في تلك المناطق وصونها من الاندثار، والتعرف إلى خطوات صناعة الآلات.
مصعب أيوب