سياسةعربي ودولي

أمن واستقرار الصين مرتبط بأمن هونغ كونغ وبكين لن تتسامح مع التدخل الخارجي

كما هو متوقع اتخذت الصين سلسلة إجراءات سيادية محقة، لوقف التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية، وهذه المرة قررت الولايات المتحدة ومعها عدد آخر من الدول الغربية النفاذ إلى الصين من بوابة هونغ كونغ، التي شهدت اضطرابات عدة العام الماضي نتيجة ارتباط زعماء المعارضة في هونغ كونغ بدول خارجية.
الحكومة الصينية تدخلت سريعاً لفرض قوانين أمنية صارمة، تحصن من خلالها الأمن الوطني لهونغ كونغ والأمن القومي للصين، حفاظاً على مبدأ “دولة واحدة ونظامين”، وهذا حق منحه دستور البلاد، والذي أعطى كامل الصلاحيات لتشريع قوانين الأمن الوطني والقومي للصين، وهذه من بديهيات الحفاظ على استقلالية البلاد والشعوب وحمايتها من التدخلات الخارجية.
المادة ٣١ من دستور الصين تؤكد بأنه “يحق للدولة إقامة وحدات إدارية خاصة عندما يتطلب الأمر ذلك، وتعمل هذه الوحدات بموجب قانون يقره البرلمان الشعبي في حال تطلبت ظروف خاصة هذا الأمر”.
الدورة الثالثة لمجلس الشعب الوطني الثالث عشر لجمهورية الصين الشعبية اتخذت قبل أيام قراراً تضمن الموافقة على وضع قانون لتحسين نظام الآليات القانونية والتنفيذية لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة بهدف الحفاظ على الأمن والسلامة الإقليمية المنصوص عليها في إطارها القانوني الداخلي وفي القانون الدولي، وبهدف تعزيز عملية التنمية وتقوية المؤسسات الشرعية وضمان أمنها على كامل أراضيها.
ووفقاً للدستور الصيني أيضاً، فمن الواجب على كل الصينيين، بمن فيهم سكان هونغ كونغ، العمل على تحصين السيادة الوطنية وحمايتها، علماً أن القانون الصيني الذي أقره البرلمان كان هدفه الوحيد الأمن والاستقرار والسيادة ولا يؤثر في أي حال من الأحوال على ما تتمتع فيه هونغ كونغ من استقلالية عالية، كما أنه لا يؤثر على الحريات العامة للمقيمين فيها.
ومنذ عودة هونغ كونغ إلى الوطن الأم، نال سكانها المزيد من الحقوق والحريات أكثر من أي وقت مضى في التاريخ، وهذا تحديداً ما يصبو إليه القانون الجديد، وهو الحفاظ على هذه الحقوق والحريات وسط استقرار أمني واقتصادي لا يهدده أي فئة أو مجموعة مرتبطة بأجندات خارجية، هدفها زعزعة أمن البلاد باسم “الاستقلال”، وهذا ما أكده وزير الخارجية الصيني وانغ يي، عندما شدد على أن تشريع الأمن الوطني الجديد لمنطقة هونغ كونغ، لا يمس حقوق وحريات هونغ كونغ، وقال: “لا يؤثر التشريع على الدرجة العالية من الحكم الذاتي في هونغ كونغ، ولا يؤثر على الحقوق والحريات التي يتمتع بها سكان هونغ كونغ، ولا يؤثر أيضاً على الحقوق والمصالح المشروعة للمستثمرين الأجانب في هونغ كونغ”، مشدداً على أن شؤون هونغ كونغ تعد من شؤون الصين الداخلية، محذراً من أن بكين لن تتسامح مع التدخل الأجنبي في شؤون هونغ كونغ.
وبينما تصر الولايات المتحدة ومن لف لفيفها من دول غربية على الاستمرار بسياسة التدخل في شؤون الصين الداخلية، وتتعامى عن الفوضى التي خلفتها السياسيات العنصرية داخلها، جاء الرد الصيني اليوم واضحاً ومعبراً وبثلاث كلمات فقط صرحت بها المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشونينغ، قائلة :”لا أستطيع التنفس” وهي آخر كلمات المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد الذي قتلته الشرطة الأميركية.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock