اقتصادالعناوين الرئيسية

إلغاء “قانون قيصر” : خطوة مفصلية تفتح آفاق التعافي أمام سوريا

يمثّل رفع “قانون قيصر” عن سوريا تطوراً سياسياً واقتصادياً بالغ الأهمية، ويؤسس لبداية مرحلة جديدة في التعامل الدولي مع الملف السوري، تقوم على دعم الاستقرار وإتاحة الفرص أمام التعافي وإعادة البناء، بعد سنوات من القيود التي فُرضت في سياق سياسي وأمني معقّد.
“قانون قيصر” الذي أُقرّ عام 2019، فُرض على سوريا بسبب ممارسات نظام الأسد البائد، وجاء في إطار مساعٍ دولية للضغط السياسي على السلطة الحاكمة آنذاك، إلا أن تداعياته امتدّت مع الوقت إلى مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والمعيشية، ما جعل رفعه اليوم خطوة ضرورية لفتح مسار جديد يراعي المتغيرات السياسية والإنسانية التي شهدتها البلاد.
اقتصادياً، يرى مراقبون أن رفع القانون يتيح فرصة حقيقية لإعادة تنشيط الاقتصاد السوري، عبر تخفيف القيود على التعاملات المالية والتجارية، وتمكين القطاعات الحيوية من استعادة جزء من قدرتها على الإنتاج والنمو، كما يساهم هذا التطور في تحسين مناخ الاستثمار، ويفتح المجال أمام مساهمات إقليمية ودولية في مشروعات إعادة الإعمار والبنية التحتية، بما يدعم جهود النهوض الاقتصادي.
على الصعيد المعيشي، ترى مصادر متابعة أن من شأن هذا القرار أن ينعكس إيجاباً على حياة السوريين، من خلال تحسين توفّر السلع الأساسية، وتسهيل عمليات الاستيراد والتصدير، وتعزيز استقرار الأسواق، ومع تحسّن الحركة الاقتصادية، تبرز فرص لخلق وظائف جديدة، وزيادة الدخل، وتعزيز قدرة المؤسسات على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.
سياسياً، يعكس رفع قانون “قيصر” مقاربة أكثر واقعية في التعامل مع سوريا، تقوم على دعم الاستقرار ومكافحة الإرهاب، وربط الأمن بالتنمية الاقتصادية، كما يشكّل هذا التطور رسالة إيجابية مفادها أن المرحلة المقبلة تتطلّب التركيز على بناء الدولة وتعزيز مقومات التعافي، بدل الإبقاء على أدوات ضغط ارتبطت بمرحلة سياسية انتهت بسقوط النظام السابق.
إقليمياً، ينسجم هذا القرار مع الجهود العربية الرامية إلى إعادة دمج سوريا في محيطها الطبيعي، وتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بما يخدم استقرار المنطقة ككل، فتعافي سوريا يشكّل عنصراً أساسياً في تحقيق توازنات أكثر استدامة في الشرق الأوسط.
في المحصلة، يمثل رفع قانون «قيصر»  بداية واعدة لمرحلة جديدة تتيح لسوريا استثمار الفرص المتاحة، والانطلاق نحو إعادة الإعمار والتنمية، بما يلبّي تطلعات السوريين إلى الاستقرار والازدهار بعد سنوات من المعاناة.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock