ابن فرحان في دمشق.. ترجمة عملية للدعم الاقتصادي السعودي لسورية الجديدة

تعكس زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ، والوفد الاقتصادي رفيع المستوى المرافق له إلى دمشق ، مواصلة الرياض دعمها القوي لسوريا الجديدة من أجل تعافيها اقتصادياً وإعادة إعمارها.
الموقف السعودي هذا ليس مستغرباً ، إذ إن الرياض ومنذ اللحظات الأولى للتغيير السوري في الثامن من كانون الأول العام الماضي ، أعلنت بوضوح دعهما وتأييدها لسوريا الجديدة ومازالت تواظب على ذلك، بينما قدرت دمشق عالياً ذلك ومازالت ، فكانت الرياض أول محطات الرئيس أحمد الشرع الخارجية .
ولم يعد يخفى على أحد ، وكما تثبت مجريات الأحداث المتسارعة المتعلقة بالملف السوري ، أن السعودية التي باتت دولة فاعلة ومحورية في المنطقة والمحيط الإقليمي والعالمي ، لعبت دوراً بارزاً في عملية تطبيع العلاقات بين سوريا الجديدة ودول المنطقة والدول الغربية .
هذا الدور السعودي كان واضحاً خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرياض بداية الشهر الجاري ، والذي أعلن منها أنه سيأمر برفع جميع العقوبات عن سوريا ، نتيجة المساعي التي بذلها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان وقادة عرب وإقليميون آخرون .
وقد حقق الدور السعودي في دعم سوريا الجديدة نجاحاً كبيراً ، عندما تم بمساعي وحضور ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي ، عقد اجتماع في الرياض بين ترامب والرئيس الشرع في أول لقاء من نوعه يجمع رئيساً سورياً مع رئيس أميركي منذ 25 عاماً .
والمملكة العربية السعودية كغيرها من الدول تدرك تماماً أن سورية بلد منهك اقتصادياً ومدمر جزء كبير منه ، بفعل حرب نظام بشار الأسد المخلوع على شعبه ، وأن الباب لمساعدته بات مفتوحاً على مصرعيه بعد إزالة العقوبات .
مما لاشك فيه أن زيارة وزير الخارجية السعودي إلى دمشق على رأس وفد اقتصادي رفيع المستوى ، تأتي في إطار دعم الرياض القوي والمستمر لسوريا الجديدة ، وتهدف إلى ترجمة دعمها لسوريا في المجال الاقتصادي على أرض الواقع من أجل تعافي البلاد وإعادة إعمارها وتنميتها وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين .
الوطن – موفق محمد