اتفاق العاشر من آذار.. جهود حكومية مستمرة لتنفيذه ومماطلة من “قسد”

على الرغم من استمرار جهود الحكومة السورية لتنفيذ اتفاق دمج مؤسسات ما تسمى «الإدارة الذاتية» في شمال وشمال شرق سوريا في وزارات ومؤسسات الدولة السورية، إلا أن أيّاً من بنود الاتفاق لم يتم تنفيذها حتى الآن بسبب مماطلة ومراوغة مسؤولي تلك “الإدارة”.
وحرصا من القيادة السورية على الوحدة الوطنية والجغرافيا السورية، وقّع الرئيس احمد الشرع مع قائد “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” مظلوم عبدي في دمشق في العاشر من آذار الماضي الذي ينص على دمج مؤسسات «الإدارة الذاتية» في وزارات ومؤسسات الدولة السورية.
لكن حرص القيادة السورية على تنفيذ بنود الاتفاق الذي تم تحديد موعد آخر العام الجاري لتنفيذها، لم يقابل بالمثل من قبل مسؤولي “الإدارة الذاتية” و”قسد” التي تعدّ الذارع المسلحة لتلك “الإدارة”، حيث تم عقد اجتماعات عدة بين مسؤولين من الحكومة وآخرين من “الإدارة الذاتية” و”قسد” في دمشق، وفي شمال سوريا، لم تفض إلى نتائج ملموسة.
ويرى مراقبون تحدّثوا لـ”الوطن”، أن القيادة والحكومة السورية أبدت مرونة كبيرة من أجل توقيع اتفاق العاشر من آذار لأن همّها الأول النهوض بالبلاد المدمّرة جراء الحرب وإعادة آعمارها وتنمية الاقتصاد بحيث ينعكس الأمر إيجاباً على عموم البلاد.
لكن “الإدارة الذاتية” و”قسد” في تصريحاتهم العلنية يقولون شيئاً وفي جولات المفاوضات لتنفيذ بنود الاتفاق يقولون شيئاً آخر، وحسب هؤلاء المراقبين الذين اعتبروا أن ما يقوم به هؤلاء هو “مماطلة ومراوغة” للتهرب من استحقاق تنفيذ بنود الاتفاق، وفي الوقت نفسه يوجهون اتهامات باطلة للحكومة السورية بأنها هي من تعرقل تنفيذ الاتفاق.
ويقول أحد المراقبين: “هم يصرّحون بأنهم لن يتخلوا عن المكاسب التي حقّقوها!، هم صرّحوا بأنهم يريدون فرقاً وألوية عسكرية خاصة بـ”قسد” تنتشر في مناطق نفوذهم!، كل ذلك يعني فيما يعينه أنهم لا يريدون الاندماج. يعني أنهم يريدون إقامة دولة داخل دولة”.
وبعدما أشار المصدر إلى أن المدة المحددة لتنفيذ الاتفاق تنتهي في نهاية الشهر الجاري، رجّح المصدر أن “الإدارة الذاتية” و”قسد” تواصلان سياسية اللعب على الوقت عبر المطالبة بتمديد فترة تنفيذ الاتفاق .
مراقب آخر توقّف عند مسألة تمسّك تلك “الإدارة” و”قسد” عند ما تقول: إنه “لن يتم التخلي عن المكاسب التي حققوها!”، وقال “هم يسيطرون على مساحات واسعة من شمال وشمال شرق سوريا، وتضمّ أغلب وأكبر حقول النفط والغاز”.
ولفت المصدر إلى التحقيق الذي نشرته شبكة “سي إن إن” الأميركية أمس، وكشفت فيه عن واحدة من أكبر عمليات تهريب الأموال في مناطق سيطرة “قسد”، وأنّ جزءاً ضخماً من عائدات بيع النفط في شمال سوريا يتم تحويله بشكل منظّم إلى شخصيات نافذة خارج البلاد.
وحسب التحقيق، فإن الأموال تُهرَّب عبر أنفاق خاصة تمتد من مناطق سيطرة “قسد” باتجاه إقليم كردستان العراق، حيث يجري إدخالها بطرق غير قانونية قبل تحويلها إلى الخارج عبر وسطاء وشركات وهمية.
وقالت الشبكة: إنّ من بين القيادات المتورطة في هذه التحويلات كلّاً من: قائد “قسد” مظلوم عبدي، وإلهام أحمد، وفرهاد شامي، ورهلان عفرين، ومحمود حبيب، مشيرة إلى أنّ هذه القيادات تمتلك حسابات مصرفية متعددة في أوروبا تُستخدم لإخفاء مصادر الأموال.
وقال المراقب: “هذه هي المكاسب التي تقول “الإدارة الذاتية” و”قسد” إنها لن تتخلى عنها”.
يُذكر أن «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي أعلن في عام 2014، خلال حرب نظام بشار الأسد البائد على الشعب تأسيس ما يسمى «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا».
كما تم تأسيس “قسد” كذراع مسلّحة لـ”الإدارة الذاتية” أواخر عام 2015، وتهمين عليها “وحدات حماية الشعب” الكردية الجناح المسلّح لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي.
الوطن