اتفاق من نور بين سوريا وأذربيجان.. توريد الغاز سيخفف أزمة الطاقة

وصف الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة حلب الدكتور حسن حزوري أن الاتفاق الذي تم خلال زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى باكو مؤخراً بالاتفاق مهم وضروري وسيكون له انعكاس واضح على سورية ورأى أن الاتفاق سيسهم في تخفيف أزمة نقص الطاقة باعتبار أن سوريا تعاني من إنتاج ضعيف جداً من الغاز يؤثر على محطات الكهرباء وشبكات التدفئة، إذ إن التوريدات الجديدة ستساعد على تحسين تزويد محطات توليد الكهرباء وتخفيف الأعطال المتكررة في الكهرباء خصوصاً بالشتاء، كما أن الاتفاق سيسهم في إعادة بناء البنية التحتية إذ إن إنجاز خط أنابيب عبر تركيا يعزز من فرص إعادة تأهيل شبكات الغاز المحلية وربط المناطق الحيوية في سوريا بشبكة أكثر فاعلية، فضلاً عن ذلك فإن لهذا الاتفاق انعكاسات سياسية ودبلوماسية.
حيث سيعزز من دعم تركيا وتنسيقها مع أذربيجان في ملف إعادة إعمار سوريا ويُظهر انفتاحاً دبلوماسياً جديداً لسوريا بعد انتصار الثورة السورية وسقوط النظام البائد ويجدد علاقاتها مع الدول الإقليمية، كما أنه سيخلق فرصاً اقتصادية وتنموية في سوريا من خلال فتح آفاق واسعة للاستثمار والمساهمة في إعادة تأهيل المنشآت الصناعية، وسيشجع على استقرار سعر وتوافر الغاز، ويخفض الاعتماد على مواد أخرى مكلفة كالدولار أو المازوت.
ولفت حزوري في تصريح لـ ” الوطن ” إلى أن إنتاج أذربيجان من الغاز بلغ خلال عام 2024 نحو 50.3 مليار م³، وفي عام 2025 يُتوقع أن يصل الإنتاج إلى 50 مليار م³ أيضاً، مع زيادة كمية الغاز القابل للتصدير، كما أنها تعمل على مشاريع توسيعية لبعض حقولها وعلى وجه الخصوص حقل Shah Deniz الذي يعتبر الحقل الأضخم حيث بلغ إنتاجه من الغاز خلال عام 2024 بحدود 27.8 مليار م³ موضحاً بأن الهدف من هذه المشاريع التوسعية رفع الإنتاج قريباً بمقدار 50 مليار م³ إضافية بحلول 2028–2030.
وختم حزوري بالقول: إن الاتفاق يمثل نقطة انعطاف كبيرة في ملف الطاقة السوري، حيث سيعطي متنفساً لملء الفراغ الناتج عن ضعف الإنتاج المحلي ، كما أنه مؤشر ودلالة واضحة على إعادة رسم الأدوار الإقليمية تجاه سوريا بعد انتصار الثورة وسقوط النظام البائد ويؤسس لجسر تعاون جديد بين دمشق وأنقرة وباكو.
وينص الاتفاق على إطلاق مشروع توريد الغاز الأذربيجاني إلى سوريا عبر تركيا، بهدف ضخّ نحو 2 مليار م³ سنوياً من الغاز، بالإضافة إلى 1000 ميغاواط من الكهرباء، وذلك عبر شراكة بين “سوكار” التركية والحكومة السورية.
رامز محفوظ