اختصاصي لـ”الوطن”: 10 عوامل ضرورية لدعم منظومة القطاع الصحي في سوريا

لا يخفى على أحد حجم الدمار الهائل الذي خلفه النظام البائد على جميع القطاعات في سوريا، ولعل القطاع الصحي هو أحد أكثر القطاعات تأثراً باعتباره قطاعاً خدمياً مستهلكاً يحتاج دعماً كبيراً من الجهات المعنية.
وفي حديث مع “الوطن” تطرق الاختصاصي محمد الجزائرلي لـ10 عوامل من الضروري العمل عليها لدعم منظومة العمل الصحي في المشافي الحكومية أهمها تأمين ودعم الموارد البشرية من أطباء وتمريض وفنيين وعمال.
واعتبر الجزائرلي أن هذه الكوادر بحاجة إلى تطوير مستمر لرفع الكفاءة مع توفير تأمين رواتب وبيئة عمل مناسبة من مشافٍ وسكن وطعام ما ينعكس على حسن التواصل ورفع جودة الخدمة الصحية وبحاجة إلى برامج تأهيل وتدريب حقيقية بعد تقييم واقع الكوادر وحسب الحاجة، مضيفاً أن الجهات المعنية صرحت بأن هناك زيادة ستشمل العاملين في مجال الصحة خلال الفترة القريبة القادمة.
ولفت إلى أهمية الاهتمام بالقطاع الإداري الموجود بهدف رفع كفاءته وأضاف: العامل الثالث هو البنى التحتية التي تعتبر مستهلكة بسبب عدم الصيانة الدورية على مدى عقود.
والعامل الرابع يرتبط بالتوزيع الصحيح للمشافي والمراكز الصحية والاختصاصات فيها في جميع المحافظات حسب النقص. وأكد الجزائرلي أن العاملين الخامس والسادس يرتبطان بضرورة تأمين المعدات والأجهزة، ووجود شركات صيانة وتنظيف وتعقيم بخبرة عالية.
أما العامل السابع، فيتعلق بتعزيز دور المراكز الصحية للرعاية الصحية الأولية، ما يخفف الضغط على المشافي.
في حين يتضمن العامل الثامن ملف التحول الرقمي وأتمتة السجلات. وأشار الاختصاصي الجزائرلي إلى أن العامل التاسع وقبل الأخير يرتبط برفع الطاقة الاستيعابية للعنايات، وخاصة في المشافي المركزية وتقسيم الاختصاصيين المشرفين حسب عدد الأسرة، إضافة إلى المقيمين، ليتسنى لهم التعلم بشكل مناسب بعيداً عن العدد الكبير. وأضاف: إن البند العاشر والأخير يعتبر الأهم باعتباره يرتبط الموارد المالية العالية لتأمين مستهلكات المشافي، معتبراً أن إيجاد مورد مستدام وكافٍ هو كلمة السر لتطوير القطاع الصحي، ما يتطلب الاستفادة من تجارب الدول الكبيرة، مثل ألمانيا التي اتبعت نظام التأمين الصحي الاجتماعي أو الخدمة الصحية الوطنية NHS في بريطانيا، إذ إن الأنسب لنا اعتماد النموذج الألماني.
ويرى الجزائرلي أن تطوير القطاع الصحي عمل كبير ومجهد ويحتاج تقسيمه لأهداف صغيرة مع تضافر جهود مختلف الجهات للوصول إلى الأهداف الكبيرة المنشودة التي تنعكس إيجاباً على واقع المشافي والعاملين والمرضى على حد سواء.
الوطن – فادي بك الشريف