الأخلاق لا تتجزأ.. عمر رحمون مثالاً

في حقيقة الأمور، لا يمكن للأخلاق أن تتجزأ، ولا أن تصبح مسألة وجهة نظر، لكن في عالم الانحطاط الأخلاقي، والقيم المبنية على المصالح الشخصية، فيمكن لكل شيء أن يكون، يمكن للمرء أن يسوّق نفسه على منصات التواصل الاجتماعي “ثورجياً، وطنياً، محباً للآخرين وغيوراً على مصالحهم”، لكن الأولى أن يكون بتلك الصفات مع أفراد أسرته، الأمر الذي كان بخلاف ذلك لدى المدعو عمر رحمون، المتنقل على شاشات التلفزة والمنصات الاجتماعية باثاً الفتنة بين فئات الشعب السوري.
ما كشفته زهراء رحمون عن والدها لا يكتفي بتوجيه التهم الأخلاقية والسياسية إليه، بل يشير إلى تدهور قيمه الأخلاقية، وليبرز صورة رحمون على أنها صورة لانحطاط سياسي وأخلاقي يعكس حقيقة الرجل الذي يمارس أساليب الابتزاز والنصب.
فقد حذّرت زهراء ممّا وصفته بالخطاب التحريضي الذي يتبناه والدها عبر منصات التواصل الاجتماعي، معتبرة أن هذا الأسلوب يهدف إلى تخويف الناس ودفع السوريين للاقتتال فيما بينهم. وقالت في منشور لها إن والدها يعتمد هذا النهج منذ خروجه من سوريا، مؤكدة أن حديثه “كله كذب”، وأنه يحاول بشتى الطرق خلق فتنة داخل المجتمع السوري.
أساليب الابتزاز والنصب التي مارسها رحمون ويمارسها كشفتها زهراء بقولها: “يا أستاذ رحمون في واحد من شوي اجى لعنا ع البيت وطلب4000 آلاف دولار، قال أنت عملت له تسوية وعلى أساس تسريحه من الجيش أيام ما كنت تعمل تسويات، صير زلمة و رد عليه على الهاتف ورجع له مصرياته، اسمه: احمد حسان”.
زهراء لم تكتفِ فقط بالكشف عن هذه الحادثة، بل أكدت أن والدها “صير زلمة” في هذا النوع من الصفقات غير القانونية، وهو ما يعد بمثابة إدانة صارخة لسلوك يعكس التورط في الفساد المالي .
قصة الانحطاط الأخلاقي لا تقتصر على عمر رحمون، فالأمر ذاته ينطبق على المدعو طارق الشوفي، حين كشف تقرير “واشنطن بوست” استخدامه من قبل الاحتلال الإسرائيلي لتأسيس ما يسمى “المجلس العسكري” كمقر لميليشيات الهجري في محافظة السويداء، ومساعدته بإرسال 24 ألف دولار على ترميم مبنى قديم ليكون مركز قيادة وشراء الزي الرسمي والمعدات الأساسية، ليكشف كل ذلك أن القصة ليست مطالب محقة، أو محبة وطنية، بل مصالح شخصية أساسها المال والفساد الأخلاقي.
الوطن