سورية

«الأميرال كوزنيتسوف» ومجموعتها تتأهب للانضمام إلى معركة حلب … تفاؤل روسي بانتخاب ترامب

أعربت روسيا أمس عن دعمها القاطع لتوجه دمشق إلى استئصال البؤرة الإرهابية في سورية، مؤكدةً في الوقت نفسه على أن حل أزمة هذا البلد «سياسي».
ومع تأهب حاملة الطائرات الروسية الوحيدة «الأميرال كوزنيتسوف» ومجموعتها الحربية، للانضمام إلى معركة حلب، انعقد في العاصمة الروسية موسكو لقاء حاسم يمكن أن يطلق عليه لقاء «ساعة الصفر»، بين المبعوث الرئاسي الروسي للشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، وسفير سورية في روسيا رياض حداد. ترافق اللقاء مع نجاح مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، وهو ما أحيا الآمال الروسية بتحقيق تقارب مع الولايات المتحدة حيال سورية ومكافحة الإرهاب. ولاقى السفير الأميركي في موسكو هذه الآمال بدعوة روسيا للاستعداد لمساعي الإدارة المقبلة تحريك عملية تسوية أزمتي سورية وأوكرانيا. وعقد لقاء حداد بوغدانوف بناء على طلب الأول، حسبما ذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية، التي أوضحت أن اللقاء تم فيه «تبادل الآراء حول الوضع الميداني والسياسي والإنساني في سورية». وبينت الخارجية الروسية أن بوغدانوف أكد لحداد «دعم (روسيا) توجه حكومة سورية نحو استئصال البؤرة الإرهابية في الأراضي السورية»، وشدد الدبلوماسي الروسي الرفيع، على ضرورة تفعيل الجهود السياسية لتحقيق السلام الأهلي في سورية في أقرب وقت ممكن».
وأول من أمس، أكد مصدر عسكري روسي أن مجموعة السفن الحربية الروسية التي تقودها حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» ستنضم إلى معركة حلب في غضون ساعات وستوجه ضربة إلى الإرهابيين على مشارف المدينة. وأشار المصدر إلى أن الطائرات الحربية على متن الحملة بالإضافة إلى صواريخ كاليبر المجنحة ستشارك في توجيه الضربة، موضحاً أن العمل الآن جار على تحديد مواقع تمركز الجماعات الإرهابية ومسارات تحركهم ومواقع معسكرات التدريب ومستودعات الإمداد.
وتقل الحاملة «الأميرال كوزنيتسوف»، مقاتلات من طراز «سو- 33 فلانكر- دي» و«ميغ- 29 كي إر فولكروم- دي»، وطائرات مروحية، من طراز «كا- 52»، و«كا- 27» المضادة للغواصات، و«كا- 31» المخصصة للإنذار المبكر.
في الغضون، جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأكيد موقف بلاده أن «حل الأزمة في سورية سياسي فقط»، وأن بلاده تقف إلى جانب الدول المعنية التي تسهم في إجراء الحوار السوري السوري. وقال في كلمة له أثناء مراسم تسلم أوراق اعتماد عدد من السفراء لدى موسكو: «لا يمكن إنهاء الأزمة في سورية وضمان عودة المهجرين إلى ديارهم وتعمير الاقتصاد إلا عبر الحوار السياسي»، موضحاً أن هذه هي المبادئ التي تسترشد بها موسكو لحل الأزمة في سورية.
وجدد بوتين دعوته إلى تشكيل جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب وتعزيز المبادئ الأخلاقية في العلاقات الدولية.
من جهة أخرى، هنأ بوتين الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بفوزه في الانتخابات مشيراً إلى أن موسكو «سمعت دعواته إلى إعادة بناء العلاقات الثنائية وهي مستعدة للسير في هذا الطريق»، واعتبر أن عودة العلاقات إلى الاستقرار ستكون مفيدة لشعبي البلدين وستؤثر إيجابياً على الوضع الدولي.
وفي وقت سابق من يوم أمس، بعث الرئيس الروسي برقية تهنئة إلى ترامب وتمنى له النجاح والتوفيق في «العمل المسؤول» بعد توليه منصبه. ودعا المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إلى إخراج العلاقات الروسية الأميركية من حالة «الوضع على الرف» قبل الحديث عن تحسينها، مشيراً إلى أن تلك العلاقات تدهورت بشدة خلال الفترة الأخيرة واستطرد «لم يكن ذلك بسببنا»، وأكد أن روسيا تبحث عن علاقات طيبة مع الولايات المتحدة.
وتابع: «لا يعني ذلك أن كل القضايا الخلافية في علاقاتنا الثنائية ستختفي، ومن السخيف الاعتقاد بذلك، ولكن الأهم هو التحلي بالإرادة السياسية ونية تسوية هذه القضايا عبر الحوار وليس عبر المواجهة أو التهديدات الفارغة».
من جانبه أبدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد روسيا للعمل مع أي رئيس أميركي، وانتقد بشكل غير مباشر إدارة الرئيس الحالي باراك أوباما، قائلاً: «لا أستطيع القول إن كل الزعماء السابقين لشركائنا كانوا شفافين في كل الأحوال.. هذا جزء من الحياة والسياسة وسمعت الكثير من الأقوال وسنقيم بالأفعال ونرد بالعمل على العمل».
بدوره، أعرب رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) فياتشيسلاف فولودين عن أمله في إقامة حوار بناء بين موسكو وواشنطن مع انتخاب ترامب، على حين أشار نائبه ايفان ميلنيكوف إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب قد تكون لديه الجرأة لتغيير بعض جوانب السياسة الخارجية الأميركية.
رأى رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي (مجلس الشيوخ) قسطنطين كوساتشيوف أن فوز ترامب يتيح بعض الأمل في تحسين العلاقات الروسية الأميركية، وأضاف «لكن لا ينبغي المبالغة في تقييم مثل هذه الإمكانية»، وذلك في حين لم يستبعد رئيس لجنة الدفاع والأمن في المجلس ذاته فيكتور أوزيروف أن تعاود الولايات المتحدة خلال حكم ترامب التعاون مع روسيا في سورية سياسياً وعسكرياً. وقال: إن «عدداً من تصريحات ترامب تدل على إمكانية أن تهتم الإدارة الأميركية الجديدة أكثر بمكافحة الإرهاب في سورية»، مرجحاً أن «تتخلى الإدارة الأميركية الجديدة عن الخطط التي كانت تعتمدها الإدارة السابقة تجاه» هذه الدولة. ولاقى السفير الأميركي لدى روسيا جون تيفت التفاؤل الروسي بالتأكيد أن الإدارة الأميركية الجديدة ستعمد إلى بذل محاولات لحل قضايا الأمن القومي الأميركي الأكثر إلحاحاً وتحريك عملية التسوية للأزمتين في سورية وأوكرانيا نحو الأمام وإيجاد حلول لهما، وأعرب عن الأمل في أن تكون روسيا مستعدة لذلك أيضاً.

الوطن وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock