اقتصاد

«الاتصالات»: التهكير والرطوبة والضجيج وراء ضعف الإنترنت!

بيّن مدير في الشركة السورية للاتصالات لـ«الوطن» أسباب ضعف الإنترنت حالياً، منها ما يرتبط بسعات الدارات الدولية وعدد المسارات أيضاً المغذية لسورية بالإنترنت، إضافة إلى وجود الرطوبة والضجيج أي (جودة ونظافة الأسلاك المستخدمة) الذي يؤثر بشكل كبير في جودة الخدمة، بالإضافة إلى حالات «التهكير» والدخول إلى الشبكات الخاصة وزيادة عدد المستخدمين على البوابة الواحدة، مؤكداً أولوية اقتراب منازل المشتركين من المقاسم والتي يفترض ألا تزيد على 5.4 كم.

مبيناً أن هذه المسافات البعيدة تؤدي إلى وجود وصلات كثيرة في الأسلاك التي يتم اللجوء إليها من أجل ربط المقاسم بمنازل المشتركين في حالات الانقطاع من دون استبدالها بشكل كامل، مبيناً أنه من المفترض أن تكون الوصلة واحدة ولا يوجد فيها أي تقطيع لأن ذلك سينعكس على جودة الخدمة بشكل حتمي، ما سيقلل من حجم كمية الإنترنت الفعلية للباقة الحاصل عليها المشترك.

لافتاً إلى أن خدمة ADSL من الخدمات التي تتأثر بعوامل كثيرة وهي الأكثر حساسية، إذ لا بد من متابعتها بشكل دائم من خلال الدارات الفنية لضمان وصول الخدمة للمشتركين بشكل سليم وفعلي، بالإضافة إلى لحظ موضوع التوسعات اللازمة في مجال الدارات الدولية أيضاً لتكون ملائمة لعدد البوابات المفعلة حالياً، أي أن يكون هناك توازن بين عدد المشتركين والسعات الدولية التي تغذي سورية، مشيراً إلى أن سورية تتغذى حالياً بما يقارب 140 غيغا تقريباً.

لكن يبدو أن السعات الدولية المتوافرة والمغذية لسورية بالإنترنت خلال الفترة الماضية والحالية لم تكن ملائمة لعدد البوابات المحلية الموزعة على المشتركين حالياً، بالإضافة إلى حالات الانقطاع المتكررة، الأمر الذي ترك نتائج عديدة انعكست بشكل مباشر على جودة الخدمة المقدّمة، ما أدى إلى ظهور باقات اشتراك وهمية لا تعكس السعة الحقيقة للباقة المطلوبة لدى عدد كبير من المشتركين، بالإضافة إلى تقديم الشركة السورية للاتصالات خدمات انترنت خاصة تسمى FTTB والتي تسمح للمشتركين بالحصول على سعات تصل من 20 غيغا إلى 100 غيغا أيضاً ما يسبب ضغطاً من جهة أخرى على الكمية المستهلكة.

الأمر الذي جعل الشركة السورية للاتصالات تعمل على ترتيب حساباتها من جديد للحفاظ على ثقة المشتركين من خلال إعادة النظر بموضوع التغذية وطرح سلسلة من التوسعات التي جاءت دفعة واحدة 900 غيغا للإعلان عن السعات التي يمكن أن توصف بالحقيقية التي يجب أن تغذي سورية خلال المرحلة الحالية والمقبلة إذا أردنا مقارنتها بما يصل حالياً، ما سيخفف من حالات الاختناق التي تمر بها الكوابل النحاسية حالياً.

وكانت الشركة السورية للاتصالات قد أعلنت خلال الأيام القليلة الماضية في بيان لها (حصلت «الوطن» على نسخة منه) عن خطوة قادمة ستشمل سلسلة من التوسعات في الدارات الدولية التي ستضاعف سعات الإنترنت المغذية لسورية لتصل إلى أكثر من 900 غيغا منها 500 غيغا سيتم إدخالها إلى الخدمة نهاية نيسان القادم، وتكون السعة قد ازدادت بنحو 3.6 مرات مع بلوغها 640 غيغا.

بالإضافة إلى تأكيد الشركة على انتهائها خلال نيسان من تنفيذ العقد رقم 165 لعام 2017 لتوسيع الربط الضوئي البحري بين قبرص وطرطوس بسعة 400 غيغا، وإلى خطة لتمديد كابل بحري جديد بين قبرص وطرطوس ليصل عدد الكوابل الضوئية البحرية إلى ثلاثة، ما سيزيد من الوثوقية في حال انقطاع أحد الكوابل التي هي بالخدمة حالياً.

قصي المحمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock