محلي

“البريستيج الاجتماعي” يشعل بورصة الدروس الخصوصية بحماة ! ساعة الرياضيات بـ 25 والعربي بـ 15 ألف ليرة.. مدرسون: الطلاب الفقراء ليسوا بحاجتنا ولا يأتون إلينا

مع اقتراب موعد الامتحانات العامة لطلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوية، اشتعلت بورصة الدروس الخصوصية أكثر مما كانت عليه خلال العام .

وأعلن العديد من مدرسي المواد العلمية بصفحاتهم الشخصية إمكانية إعطاء دروس خصوصية مكثفة لمراجعة منهاج أي مادة قبيل الامتحانات ، لطلاب فرادى أو مجموعات بأسعار يتفق عليها بين الطرفين.

فيما بيَّنَ العديد من الطلاب لـ “الوطن” أن بعض المدرسين يأخذون على الساعة الدرسية ومدتها 45 دقيقة مابين 15 ـ 25 ألف ليرة لمادة الرياضيات، و10 آلاف للفيزياء و8 للكيمياء ومثلها للعلوم العامة .
وبيَّنَ طلاب ثانوية آخرون أن ساعة العربي الدرسية بـ 15 ألفاً ، و10 آلاف ليرة للجغرافية والتاريخ و12 ألف ليرة للفلسفة.

فيما كشف مدرسون يرفضون التجارة بالتعليم وإعطاء دروس خصوصية، أن زملاء لهم اتفقوا مع طلاب من بداية العام الدراسي ، على تغطية بعض مواد منهاج البكالوريا العلمي بـ 100 ساعة درسية للرياضيات مقابل 1 مليون و800 ألف ليرة ، ومادة الفيزياء بـ 75 جلسة لقاء 800 ألف إلى 1 مليون ليرة ، ومادة الكيمياء بـ 35 جلسة مقابل 700 ألف ليرة.

وأما المواد الأدبية فبورصة أسعارها أقل ـ بحسب أولئك المدرسين ـ فمادة اللغة العربية بـ 1 مليون ليرة لنحو 80 ساعة درسية ، والفلسفة بـ 900 ألف ليرة خلال 60 جلسة ، والتاريخ والجغرافية بـ 700 ألف ليرة بـ 50 جلسة ، ومدة الجلسة أو الساعة الدرسية 45 دقيقة !

وبيَّنوا أن أسعار مواد شهادة التعليم الأساسي أقل بنسبة الثلث أو الربع عن الثانوية العامة.
فيما بيَّنَ مدير معهد خاص بحماة لـ” الوطن” أن أجور المواد كلها مابين 350 ـ 450 ألف ليرة، وعلى مدار العام ويسددها الطالب بأقساط.

فيما برَّرَ مدرسون استطاعت “الوطن” التواصل معهم ، ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية هذا العام ، بأن كل شيء غالٍ ، وارتفع سعره أضعافاً مضاعفة ، فهل ” وقَّفَتْ على الدروس الخصوصية ! “.
وقال بعضهم : الطلاب الفقراء ليسوا بحاجة لدروس خصوصية ولايأتون إلينا أبداً ، بل من يأتي إلينا هم الطلاب الأغنياء الذي يحمل العديد منهم بأيديهم جوالات، أقل سعر لواحدها 2 مليون ليرة !

وقال مدرِّس رياضيات : ونحن أيضًا بشرٌ ونعيل أسراً بحاجة لتلبية طلباتها المعيشية ، ونريد أن نعيش بظروف أفضل فالفقر لا يرحم.

وعزت الباحثة الاجتماعية خلود درويش اشتعال أسعار الدروس الخصوصية إلى” الغيرة ” بين الطلاب و”البرستيج الاجتماعي “الذي تحرص عليه بعض العائلات الميسورة أو الثرية التي تتباهى نساؤها بالمجالس الخاصة ، بتلقي أبنائهن دروساً خصوصية عند مدرس أو مدرّسة مشهوريْنِ.
وأوضحت أن العديد من المدرسين ـ والمدرسات أيضاً ـ المشتغلين بالدروس الخصوصية ، راقت لهم هذه الحال من التباهي المجتمعي فاستثمروها بذكاء لصالحهم، ولتحسين واقعهم المادي .
ولفتت إلى أن أولئك المدرسين لا يجبرون تلك الأسر على إرسال أولادها إليهم ، بل هي تختارهم لسمعتهم الجيدة من حيث قدرتهم العلمية على تحفيظ أو تلقين أو تفهيم المناهج لأبنائهم .
وأما رئيس دائرة التعليم الخاص بمديرية التربية بحماة عبد الجبار الحفيان ، فأقرَّ بوجود ظاهرة الدروس الخصوصية ، ولكنه استغرب هذه الأسعار !
وبيَّنَ لـ”الوطن” أن الضابطة العدلية بمديرية التربية لم تتلق أي شكوى حول الدروس الخصوصية حتى اليوم.
وأوضح أنه في حال ورود شكوى ، تكشف الضابطة على المنزل الذي يضم مجموعات طلاب، وإذا كانت المجموعة تضم أكثر من 8 طلاب ، تُشمَّعُ الغرفة بالشمع الأحمر ، ويُغرَّم المدرس بـ 500 ألف ليرة.

حماة – محمد أحمد خبازي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock