اقتصادالعناوين الرئيسية

التحول الرقمي… بوابة سوريا إلى اقتصاد المستقبل

يبدو أن التحول الرقمي في سوريا لم يعد خياراً تقنياً أو رفاهية، بل أصبح ضرورة استراتيجية لمرحلة إعادة الإعمار وبناء اقتصاد حديث قادر على المنافسة.وفق ما
أكده د. عبد المعين حسان مفتاح، الخبير والاستشاري في الإدارة والاقتصاد وإعادة هيكلة الشركات في تصريح خاص لـ “الوطن” موضحاً أن البيانات الأخيرة التي تشير إلى تجاوز عدد مستخدمي الإنترنت في سوريا حاجز 9 ملايين مستخدم تمثل نقطة انطلاق مهمة نحو اقتصاد رقمي فعّال. فهذه القاعدة الواسعة من المستخدمين يمكن أن تُحوَّل إلى قوة اقتصادية حقيقية إذا جرى الاستثمار فيها بطريقة منهجية.
وأوضح مفتاح أن التحول الرقمي يسهم في تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي بدأت بالفعل باستخدام المنصات الرقمية مثل واتساب انستغرام في عرض منتجاتها وتقليل تكاليف التشغيل وتوسيع نطاق الوصول إلى الزبائن.
وأضاف: التحول الرقمي يمنح أصحاب الأعمال وقتاً للإبداع وتطوير المنتجات، بدلاً من إضاعة ساعات طويلة في الأساليب التقليدية. هذه النقلة بدأت تُحدث فرقاً واضحاً في سلوك السوق السورية.
وبخصوص البنية التحتية، وتطرق د. مفتاح إلى مشروع «برق نت» الذي أعلنت عنه وزارة الاتصالات لتوسيع شبكة الألياف الضوئية، معتبراً أنه خطوة ضرورية للأعمال الرقمية والتعليم والخدمات الحكومية. وقال: إذا تحقق الوعد بوصول المشروع إلى 85بالمئة من المنازل والمؤسسات خلال عامين، فإننا سنشهد نقلة نوعية في جودة الإنترنت، وهذا سيخلق بيئة عمل مناسبة لنمو الشركات التقنية والخدمات الرقمية.
ورغم التفاؤل، حذر الاقتصادي مفتاح من التحديات التي قد تُضعف مسار التحول الرقمي، قائلاً: غياب التشريعات الواضحة لحماية بيانات المستخدمين، وضعف الأمن السيبراني، والانقطاعات المتكررة في الإنترنت، كلها عوامل قد تؤثر سلباً في ثقة المواطنين والشركات بالخدمات الرقمية.
وختم حديثه بالتأكيد على أن بناء اقتصاد رقمي حديث يتطلب تكاملاً بين البنية التحتية، والدعم الفني والمالي للشركات الصغيرة، وإطاراً قانونياً يحمي المستخدم والمستثمر على حد سواء، مضيفاً: التحول الرقمي هو جسر حقيقي بين إعادة الإعمار ومستقبل اقتصادي أكثر مرونة وكفاءة، وهو فرصة يجب اغتنامها الآن.

هناء غانم

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock