سياسةعربي ودولي

«الجامعة» تسقط «المشروع» الفلسطيني وتبرر التطبيع مع إسرائيل.. وتفتح النار على إيران!

غاب دعم الجامعة العربية، حتى بالكلام، عن اجتماع الدورة العادية الـ154 لمجلسها على مستوى وزراء الخارجية، اليوم الأربعاء، وليسقط بذلك المشروع الفلسطيني الداعي لإدانة التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، وليتحول المنبر إلى تبرير للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، وفتح النار على إيران.
وقال السفير الفلسطيني مهند عكلوك، حسب وكالة «معا»: عند نقاش إضافة بند مشروع فلسطين ضد التطبيع الأميركي الإسرائيلي الإماراتي، استمر النقاش 3 ساعات، وبعدها رفضت بعض الدول العربية تضمين هذه العبارة وهي إدانة الخروج عن القرارات العربية، وبالتالي أسقط البند الخاص بنقاش الإعلان الثلاثي وسقط معه مشروع القرار المقدم من دولة فلسطين بهذا الخصوص.. مع العلم بأنه قد اعتمدت باقي القرارات التقليدية للقضية الفلسطينية.
من جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، على «حق الدول العربية في رسم السياسة الخارجية التي تناسبها»، حسبما ذكر موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني، مؤكداً أنه «لا خلاف على أن الهدف الأساسي لأي من دول الجامعة فيما يخص النزاع العربي-الإسرائيلي هو إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية»، حسب قوله.
وقال: «إن حق كل دولة السيادي في مباشرة سياستها الخارجية بالصورة التي تراها هو حق لا جدال فيه.. وهذا أمرٌ يحترمه هذا المجلس ويقره.. وإنما نحن نؤكد في الوقت نفسه على الثوابت محل الإجماع، والتي لا تنال منها متغيرات سياسية أو قرارات سيادية».
وتابع أبو الغيط: إن خطة السلام التي تضمنتها مبادرة السلام العربية، والتي اعتمدتها القمة العربية في 2002، لا تزال هي الخطة الأساس والمنطلق المتفق عليه عربياً لتحقيق سلام دائم وعادل وشامل بين العرب وإسرائيل، حسب زعمه.
وأردف قائلاً: «السلام هو الخيار الإستراتيجي للعرب منذ القمة العربية في 1996.. والسلام الذي تفهمه الشعوب العربية وتقبل به.. لن يتحقق بصورة كاملة وشاملة قبل أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة»، كما ادعى.
ولم ينس أبو الغيط، استغلال منبر «الجامعة» ليشن هجوماً على إيران خدمة لغايات شخصية، وخدمة لدول أخرى، فخلط بين الوجود الشرعي للمستشارين الإيرانيين في سورية بناء على طلب الحكومة الشرعية في دمشق، والاحتلال التركي لأراض سورية قائلاً: «شهدت الفترة الماضية تنامي حالة من التنمر والعداء من جانب قوى إقليمية حيال منطقتنا العربية، وتصاعدت التدخلات في شؤون دولنا العربية من جانب دولتين جارتين، هما إيران وتركيا».
وتجاهل أبو الغيط، تخلي «الجامعة» عن سورية، والانصياع للقرارات والإملاءات الخارجية، حين قرر وزراء الخارجية العرب في شهر تشرين الثاني عام 2011 تعليق عضوية سورية في الجامعة، وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية ضدها.
أما فيما يتعلق بتركيا، فقال الأمين العام للجامعة: إنها «استمرت في احتلال أجزاء واسعة من الأراضي السورية، وباشرت اعتداءاتها على الأراضي العراقية.. ومؤخراً، انغمست أنقرة في الحرب الأهلية الليبية بالتدخل العسكري المباشر».
وركب الموجة ذاتها وزير خارجية النظام السعودي، فيصل بن فرحان قائلاً: «لا بد لنا من وقفة جادة ضد كافة التدخلات الخارجية في الشؤون العربية الداخلية ورفض تحويل دولنا ومجتمعاتنا إلى ساحات لمشاريع الآخرين لبسط الهيمنة والتوسع والنفوذ على حساب أمن واستقرار ووحدة دولنا».
وزعم ابن فرحان أن نظام بلاده حريص على وحدة وسيادة وسلامة الأراضي العربية، وعدم قبوله بأي مساس يهدد استقرار المنطقة، وأنه يضع الحلول السلمية قبل أي حل آخر.
وادعى ابن فرحان أن «من أخطر التهديدات التي تواجه منطقتنا العربية ما سماه تجاوزات إيران المستمرة للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية بتهديدها لأمن واستقرار الدول العربية، حسب قوله.
ودعا وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، الدول العربية إلى اتخاذ موقف رافض لاتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي.
وقال المالكي في كلمته: «أمام تحديد موعد توقيع اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، أصبح لزاماً علينا أن يصدر عنا موقف رافض لهذا الخطوة، وإلّا سيعتبر اجتماعنا هذا مباركة للخطوة أو تواطؤاً معها، أو غطاء لها، وهذا ما لن تقبله دولة فلسطين».

«وكالات»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock