سوريةسياسة

الجيش ينهي ملحمة “الفتح” في حلب .. و”كوزنتسوف” تباشر مهامها من المتوسط

أنهى الجيش العربي السوري بنجاح «ملحمة حلب الكبرى» التي شنتها ميليشيا «جيش الفتح» مستعيداً السيطرة على كل المناطق التي خسرها خلال أسبوعين من المعركة، بينما علقت روسيا إعلان هدنة إنسانية جديدة في مدينة حلب على تلقيها تأكيداً رسمياً من جانب الأمم المتحدة باستعداد بعثتها في سورية لإجلاء المصابين والجرحى من الأحياء الشرقية التي يسيطر عليها المسلحون، بالتزامن مع محاولة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في طهران تسويق «مبادرة أممية» بشأن تلك الأحياء، وذلك مع بروز توقعات حول استئناف الطائرات الروسية غاراتها الجوية هناك على أن تقود العملية الروسية مجموعة حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف».
وبين مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش بمساعدة حلفائه استعاد ليل أول من أمس منطقة منيان وضاحية الأسد السكنية الإستراتيجيتين غربي مدينة حلب بعد معارك عنيفة مع مسلحي «الفتح» كبدهم خلالها أكثر من 70 قتيلاً ومئات الجرحى منهم الكثير من جنسيات أجنبية وخاصة الشيشان والتركستان (الإيغور) الذين خسروا أكثر من 100 انغماسي خلال المعارك التي استمرت نحو أسبوعين.
بالتزامن، ضغط الجيش بقوة على مسلحي ضاحية الأسد السكنية المتاخمة لأكاديمية الأسد للهندسة العسكرية، خط الدفاع الأول عن الأحياء الغربية من حلب، وأجبرهم على إخلاء الأجزاء التي كانوا يتمركزون فيها قبل أن ينسحبوا إلى منطقة الراشدين الرابعة خط التماس السابق والذي واصل الجيش التقدم في محيطه حيث دارت اشتباكات عنيفة في مسعى من الجيش للسيطرة على المنطقة الحيوية التي يتسلل منها المسلحون لزيادة هامش أمان الأحياء الغربية.
كما تقدمت وحدة من الجيش بمؤازرة القوات الرديفة لتبسط سيطرتها على معمل الكرتون ومعمل الأدوية ومحيط مناشر منيان التي ما زالت تدور اشتباكات ضارية فيها للهيمنة عليها.
واضطرت أمس تنسيقيات معارضة للاعتراف بخسارة جميع النقاط التي سيطر عليها مسلحو «الفتح» خلال «الملحمة الكبرى».
ومن قبالة الساحل السوري، أكد قائد الحاملة «كوزنيتسوف» سيرغي أرتامونوف أن مجموعة حاملة الطائرات تقوم بأداء مهامها الحربية، بحسب «فرانس برس»، الأمر الذي بدا أنه أجبر مسلحي الأحياء الشرقية على البحث عن سبيل للنجاة، فقد أعلنت «جبهة أنصار الدين» و«فيلق الشام» أول من أمس في بيان مشترك «استعدادهما للانخراط في مفاوضات وقف إطلاق نار في حلب»، مشترطتين «ضمانات من القيادة الروسية وهيئة الأمم المتحدة والممثلين المفوضين من قبل حكومتي المملكة السعودية وتركيا»، إلا أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف شدد على أن «الوزارة ستكون مستعدة لبحث إمكانية إعلان الهدن الإنسانية الجديدة في أي وقت لمجرد أن تؤكد البعثة الإنسانية للأمم المتحدة في سورية رسمياً استعدادها، وإمكانية إيصال المساعدات الإنسانية إلى شرق حلب وإجلاء الجرحى والمرضى المدنيين منها».
في الأثناء رأى مراقبون أن زيارة دي ميستورا إلى طهران أمس جاءت لتسويق ما أعلنه مساعده للشؤون الإنسانية يان إيغلاند الخميس الماضي من أن الأمم المتحدة تتواصل مع كل الأطراف الفاعلة في الشأن السوري من أجل الموافقة على مبادرة أممية جديدة بشأن الأحياء الشرقية في حلب وذلك «لإنقاذ مسلحي تلك الأحياء».
وفي جنيف تجاهل المكتب التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية دعوة وزارة الدفاع الروسية أول من أمس للمنظمة إلى إرسال خبرائها للتحقق من شن المسلحين هجمات كيميائية مؤخراً في حي الـ1070 شقة في حلب، متهماً دمشق بـ«انتهاك اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية» الأمر الذي دفع رئيس دائرة وزارة الخارجية الروسية لحظر انتشار الأسلحة والرقابة عليها ميخائيل أوليانوف، إلى اعتبار أن أداء المنظمة الدولية «صار مسيّساً».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock