من الميدان

الجيش يواصل التمهيد لعمليته في حلب و”قسد” تنسحب إلى شرق الفرات

واصل الجيش العربي السوري التمهيد لعملية عسكرية قد تقود قواته إلى داخل أحياء في شرقي حلب، في وقت واصل فيه مسلحو تلك الأحياء إغلاق الطرقات المؤدية إلى الممرات الإنسانية التي حددها الجيش، بموازاة إعلان «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية انسحاب عناصرها من منبج إلى شرق نهر الفرات، مع نفي فلسطيني للأنباء التي تحدثت عن مهلة أعطاها الجيش للتنظيمات الإرهابية في مخيم اليرموك لتسليم المخيم.

وبدأ الجيش العربي السوري تمهيداً نارياً مدفعياً صوب حيي مساكن هنانو أقصى شمال شرق المدينة وحي أغيور شمال المدينة القديمة وفي اتجاه ما تبقى من حي بستان الباشا الذي يسيطر الجيش على القسم الأعظم منه، على حين دارت اشتباكات عنيفة مع المسلحين في حي جمعية الزهراء شمال غرب المدينة تكبدوا خلالها خسائر بشرية وعسكرية كبيرة.

بدورهم، قطع مسلحو تلك الأحياء خطوط العودة عن قرارهم بالتشبث فيها عبر تفخيخ الطرقات المؤدية إلى الممرات الإنسانية، وتقاطعت معلومات مصادر أهلية داخل تلك الأحياء، تحدثت لـ«الوطن»، مع ما بثته وزارة الدفاع الروسية عن قتل المسلحين لأكثر من 27 مدنياً في أثناء تفريقهم لاحتجاجات عفوية خرجت ضدهم في أحياء العامرية وبستان القصر والكلاسة والفردوس والمعادي وجسر الحج إثر تنامي الحقد الشعبي وتفاقم حال الغليان في نفوس المدنيين المحتجزين كرهائن للمساومة عليهم في سوق نخاسة المجتمع الدولي.

وفيما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الميليشيات المسلحة التي تشارك مع جيشه في إطار عملية «درع الفرات» باتت على مسافة كيلومترين فقط من مدينة الباب بشمال حلب، أعلنت «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي (بيدا) انسحاب عناصرها إلى شرق نهر الفرات، للمشاركة في حملة «قوات سورية الديمقراطية» على تنظيم داعش في محافظة الرقة المسماة «غضب الفرات».

وجاء في بيان صادر عن «الوحدات» أن الانسحاب يأتي بعد أن «انتهت عناصر «حماية الشعب» بمساعدة قوات التحالف الدولي، من تأهيل القوات التابعة للمجلس العسكري في منبج»، وفي إشارة مبطنة إلى تركيا، ذكر البيان أن «قوات المجلس العسكري في منبج باتت تملك الآن مؤسسات عسكرية وأمنية كافية للدفاع عن تراب المدينة وشعبها أمام جميع الأخطار المحدقة بها»، مؤكداً أن حماية الشعب «على أتم الاستعداد لتلبية نداء شعـب منبج العظٌيم والدفاع عنهم عند الضرورة».

ووصف مبعوث الرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بريت ماكغورك، إعلان الوحدات بـ«الحدث المهم»، قائلاً على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن كل الوحدات ستغادر منبج بعد تدريب الوحدات المحلية على الحفاظ على الأمن في «مواجهة تنظيم داعش».

وفي دمشق نفى رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في سورية السفير أنور عبد الهادي ما تم تداوله مؤخراً عن أن الحكومة السورية أعطت التنظيمات الإرهابية في مخيم اليرموك مهلة مدتها شهر لتسليم مخيم اليرموك جنوب العاصمة دون قتال أو اللجوء لحملة عسكرية ضدهم.

وفي تصريح لـ«الوطن» قال عبد الهادي: «كلام إعلامي وصحفي، ونحن لم نتبلغ أي شيء رسمي بهذا الكلام»، موضحاً أن موقف الدولة واضح ويتمثل بأن «من يرغب بتسوية أوضاعه ويسلم سلاحه فهي ترحب بذلك ولكن هؤلاء المسلحين داخل المخيم (المنتمين إلى تنظيمي) داعش وجبهة النصرة مازالوا متعنتين وينتظرون تعليمات قيادة داعش في الرقة»، وأضاف: «لا نعتقد أنه يوجد شي ء جدي في هذا الموضوع».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock