الحصاد لسنة أولى تحرير …تأسيسي بامتياز و بالاتجاه الصحيح لكننا نحتاج للصبر لظهور الثمار

مع انقضاء عام على مرحلة مفصلية،تبرز أسئلة مهمة عن حال الاقتصاد السوري ما الذي تغيّر فعلياً وأين نقف اليوم و ماهي ملامح المرحلة المقبلة و التحديات و الفرص المتاحة.
الباحث الاقتصادي الدكتور رازي محي الدين في حديثه للوطن يرى أننا نقف على حصاد عامٍ ـ”تأسيسي بامتياز”.
شكّل مرحلة ضرورية، تم فيها وضع لبنات أولى على ثلاثة محاور رئيسية هي:
· الإطار التشريعي: حيث شهدت الفترة الماضية تعديلات قانونية تهدف لتحفيز الاستثمار وبيئة الأعمال، و تمثل”حجر الأساس” لأي تحوّل اقتصادي، رغم حاجتها لوقت كي تثمر.
· إدارة الموارد: اتجهت السياسة الرسمية نحو ضبط النفقات وترشيد الدعم، مع محاولة توجيهه نحو القطاعات الإنتاجية، في محاولة للتحوّل من اقتصاد “الاستهلاك” إلى اقتصاد “الإنتاج”.
حيث تحولت بعض الاتفاقيات إلى مشاريع ملموسة، خاصة في الطاقة والبنى التحتية. “الانتقال من مرحلة التبشير إلى التنفيذ ولو تدريجياً، و هو الأهم.
و في تقييمه للسياسات المالية والاقتصادية المتبعة، يرى أنها سلكت “الاتجاه الصحيح”، عبر:
. تشجيع القطاع الخاص واقتصاد السوق.
· محاولة ضبط الإنفاق العام.
· خطوات تصحيحية في ملفي الدعم وأسعار الطاقة.
لكنه يعقب بأن”الصحيح في الاتجاه لا يعني السرعة في الوصول. و النتائج الملموسة للمواطن تحتاج صبرًا، فمعالجة التضخم مثلاً تحتاج استثمارات وإنتاجاً حقيقياً، وليس قرارات فوقية فقط.
وحول الفرص المتاحة حدد محي الدين خمسة قطاعات اعتبرها “روافع اقتصادية استراتيجية” إذا أُحسنت إدارتها تتمثل ب:
الزراعة والصناعة الغذائية: لسرعة عوائدها وقدرتها على توفير فرص العمل. و الطاقة المتجددة: لحاجة السوق المحلية الهائلة إليها.وإعادة الإعمار: مع تحسن الظروف الأمنية.
و الخدمات اللوجستية: بفضل الموقع الجغرافي الفريد.
و السياحة بأنواعها: كرصيد هائل غير مستغل.
بينما في العقبات التي قد تعوق مسار التعافي طالب بضرورة تعزيز الشفافية ومحاربة الفساد لجذب المستثمر.
و تفعيل دور القطاع الخاص بشكل حقيقي، وليس شكلياً
إضافة لتطوير المنظومة التمويلية لدعم المشاريع الصغيرة.
و التحديث الإداري والتحول الرقمي لتسريع المعاملات.
وفي الخلاصة يرى محي الدين أنه من الواضح أن”الاقتصاد السوري بدأ يسير في الاتجاه الصحيح نحو إعادة البناء على قواعد جديدة: الإنتاج، والشفافية، والاستثمار.”
وأن “التحول الاقتصادي أشبه ببناء سفينة في البحر.. عملية تراكمية تحتاج صبراً. ولكن يبدو أن الهيكل بدأ يتشكل، والاتجاه نحو بر الأمان أصبح أكثر وضوحاً مما كان عليه قبل عام”.
عبدالهادي شباط