العناوين الرئيسيةسورية

الرئيس الأسد للسوريين: قلبتم الموازين وأعدتم تعريفَ الوطنية وماجرى كان ثورة حقيقية 

اعتبر الرئيس بشار الأسد أن ما قام به السوريون خلال الأسابيع الماضية لم يكن مجرد احتفالات بمناسبة، ولا مجرد تعبير عن اندفاع و عاطفة وطنيين، أو التزام بواجب وطني هو المشاركة بالانتخابات الرئاسية، وإنما ماقاموا به كان ظاهرةَ تحد غير مسبوقة لأعداء الوطن، قلبوا فيها الموازين ونسفوا فيها قواعدَ اللعبة، وأكدوا بما لا يدع مجالاً للشك أن قواعدها توضع في سورية وتصنع وتحدد بها، ولا مكان لشركاء سوى للإخوة والأصدقاء, مؤكدا أن ما حصل لم يكن احتفالات على الإطلاق، بل كان ثورةً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حقيقي لا مجازي.

وفي كلمة متلفزة إلى الشعب السوري بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية، أكد الرئيس الأسد بأن السوريين وفي كل استحقاقٍ وطني، سواءٌ كان هذا الاستحقاق دفاعاً بالسلاحِ أو بالرأي أو بالعمل أو استحقاقاً دستورياً، كانوا دائماً يصنعون تعريفَهم الخاص لمعنى الوطنية، وفي كل مرحلة مروا بها، كان تعريفُهم يحمل رسائلَ خاصة، سواء للصديقِ أو للعدو، تنطلق من ظروف تلك المرحلة وتتناسب مع تحدياتها.

وبين الرئيس الأسد أن رسائلَ السوريين العديدة ورغم أنه لم ينقُصْها في أي وقت من أوقات الحرب البلاغةَ والحكمةَ والوضوحَ الصارخِ بمفرداتها، والمعاني العميقة التي تحملها السطور وما بين السطور, إلا أن الخصوم والأعداء أصروا على تجنبها وإنكارها، كجزء من سياساتهم المبنية على إنكار الواقع، وإنكار فشل وهزيمة سياساتهم، وعدمِ الاعتراف بانحطاط مبادئهم وأخلاقهم، وبدوا خلال سنوات مضت وقد أصابهم العمه العقلي, فهم يرون بعيونهم لكنهم لا يرون بعقولهم.

الرئيس الأسد لفت في كلمته إلى أنه وفي هذا الاستحقاق فإن تعريفَ السوريين للوطنية لم يختلف بالمضمون، لكنه اختلف بالطريقة والأسلوب، وسيختلف حتماً بالنتائج والتداعيات، وستخترق رسائلُهم كلَّ الحواجزِ والدروعِ التي وضعها الأعداء حول عقولِهم, وستنقل عقولَهم من حالة السُبات الإرادي التي عاشوا فيها لسنوات، إلى حالة التفكير القسري فيما يحصل على أرض الوطن.

واعتبر الرئيس الأسد أن ما قام به السوريون خلال الأسابيع الماضية لم يكن مجرد احتفالات بمناسبة، ولا مجرد تعبير عن اندفاع و عاطفة وطنيين، أو التزام بواجب وطني هو المشاركة بالانتخابات الرئاسية، فما حصل يتجاوز كل ذلك بمساحات واسعة و مسافات كبيرة، “كان ظاهرةَ تحد غيرِ مسبوق لأعداء الوطن بمختلف جنسياتهم و ولاءاتهم وتبعيتهم، وتحطيماً لغرورهم و كبريائهم الزائف، وصفعةً على وجوه عملائهم وأزلامهم”، مشددا على أن هذا التحدي هو أعلى درجاتِ التعبيرِ عن الولاء الصادق والعميق للوطن، و هو أقوى مستوياتِ الشدةِ في إرسال الرسائلِ المناسبة ِلأشخاص جلسوا في الغرف المظلمة يحوكون الدسائس و يرسمون الخطط ، ويحلمون بالنجاح على حساب أموالنا و دمائنا و شرفنا و كرامتنا، والذين سيندُبون حظهم  مرة أخرى مع إمعاتهم، لسوء تقديرهم و خطأ حساباتهم، وقصر نظرهم، وعدم فهمهم لحقيقة وطبيعة ومعدن هذا الشعب.

الرئيس الأسد توجه للسوريين بالقول: “لقد قلبتم الموازين ونسفتم قواعدَ اللعبة وأكدتم بما لا يدع مجالاً للشك أن قواعدها توضع هنا، وتصنع هنا، وتحدد هنا، بأيدينا، ولا مكان لشركاء سوى للإخوة والأصدقاء” وأضاف:” لقد أعدتم تعريفَ الوطنية وهذا يعني بشكل تلقائي إعادة تعريف الخيانة، والفرق بينهما هو كالفرقِ بين ما سمي ثورةَ ثوار، وما شهدناه من ثورانِ ثيران، هو الفرق ما بين ثائرٍ يتشرب الشرف، وثور يعلف بالعلف، بين ثائر نهجُه عزٌ وفَخار، وثورٍ يهوى الذلَ والعار، وما بين ثائر يركع لخالقه، وثور يخر ساجداً أمام الدولار”.

وأكد الرئيس الأسد أن السوريين بما قاموا به خلال الأسابيع الماضية قاموا بتعريف الثورة, وأعادوا إليها ألقها بعد أن لوث اسمَها جزء من المرتزقة وفاقدي الشرف حاملي جواز سفر سوري, وهم أنقذوا سمعتها وأعادوا إطلاقها، “لذلك ما حصل لم يكن احتفالات على الإطلاق، بل كان ثورةً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حقيقي لا مجازي، ثورة ضد الإرهاب والخيانة والانحطاط الأخلاقي، ثورة لسان وقلم وعمل وسلاح، ثورةٌ عنوانها الشرف ضد كلِ ساقط ارتضى لنفسه أن يكون مطية يمتطيها الآخرون ليصلوا بها إلى حيثما يشاؤون”.

الرئيس الأسد أكد أن اختيار الشعبِ له ليقوم بخدمته في الفترة الدستورية القادمة هو شرف عظيم لا يرقى إليه سوى شرف الانتماء لهذا الشعب، ليس بالهوية فقط، وإنما بالتطلعاتِ والأفكار والقيمِ والعادات، وقال: “ما يزيدني حماسةً وثقةً بالمستقبل، هو روحُ التحدي الموجودةِ لديكم، والتي من دونها، لا يمكن لحامل المسؤوليةِ مواجهة التحديات الوطنية الكبرى، ومن دونها لا يمكن لوطنٍ القيامُ بعد ١٠ سنوات من الحرب، إنها القوةُ الكامنةُ لديكم والتي تظهر بشكلها الجلي في المفاصل الكبرى، والتي تستفزُها التحديات، وتحولها إرادتُكم إلى عمل وإنجاز، إنها الطاقة الجبارة التي تمد الوطن بالقوة، وتؤهله للفوز والانتصار”.

 وعبر الرئيس الأسد عن ثقته بأنه وبهذه الروح المقاتلة، “سنتمكن من هزيمة كل أعدائنا مهما كثُرت النزالات، واشتدت الخطوب، فهذه الروح هي ما نحتاجه للمرحلة القادمة، وهي مرحلة عمل مستمرٍ ومقاومةٍ وصمود، لكي نثبت لأعدائنا مرة أخرى أن محاربة شعبِنا بمتطلباته الأساسية وبلقمة عيشه، لا تزيده إلا تمسكاً بوطنه، وبكل ما يرمز إليه، وأن هذا الشعب عند الاستحقاقات والامتحانات الكبرى، دائما ما أثبت أن الوطن يعلو ولا يعلى عليه”.

وتوجه الرئيس الأسد بالتحية لكل مواطن سوري عبر بطريقته عن محبته للوطن، في كل مدينة وبلدة وقرية، سواء عبر المسيرات أو التجمعات الشعبية أو بغير ذلك، ولكل فرد وعائلة وعشيرة، عبّروا عن انتمائهم المطلق لبلدهم ورفعوا رايته، فصمدوا في الحرب، وتحدوا في الاستحقاق.

كما توجه الرئيس الأسد بالتحية للمواطنين السوريين في المغترب, الذين تكاملوا برسائلهم من الخارج مع رسائل إخوتهم في الداخل، ولم تمنعهم المسافات والعقبات من المشاركة بحماس في الانتخابات، متوجها لمن لم يتمكن من القيام بذلك لضغوط أو لبلطجة تعرض لها بالقول: “صوتُك وصلَ وبقوة مضاعفة، ليس عبر الصندوق وإنما عبر الموقف، فالرسالة للأعداء وصلت، والمهمة الوطنية أنجزت”.

وختم الرئيس الأسد كلمته قائلا: “عِشتم شعباً أبياً لا يقبل الهوان، عِشتم شعباً عزيزاً لا يخضع للضيم، ولا ينحني إلا لله، دمتم ودامت لنا سورية حرة كريمة قوية منيعة”.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock