العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

الرئيس الأسد: من الضروري توسيع دائرة الحوار.. الناس ترى المشاكل فأين المشكلة أن نراها على الإعلام؟

خص الرئيس بشار الأسد الإعلام السوري بجزء هام من كلمته التي ألقاها خلال ترؤسه اجتماع الحكومة الجديدة، معتبراً أنه حقق نقلة جيدة بظروف صعبة، ومن واجبه اليوم أن يستمر في ملاحقة مكامن الخلل دون تردد، ومن واجب المسؤولين الاستجابة، إن كان بمقابلة، أو ببيان، أو بنقل المعلومة بطريقة ما عبر المكاتب الإعلامية.
واعتبر الرئيس الأسد أن هناك طرق مختلفة للتفاعل مع الإعلام ونقل المعلومة، ومن الضروري توسيع دائرة الحوار في الإعلام السوري سواء مع المواطنين أو المختصين أو المسؤولين، وهذا يرفع مستوى الحوار والمعرفة، ويرفع قدرتنا جميعاً في المجتمع السوري على إيجاد الحلول للمشاكل برؤية أوسع بدلاً من الرؤى الضيقة التي تنشأ من خلال الحوار بين مجموعات محدودة وخاصة عندما نحصر الحوار فقط داخل مؤسسات الدولة.
وشدد الرئيس الأسد على دور الحكومة في دعم الإعلام في أخذ دوره الفعال وتحقيق كل العناصر التي تؤمن له النجاح بدلاً من العرقلة، لأن طرح المشاكل هو دعم للمسؤول وليس هجوماً عليه، وهو مساعدة له، “الناس ترى المشاكل فأين المشكلة أن نراها على الإعلام، بالعكس هي مساعدة وهي منصة للمسؤول لكي يدافع عن وجهة نظره ولكي يشرح أيضاً وجهة النظر هذه، والظروف المحيطة بهذه المشكلة”.
وأشار الرئيس إلى وجود مشكلة بالتواصل بين المسؤول والمواطن، بسبب عدم قدرة أو عدم رغبة، فهناك مشكلة مع الشفافية أو في فهم مصطلح الشفافية، وقال: “قد تكون مشكلة التواصل مرتبطة بقدرة هذا المسؤول على التواصل وهذه القدرة تأتي من البيئة التي نشأ بها وربما من الموهبة التي يتمتع بها، وهذا صحيح، وعندما لا يكون مسؤولاً لا توجد مشكلة في أن لا يكون قادراً على التواصل، لكن بمجرد أن يصبح مسؤولاً يجب أن يبحث عن طريقة لفعل ذلك، وأنا أقول إن أسهل طريقة أن يكون الإنسان شفافاً وعفوياً، القضية ليست بحاجة لبروفات ولا لدورات، وإنما بحاجة لعفوية، شرح لما يفكر به المسؤول، شرح ما هي المشاكل التي تواجهه، ما هي أسبابها، كل ما يحيط بها بشكل شفاف وعفوي، وأنا أعتقد ومتأكد أن المواطن سوف يتفهم، لكن لا نستطيع أن نطلب منه التفهم ولا تشرح له ولا تعطيه معطيات، عندما لا نقدم المعلومات فسيكون المواطن عرضة للإشاعات”.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن استخدام الإعلام الرسمي أيضاً ضروري جداً، عندما نستخدم الإعلام الرسمي لنقل المعلومات الحقيقية والصادقة فنحن نحول الإعلام إلى مرجعية موثوقة للمعلومة، وبهذه الطريقة نقطع الطريق على فوضى الانترنت، معتبراً أن هذه الفوضى شيء طبيعي لأن الانترنت هي ليست مؤسسة تتبع لجهة محددة، كل من يشاء يقول ما يريد، ولكن المواطن دائماً يبحث عن جهة يثق بها لكي يأخذ منها المعلومة، ومبادرتنا بهذا الاتجاه هي التي تقطع الطريق على هذه الفوضى وعلى سلبيات هذه الفوضى، وكل وزارة فيها مكاتب إعلامية تستطيع أن ترصد يومياً ما يطرح، فقد تكون هناك أشياء بحاجة لرد سريع فوري، حسب أهمية الموضوع، وقد تكون هناك أشياء تتراكم وربما يكون الرد من خلال بيان إعلامي أو من خلال ظهور للمسؤول ببيان أو عبر مقابلة تلفزيونية أو غيرها، فالإعلام واسع ولديه طرق كثيرة، و”المهم أن نبادر بهذا الاتجاه”.
ولفت الرئيس الأسد إلى أهمية أن تحول كل مؤسسة موقعها على الانترنت إلى منصة للتواصل مع المواطن، وقال:” ندخل إلى هذه المواقع فنرى أخبار المسؤولين، الحقيقة كلنا وأنا معكم، المواطن لا يهتم بأخبارنا، المواطن يهتم بقراراتنا، فلذلك دعونا نستخدم هذه المنصات للتواصل معه ولتسهيل الأمور عليه، هذا مثال بسيط للإجراءات، ولكنها واحدة من المشاكل التي نراها بشكل متكرر ومستمر”.
الرئيس الأسد أكد أن أساس نجاح المسؤول في العمل هو الإخلاص، وقال في ختام كلمته:”لا تخافوا من الخطأ لأن الخطأ هو جزء من الطبيعة البشرية، ونعرف كلنا أن من يعمل يخطئ ومن لا يعمل لا يخطئ، فعلينا أن لا نخاف من الخطأ، كلنا نخطئ يومياً، وأنا أخطئ مثل أي مسؤول في هذه الدولة، والمواطن يتسامح مع الخطأ عندما يعرف أن هذا المسؤول مخلص، وعندما يعرف أنه يسعى لتصحيح الخطأ وهذا هو التطوير وهذه هي المعرفة التي تتراكم ونطور أنفسنا من خلالها، براعتنا هي في قدرتنا على رؤية الخطأ وفي قدرتنا لاحقاً على تصويبه، التواضع أهم طريق بالنسبة لأي مسؤول من بينكم للحصول على محبة الناس وعلى دعمهم، والتواضع لا يعني فقط أن نعيش بشكل قريب من الناس، ولا يعني فقط ألا نستفزهم ببعض التصرفات، ولكن أيضاً احترام الرأي، وهذا لا يعني الذي أتفق معه فقط بل الذي لا أتفق معه أيضاً، أحترم الرأي الذي أعتبره صحيحاً، وكذلك الرأي الذي أعتبره خطأ من وجهة نظري،لأن أهمية الآراء ليست بصحتها وخطئها وإنما بمجرد طرحها ونقاشها لأن العقل هو كالعضلة لا يمكن أن ينمو من دون تمرين، وتمرين العقل هو النقاش والحوار والتفاعل مع الناس الذي يؤدي الى التفكير السليم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock