العناوين الرئيسيةسورية

الرئيس الأسد يجول على قرى من ريف اللاذقية: كل المشاكل التي سمعنا عنها لها حل

اعتبر الرئيس بشار الأسد خلال جولة قام بها، اليوم الثلاثاء، على بعض المناطق التي طالتها الحرائق منذ أيام في محافظة اللاذقية، أن ما حصل «كارثة وطنية بالمعنى الإنساني أو بالمعنى الاقتصادي أو بالمعنى البيئي»، مؤكداً أن الدولة ستتحمل العبء الأكبر لدعم العائلات التي فقدت مواردها.

وأوضح الرئيس الأسد أن «الهدف الأساسي من هذه الزيارة هو الاطلاع على التفاصيل لكي نتأكد بأن الخطط التي سنضعها خلال الأيام القادمة هي خطط واقعية يمكن تطبيقها وليست خططاً نظرية، وسمعنا أفكاراً مهمة جداً وخاصة أن كل منطقة لديها تفاصيل تختلف عن الأخرى، وسبب المعاناة أو طريقة الحل تختلف من منطقة إلى أخرى».

وقال: «من الطبيعي أن نتابع الجولة وسأستمر بهذه الجولة حسب جدول أعمال معين»، مؤكداً أن «زيارتي لنماذج من هذه المناطق لا تعني دعم هذه القرى وإنما تعني معرفة الوضع المتشابه لمعظم هذه القرى من أجل دعمها من دون استثناء لأننا نريد أن ندعم كل الأراضي المتضررة، وكل شجرة متضررة وليس كل أرض، وإنما كل شجرة وليس كل عائلة وإنما كل فرد، فبكل تأكيد سأستمر بالزيارة».

ولفت الرئيس الأسد إلى أن الأضرار كبيرة والتحديات أيضاً كبيرة في الوقت نفسه، لكن أهم شيء نعرفه أن هذه التحديات ليست مستحيلة على الإطلاق، فكل المشاكل التي سمعنا عنها قبل الزيارة أو التي رصدناها بالتقارير وسمعناها الآن من المواطنين ومن العائلات المتضررة، كلها لها حل بكل تأكيد وهي بحاجة لبعض التنظيم.

 

وفيما يلي النص الكامل لجولة الرئيس الأسد كما أوردته وكالة «سانا»:

جال الرئيس بشار الأسد اليوم على بعض المناطق التي طالتها الحرائق منذ أيام في محافظة اللاذقية.

وفي النقطة الأولى من جولته التي يرافقه فيها وزيرا الإدارة المحلية والزراعة والإصلاح الزراعي ومحافظ اللاذقية ومدير الزراعة في المحافظة اطلع الرئيس الأسد على الأضرار التي تسببت بها الحرائق في قرية بلوران بريف اللاذقية واستمع إلى أهالي القرية وأهم متطلباتهم لتأمين الاحتياجات الأولية التي تساعدهم في تعزيز عوامل تشبثهم بأرضهم وإعادة زراعتها بأسرع وقت ممكن.

وفي ريف القرداحة زار الرئيس الأسد قرية بسوت التي اضطر أهلها لمغادرة منازلهم خلال الحريق وعادوا إليها حالما تم إخماده بالتعاون بين الدفاع المدني والجيش العربي السوري وأهالي القرية ومحيطها.

وأعرب أهالي القرية عن تقديرهم للجهود الكبيرة التي تم بذلها إن كان من مؤسسات الدولة أم أهالي المنطقة وساهمت في تأمين قريتهم وإطفاء النيران قبل أن تلتهمها وما حولها، مؤكدين أن عودتهم الفورية إلى منازلهم ما هي إلا تعبير عن تمسكهم بقريتهم وأرضهم على الرغم من كل الصعوبات التي يواجهونها.

وأكد الرئيس الأسد في تصريح للإعلام الوطني خلال زيارته لقرية بسوت أن الأضرار كبيرة والتحديات أيضاً كبيرة في الوقت نفسه.. لكن أهم شيء نعرفه أن هذه التحديات ليست مستحيلة على الإطلاق فكل المشاكل التي سمعنا عنها قبل الزيارة أو التي رصدناها بالتقارير وسمعناها الآن من المواطنين ومن العائلات المتضررة.. كلها لها حل بكل تأكيد.. هي بحاجة لبعض التنظيم.. طبعاً الدولة ستقوم بحمل العبء الأكبر من هذا الدعم وهو دعم مادي مبدئياً لكي تتمكن هذه العائلات من البقاء في هذه الأراضي واستثمارها.

وقال الرئيس الأسد: التحديات موجودة بعدة اتجاهات.. التحدي الأول هو أن معظم العائلات المتضررة خسرت الموسم الحالي وبالتالي بالحد الأدنى أنت تتحدث عن فقدان الموارد لمدة عام وهناك طبعاً عائلات فقدت الأشجار بشكل كلي وهذه الأشجار بحاجة لعدة سنوات لكي تصبح منتجة وخاصة الزيتون حسبما قالوا بحاجة من 5 إلى 8 سنوات، فهنا نحن أولاً أمام تحدي إعادة الإنتاج لهذه الأرض لإبقاء الناس في هذه المنطقة.. في هذه الأراضي من خلال الدعم التقني سواء بالشتول أم بزراعات بديلة خلال السنوات التي نحتاجها لإعادة الإنتاج.. هذا جانب.. جانب آخر أيضاً في الإطار نفسه هو الدعم الإنساني لأن هذه العائلات فقدت الموارد لفترة بالحد الأدنى هي عام وربما أكثر فلا بد من أن نقوم بحمل الأعباء المادية عن هذه العائلات.. هذا التحدي الثاني.. التحدي الثالث هو بهذه الظروف الصعبة قد يميل البعض لبيع الأرض.. يعتبرها غير منتجة لم يعد هناك أمل، هو فقد كل شيء.. فقد الأرض.. الشجر.. فقد أي أمل بأن يعيش في هذا المكان، ما يمكن أن يجعله بحاجة لأن يبيع هذه الأرض.. وطبعاً هناك أشخاص ينتهزون هذه الفرص ويحاولون استغلال حاجة المواطنين وهذه العائلات من أجل أن يقوموا بشراء هذه الأراضي لتتحول من أراض منتجة إلى أراض لتجارة العقارات كما نعلم.

وتابع الرئيس الأسد: إذاً هذه النقاط الأولى والثانية والثالثة مرتبطة ببعضها البعض والهدف الأساسي من هذه الزيارة الاطلاع على التفاصيل لكي نتأكد بأن الخطط التي سنضعها خلال الأيام القادمة هي خطط واقعية يمكن تطبيقها وليست خططاً نظرية، وسمعنا أفكاراً مهمة جداً وخاصة أن كل منطقة لديها تفاصيل تختلف عن الأخرى وسبب المعاناة أو طريقة الحل تختلف من منطقة إلى أخرى.

وقال الرئيس الأسد: هناك جانب آخر له علاقة بالمناطق الحراجية.. كما أعلم الجزء الأكبر من الحرائق أو من الأضرار أو من الخسائر كان في الأراضي الحراجية.. أكثر من 60 بالمئة.. الخوف هو من انتشار المخالفات أولاً في هذه المناطق، فلا بد أن تكون هناك قرارات حكومية من المؤسسات المعنية بقمع زجري لهذه المخالفات من قبل أي شخص.. ولن يبرر الزمن أو تقادم المخالفة وجودها.. وهي لن تتحول إلى حالة شرعية مع الوقت ويجب محاسبة البلديات التي تقصر في هذا الموضوع.. هذه ثروة وطنية، صحيح نحن نركز على العامل الإنساني وعلى الجانب المنتج بالنسبة للأراضي المتعلقة بهذه القرى وبهؤلاء الأشخاص الطيبين، ولكن أيضاً الحراج ثروة وطنية لا تقل أهمية لكل سورية عن الأراضي المنتجة.

وأضاف الرئيس الأسد: بالمختصر لو سألتني ما الذي سنقدمه كدولة فهناك قضايا تقنية سهلة الحل.. على سبيل المثال الغراس موجودة لدينا سنقدم تسهيلات كبيرة جداً لكي لا تكون هناك أعباء.. فأساساً هذه العائلات بالكاد تحصل على رزقها من موسم لآخر.. نعرف هذه الحقيقة فلا بد أن يكون الدعم كبيراً وأن تتحمل الدولة في هذا المجال، والحمد لله هذه المواد متوفرة لدينا في سورية.

وقال الرئيس الأسد: الجانب الآخر الذي قد يكون أكثر صعوبة ولكن طبعاً ليس مستحيلاً هو عدم توفر الوسائل التقنية للقيام بهذا العمل بشكل سريع.. أي لنفترض «باغر» أو أي آليات أخرى.. السماد متوفر طبعاً والمستلزمات الأخرى متوفرة ولكن أنت بحاجة لإعادة استصلاح الأراضي المحروقة وهناك أراض مهجورة من قبل الأهالي قبل الحريق ولا بد من إعادة استصلاحها.. فأنت بحاجة لآليات وربما النقص بهذه الآليات سيؤدي لبطء هذه العملية وهذا قد يكون خارج طاقتنا ولكن بالتعاون مع الكثير من الأشخاص المتبرعين الذين يريدون المساهمة بأشكال مختلفة ربما نجد وسائل.. البعض ساهم مادياً.. وهناك من ساهم عينياً فممكن أن يكون هذا أحد أشكال المساهمة.. المهم أن نعمل ليلاً ونهاراً لحل هذه المشكلة.

وتابع الرئيس الأسد: العقبات الأخرى ليست أساسية بما فيها العامل الإنساني أي إذا افترضنا الآن بأن أمامنا كحد أدنى عاماً بعد أن احترق المحصول وستعيش هذه القرى من دون أي مورد.. أيضاً تم مسبقاً اعتباراً من الأيام الأولى للحريق تأمين الموارد المادية للدعم.. جزء منها أمنته الدولة وجزء أمنته مؤسسات المجتمع المدني.. فهذا الجانب أيضاً ليس فيه قلق وأنا أعتقد أن الجانب التقني فقط هو الذي يحدد.. ويحدد بالزمن لأن الزمن مهم بالنسبة لنا.. السرعة في وضع محاصيل باستصلاح الأرض من أجل إقامة محاصيل بديلة وزرع أشجار بديلة للأشجار المحروقة هو شيء مهم جداً.

وقال الرئيس الأسد: الكارثة التي حصلت كارثة وطنية بالمعنى الإنساني أو بالمعنى الاقتصادي أو بالمعنى البيئي ومن الطبيعي أن نتابع الجولة وسأستمر بهذه الجولة حسب جدول أعمال معين، باعتبار أن من المستحيل أن نزور كل المناطق.. ولكن زيارتي لنماذج من هذه المناطق لا تعني دعم هذه القرى وإنما تعني معرفة الوضع المتشابه لمعظم هذه القرى من أجل دعمها من دون استثناء لأننا نريد أن ندعم كل الأراضي المتضررة.. كل شجرة متضررة وليس كل أرض.. وإنما كل شجرة وليس كل عائلة وإنما كل فرد.. فبكل تأكيد سأستمر بالزيارة وأريد أن أؤكد أنها ليست زيارة بسبب الحريق الذي حصل لأن آثار الحريق ستستمر لسنوات فلا بد من التركيز على هذه المناطق لمتابعة الاهتمام بها مادامت هناك مشكلة لم تحل وأعتقد أنها ستستمر لسنوات.

وتابع الرئيس الأسد: هذه الزيارة هي بداية إن شاء اللـه لزيارات وفرصة للقاء مع هؤلاء الناس الطيبين الذين نستمد منهم القوة والوطنية وأيضاً الكرامة ونأخذ منهم المعلومة الدقيقة التي تضاف للمعلومات المؤسساتية التي نأخذها من المختصين.

وقال الرئيس الأسد: أريد أن أستغل هذه الفرصة لأوجه التحية لرجال الدفاع المدني.. لم أتمكن من لقائهم وكان لهم دور فعال جداً وأساسي وكلنا يعرف هذه الحقيقة على الرغم من قلة الإمكانات.. فتحية لهم ولكل فرد فيهم ساهم في إطفاء الحرائق بزمن قصير جداً نسبة للإمكانيات ونسبة للمساحات الموجودة.. وطبعاً لا داعي لنكرر الحديث عن دور الجيش العربي السوري سواء في الجبهات مع الإرهابيين أم في الجبهات مع النار وأنتم نقلتم هذه الصورة.

وأضاف الرئيس الأسد: النقطة الثالثة أريد أن أوجه تحية لكم كإعلاميين وكل زملائك الذين قاموا بتغطية مشرفة.. رأينا تماماً الشجاعة التي كانت تقترب من حد المغامرة وليست تهوراً.. والحقيقة كانت صورة شفافة وصادقة وساهمت بشكل مباشر في خلق تعاطف كبير لدى السوريين.. من يرى النار من بعيد ليس كمن يراها من الداخل كيف تحترق البيوت.. صحيح كما نقول بالعامية «يلي رجليه بالمي مو متل يلي رجليه بالنار».. صحيح الناس ليست أرجلها بالنار في المناطق الأخرى.. ولكن اقتربت من الشعور بهؤلاء الأشخاص الطيبين الذين أصابتهم مصيبة، لذلك أوجه الشكر لكم ولكل إعلامي ولكل الفرق الإعلامية الوطنية التي ساهمت بشكل أو بآخر بنقل هذه الصورة للمواطنين.

واستكمل الرئيس الأسد جولته لتشمل منطقة كفردبيل بريف مدينة جبلة حيث أتت الحرائق على جزء كبير من غابات وأحراج البلدة.

وخلال توقفه أمام المخفر الحراجي في قرية كفردبيل دار حديث مع المسؤولين الحكوميين المرافقين لسيادته حول الخطوات التي يجب اتباعها لتجاوز الأضرار التي لحقت بالمناطق الحراجية وكيفية تعويضها بالسرعة الممكنة.

«وكالات»

 

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock