العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

الرئيس الشرع: دمشق قلب التاريخ ومفتاح الدنيا

أكد الرئيس أحمد الشرع أن دمشق تشكل عبر التاريخ مفتاحاً للدنيا وموطناً للتحولات التاريخية الكبرى، مشيراً إلى أن العاصمة السياسية هي التي تختصر معنى الانتصار وتحدد مسار المستقبل، وبالتالي فإن دمشق هي التي تُجسد سقوط النظام البائد حتى لو تحررت سائر المحافظات الأخرى.
وأوضح الرئيس الشرع خلال فعالية شعبية في فندق الشام بدمشق، أن للشام خصوصية منحها الله عز وجل، فهي أرض تحمل سحراً خاصاً وتاريخاً عريقاً، وفيها مزايا كثيرة، وكانت أول عنوان للتعايش السلمي بين الأديان في دمشق، مشيراً إلى أن بعض النصوص والتصورات القديمة تحدثت عن أن بداية الخلق كانت في دمشق، وأن نهاية الدنيا ستكون فيها أيضاً، لتبقى العاصمة عنواناً أبدياً للحياة والتاريخ.
الشام مفتاح الإمبراطوريات
واستعرض الرئيس الشرع محطات تاريخية تؤكد أن الشام هي مفتاح الدنيا، فكل الإمبراطوريات التي وصلت إلى دمشق اكتسبت قوة إضافية، بينما فقدت الكثير من قيمتها بعد خروجها منها، بدءاً من الرومان والفرس وصولاً إلى الحكم العثماني والاستعمار الغربي، ما يعكس مكانة الشام كمنحة إلهية وميزة عظيمة لأهلها، لذلك يشتاق لها الإنسان عندما يمر بها، حتى لو لم يرها من قبل.
واجبات تاريخية ومسؤوليات جسيمة
وشدد الرئيس الشرع على أن أهل دمشق أمام واجبات تاريخية كبرى، وخاصة بعد سنوات طويلة من العزلة والمعاناة، مؤكداً أن الشعب السوري دفع فاتورة ضخمة من تهجير ودمار وفقدان، وأن المرحلة الراهنة تتطلب التعاون والعمل الجماعي لبناء بلد جديد يحفظ الكرامة والعزة.
وأشار الرئيس الشرع إلى أن دمشق اليوم أمام فرصة ذهبية لا تتكرر إلا كل مئتي عام أو ثلاثمئة عام، داعياً إلى استثمارها لبناء نموذج اقتصادي مزدهر وبيئة مستقرة تليق بمكانة دمشق، مؤكداً أن الشام التي أنارت العالم بالعلم والسياسة قادرة على تجديد نهضتها وبناء مستقبلٍ يليق بتاريخها المجيد، وأوضح أن سوريا باتت تصنع توازناً في العلاقات الدولية مع مختلف القوى الكبرى والإقليمية، ما يعزز مكانة دمشق كعاصمة استقرار في المنطقة.
الثورة طريق العزة والنهضة
وأكد الرئيس الشرع أن الثورة كانت خياراً صعباً، لكن نجاحها سيمنح أهل الشام عزاً يمتد لمئات السنين، مشدداً على أن دمشق اليوم تكتب تاريخاً جديداً للمنطقة بأسرها، وتؤسس لمرحلة عنوانها البناء والازدهار وإحياء الإنسان كمهمة أساسية في هذه المرحلة، مبيناً أن أبناءها هم من يرسمون مستقبلها بجهودهم وإرادتهم، وأن مسؤولية صون الإنجازات الراهنة تقع على جميع السوريين.
وشدد الرئيس على أن التضحيات الغالية التي قدمها أبناء الشام على امتداد العقود الماضية ستبقى أمانةً في أعناق الجميع، وأن المسؤولية اليوم تضامنية تشمل كل مواطنٍ في دمشق وسائر المحافظات للحفاظ على الانتصارات وصون الاستقرار.
دمشق قلب الأمة ورسالتها الخالدة

وختم الرئيس الشرع كلمته بالتأكيد على أن دمشق ليست مجرد مدينة، بل هي قلب العالم وقلب التاريخ، وأن إدارتها بحكمة وبناء مجتمع متنوع متماسك هو السبيل لصون مكانتها، مشيراً إلى أن مسؤولية الجميع اليوم هي الحفاظ على هذه الرسالة التاريخية ونقلها للأجيال القادمة، كي تبقى دمشق، كما كانت عبر التاريخ، قلب الأمة النابض ورمز عزها وكرامتها.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock