العناوين الرئيسيةسورية

الرئيس الشرع في موسكو اليوم.. شعلان لـ”الوطن”: نموذج للدبلوماسية المتوازنة

تأتي زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى موسكو اليوم في وقت حساس للسياسة الخارجية السورية، التي لطالما عملت منذ تسلم الإدارة الجديدة مهامها على بناء علاقات سليمة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، مع الحفاظ على مصالح الشعب السوري، من دون التفريط في القرار السيادي المستقل.

ولا بد، وفق خبراء، أن يكون أحد الأهداف الاستراتيجية للزيارة هو الابتعاد عن الانخراط بسياسة المحاور الإقليمية والدولية التي قد تكون ضارة بمصالح سوريا، إذ إن العلاقات مع روسيا لا تعني قطع العلاقات مع الأطراف الأخرى، بل هي محاولة موازنة العلاقة مع القوى الكبرى من دون الوقوع في صراعاتٍ تضر بالاستقلالية الوطنية، فالرئيس الشرع يبدو مهتماً بتوجيه رسالة إلى المجتمع الدولي، مفادها أن سوريا تسعى إلى سياسة متوازنة تعتمد على الانفتاح على مختلف الدول، مع الحفاظ على استقلالية القرار الوطني.

وقال الدكتور رائق شعلان المتخصص بالقانون الدولي في تصريح خاص لـ”الوطن”: إن “زيارة الرئيس الشرع إلى موسكو تعد تطوراً مهماً وحدثاً بارزاً في السياسة الخارجية السورية، كما أنها تعكس رغبة دمشق في إعادة بناء العلاقات مع روسيا الاتحادية على أسس جديدة تراعي المصالح المتبادلة لكلا الطرفين”.

وعن أهمية روسيا ودورها، أوضح شعلان أن دمشق “تدرك الأهمية التاريخية للدور الروسي في المنطقة بشكل عام وبالنسبة لسوريا بشكل خاص، وهنا تكمن أهمية هذه الزيارة بتوظيف الدبلوماسية بما يخدم المصالح السورية العليا داخلياً وخارجياُ”.

وأضاف: على الصعيد الداخلي فإن مصلحة سوريا تقتضي التعاون مع روسيا في قطاعات متعددة، لا سيما العسكرية والاقتصادية والاستثمارية، أما على الصعيد الخارجي فيمكن لروسيا أن تلعب دوراً مهماً في مسألة الصراع بين سوريا وإسرائيل، لا سيما في هذه المرحلة التي تواجه فيها سوريا اعتداءات إسرائيلية متواصلة.
واعتبر شعلان أن الدبلوماسية السورية تتجه نحو الحفاظ على العلاقات مع موسكو وتطوير علاقاتها مع الدول الغربية في آن معاً، مع الحفاظ على السيادة والمصالح الوطنية وبعيداً عن سياسة التكتلات والمحاور.

تصريح شعلان يتقاطع مع مواقف عدة للإدارة السورية الجديدة التي حرصت غير مرة بتأكيد استقلاليتها وعدم التأثر بأي ضغوط خارجية، كما أوضحت في مجملها أنها لا تعتزم الانضمام إلى أي محور دولي على حساب مصالحها، ولذلك فإن زيارة موسكو تعكس رغبة في تعزيز العلاقات الثنائية مع روسيا من دون التقيد بأي ضغوط أو متطلبات قد تضعف السيادة الوطنية.

ومما سبق، يمكن القول إن الزيارة المرتقبة للرئيس الشرع إلى موسكو ليست مجرد زيارة دبلوماسية عادية، بل هي خطوة استراتيجية تهدف إلى الحفاظ على سيادة القرار الوطني وتعزيز العلاقات مع دولة كبرى في الوقت نفسه، مع نهج خارجي متوازن بعيداً عن سياسة المحاور.
الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock