الرئيس الشرع في موسكو.. ماذا تريد كل من سوريا وروسيا من بعضهما؟

مع قيام الرئيس أحمد الشرع بأول زيارة رسمية إلى روسيا الاتحادية منذ إسقاط النظام السابق أواخر العام الماضي، ولقائه مع الرئيس فلاديمير بوتين، يطرح سؤالان الأول: ماذا تريد سوريا من روسيا؟ والثاني: ماذا تريد روسيا من سوريا؟
الباحث في مركز جسور للدراسات، محمد سليمان، يوضح في تصريح لـ”الوطن”، أن “العلاقات بين سوريا وروسيا تُعد من العلاقات الاستراتيجية المعقدة وتشمل ملفات سياسية وعسكرية واقتصادية متعددة.
تطالب سوريا روسيا بتسليم المخلوع بشار الأسد وإعادة الأموال التي نهبها النظام البائد والمجمدة في روسيا وذلك من أجل توظيفها لمصلحة الشعب السوري”.
كما تطالب دمشق أيضاً حسب سليمان “بمراجعة جميع الاتفاقيات والعقود التي وقعها النظام السابق، وتدعو روسيا للعب دور أكبر في الحد من الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا ووقف دعم إسرائيل للجماعات المسلحة في الجنوب السوري”.
ويذكر سليمان أن دمشق تركز على ملف الأمن الغذائي وتسعى إلى تجديد عقود استيراد القمح من روسيا وتفعيل اتفاقات استثمار الفوسفات وزيادة التبادل التجاري.
من جهتها، ترى روسيا في سوريا وفق سليمان حليفاً جيوسياسياً مهماً يضمن لها الوصول إلى المياه الدافئة في المتوسط وتعزز بذلك موقعها في منافستها أمام حلف الناتو.
ويشير الباحث في مركز جسور للدراسات، إلى أن روسيا تسعى لضمان بقاء قواعدها العسكرية في الساحل السوري وتطوير التعاون مع دمشق في مجالات التسليح وإعادة بناء منظومة الدفاع السورية.
ويلفت إلى أن روسيا تبدي اهتماماً واضحاً برفع حجم التبادل التجاري مع سوريا الذي كان سابقاً يصل إلى 650 مليون دولار سنوياً، وتسعى للمشاركة في مشاريع إعادة الإعمار، بما يعزز من حضورها الاقتصادي والسياسي في المنطقة.
ووصل الرئيس الشرع صباح اليوم إلى موسكو في زيارة رسمية تعد الأولى من نوعها منذ إسقاط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول الماضي. وتأتي الزيارة وفق ما ذكرت وكالة “سانا” أمس في إطار إعادة تنظيم العلاقات الثنائية بين البلدين وبحث ملفات التعاون السياسي والاقتصادي.
وقد أجرى الرئيس الشرع مباحثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وكان الرئيس الشرع تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الروسي في شباط الماضي أكد الرئيس بوتين خلاله دعم بلاده لوحدة الأراضي السورية وسيادتها واستقرارها، كما أبدى استعداد روسيا لإعادة النظر في الاتفاقيات التي أبرمتها روسيا مع النظام البائد، ووجوب رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.
وكان من المقرر أن تكون الزيارة في إطار مشاركة الرئيس الشرع في أعمال أول قمة عربية روسية التي كان من المنتظر لها أن تنطلق منتصف الشهر الجاري في موسكو، لكن التطورات المحيطة باتفاق إنهاء الحرب على غزة أسفرت عن تأجيلها إلى موعد لاحق.
وفي وقت سابق أكد الكرملين، أن روسيا تولي أهمية خاصة لمشاركة الرئيس الشرع في أعمال القمة، لأنها تشكل فرصة لأول لقاء يجمعه مع نظيره الروسي، وتدفع جهود الطرفين في مسار إعادة ترتيب العلاقات بما يضمن المصالح السورية والروسية.
وسبق زيارة الرئيس الشرع إلى موسكو زيارة قام بها الشهر الماضي إلى دمشق، نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك على رأس وفد حكومي موسع، لبحث الملفات التي تهم الطرفين.
وقبل ذلك قام وزيرا الخارجية المغتربين أسعد الشيباني والدفاع مرهف أبو قصرة بزيارة مهمة إلى موسكو، مهدت الطريق لتوسيع الحوار بين الجانبين.
كما استقبلت موسكو قبل أسبوع وفداً عسكرياً سورياً رفيعاً برئاسة رئيس الأركان علي النعسان، الذي أجرى جولة محادثات مع نائب وزير الدفاع يونس بيك يفكوروف ومسؤولين آخرين.
الوطن