العناوين الرئيسيةسورية

السويداء ليست للبيع.. لعبة الهجري تسقط أمام وعي الجبل

على الرغم من تأكيد الرئيس أحمد الشرع عدة مرات أن سوريا لا تقبل التقسيم ولا التجزئة، وكذلك التزام الدولة بحماية كل مواطنيها من كل المكونات، ومضيها بمحاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات من كل الأطراف، يسعى حكمت الهجري إلى سلخ محافظة السويداء عن الدولة السورية وتحويلها إلى “كانتون” يتحكم فيه مع مسلحيه.

نيات الهجري هذه ظهرت منذ عدة أشهر من خلال تصريحاته وبياناته التي تضمنت دعوات للتدخل الخارجي بما في ذلك العدو الإسرائيلي في سوريا بذريعة حماية أبناء طائفة المسلمين الموحدين الدروز من الحكومة السورية، وبدت أكثر وضوحاً وصراحة مع اندلاع الأحداث الأخيرة في السويداء والتي زاد اشتعال نيرانها عدم موافقته على كل الاتفاقات السابقة التي تضمنت بسط الدولة سيطرتها وهيبتها في المحافظة وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة.

حتى إن أحدث اتفاق تم الإعلان عنه أمس السبت وجرى التوافق عليه مع الهجري انقلب الأخير عليه، ضارباً بعرض الحائط كل المساعي الدولية بما فيها الأميركية لتهدئة الوضع في السويداء، وذلك برفضه اليوم دخول وفد حكومي رسمي برفقة قافلة المساعدات إلى السويداء، في تصرف لا يمكن تفسيره إلا بأن الهجري يريد إقامة دويلة داخل دولة، مدفوعاً بتحريض من إسرائيل التي يعلم القاصي والداني أنها لا تعمل ولا تتصرف إلا لتحقيق مصالحها الذاتية ومشاريعها التوسعية، ولا يهمها السوريين بكل انتماءاتهم الدينية والقومية.

وللموضوعية.. لا يسير جميع أبناء جبل العرب على خطا الهجري ومن حوله من مسلحين وبقايا فلول نظام الأسد البائد، ولا يؤيدونه في مساعيه، فمعظم أهل السويداء يؤكدون أن محافظتهم جزء من الوطن سوريا.

لعبة الهجري المكشوفة والقائمة على تخويف الأقليات من الحكومة السورية التي لطالما كرر في تصريحاته رفضه دخول مؤسساتها الأمنية والعسكرية إلى المحافظة، ساقطة داخلياً، فأبناء السويداء أغلبيتهم العظمى يؤكدون أنهم يريدون أن يعيشوا بأمان وبحقوق متساوية تحت مظلة الدولة.

أيضاً لعبة الهجري ساقطة خارجياً، والدليل على ذلك تأكيد 11 دولة عربية وإسلامية، خلال بيان مشترك، الخميس الماضي، على دعم أمن سوريا ووحدتها واستقرارها وسيادتها، ورفض كل التدخلات الخارجية في شؤونها.

خلاصة القول: مواقف وتوجه القيادة والحكومة السورية وتطورات الأحداث والتحركات ومواقف الحكومات العربية والإقليمية والدولية، كلها باتجاه سوريا واحدة موحدة ومنع تقسيمها، كما أن حماية السوريين بكل مكوناتهم وانتماءاتهم، هي مسؤولية الدولة التي تتحمل مسؤوليتها أيضاً تجاه أي انتهاكات وأخطاء، وليس مسؤولية من يبحث واهماً عن سلطة عبر دعم العدو الإسرائيلي، أما من يبحث عن سلطة موهومة بدعم من عدو خارجي، فلن يجني سوى العزلة، وسيبقى خارج السياق الوطني، لأن الشعب السوري قال كلمته: لا للكانتونات، لا للتقسيم، نعم لسوريا الموحدة تحت راية الدولة.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock