الشرع في أذربيجان.. لا حديث عن التطبيع، وكل القصة تتعلق باتفاق التهدئة

زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى أذربيجان ليست مجرد خطوة دبلوماسية تقليدية، بل تحمل في طياتها رسائل سياسية متعددة المستويات، بعضها معلن، وبعضها يُقرأ بين السطور.
فهي تأتي بعد عقود من الجمود في العلاقات بين سوريا وأذربيجان، والتي كانت شبه مجمّدة خلال حكم النظام السابق، وتمثل توجّه دمشق نحو تنويع شراكاتها الدولية بعيداً عن الاصطفافات الإيديولوجية القديمة.
وتُطرح أذربيجان اليوم كـ “منصة دبلوماسية مرنة”، تجمع بين علاقات قوية بإسرائيل وتنسيق سياسي مع تركيا، ما يجعلها نقطة عبور محتملة لأي تفاهمات غير مباشرة.
لكن ما نؤكده بثقة هو أن الرئيس الشرع لم يشارك في أي اجتماعات مع أي وفد إسرائيلي بأي مستوى، وما يُطرح بهذا الخصوص مجرد اجتهادات إعلامية، ناتجة عن إعلان دمشق المتكرر رغبتها في سياسة “صفر مشاكل” مع دول الجوار. وما تسعى إليه سوريا هو إلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها المتكررة والمدانة على الجنوب السوري.
الهدف المعلن– ولم يقل أحد إنه سر من الأسرار– من هذه القنوات هو إلزام إسرائيل باتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974، الذي انهار فعلياً بعد توغّل القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة وجبل الشيخ.
أما الآن، فالمعلن أيضاً أن التطبيع ليس مطروحاً على الطاولة… لكن التهدئة مطلوبة.
وتؤكد التصريحات الرسمية السورية أن الحديث عن اتفاق سلام مع إسرائيل “سابق لأوانه”. لذلك، تُفهم الجهود السياسية في أذربيجان كجزء من استراتيجية تهدئة، لا تطبيع، تهدف إلى وقف الانتهاكات الإسرائيلية وإعادة الالتزام باتفاقية 1974.
ما نراه أن السياسة السورية الجديدة لا تقوم على اللعب تحت الطاولة، وفي ذلك التزام من الدولة تجاه شعبها بالوضوح، بحيث لا تُستغل الشعارات الكبيرة لتحقيق أهداف وضيعة.
فهذه الزيارة تمثل ترجمة لسياسة سوريا في فتح آفاق بلا حدود مع القوى الإقليمية والدولية.
الوطن