العاني لـ”الوطن”: خيارات إنقاذ السويداء ممكنة وتتطلب قراراً شجاعاً من عقلاء المحافظة

رأى الكاتب والصحفي، سامر العاني، أن أهالي محافظة السويداء لا يستحقون أن يكونوا رهائن لمشاريع مشبوهة ولا أن يُستنزفوا باسم شعارات لا تخدمهم، لافتاً إلى أن ما يفعله حكمت الهجري هو إساءة لتاريخهم المشرّف.
وفي تصريح لـ”الوطن”، حذّر العاني “من أن الوقت يضيق، وخيارات الإنقاذ ما زالت ممكنة، لكنها تتطلب قراراً شجاعاً وتعاوناً من عقلاء السويداء قبل فوات الأوان”.
وأقدمت ميليشيات الهجري أول من أمس على خرق اتفاق وقف إطلاق النار بعد أكثر من عشرة أيام على التهدئة، وهو الأمر الذي تصدت له قوى الأمن الداخلي.
وقال العاني: بعد الضغوط الدولية التي تعرضت لها إسرائيل لوقف عدوانها، وما ترتب على مسار المفاوضات، يبدو أن الهجري لم يرضَ عن نتائج هذا المسار تجاه سوريا، لذلك أعتقد أنه أراد (من خرق اتفاق وقف إطلاق النار) إرسال رسالة مزدوجة إلى كل من الدولة السورية وإسرائيل مفادها أنه يمتلك القدرة على إثارة حالة من عدم الاستقرار في المنطقة إذا لم تتم تلبية جزء من مطالبه ضمن تلك المفاوضات”.
وحول رفض ميليشيات الهجري للجنة التحقيق في أحداث السويداء التي أعلن عنها وزير العدل مظهر الويس قال العاني: “بطبيعة الحال ضعف الحسابات الضيقة لمتزعم المجموعات الخارجة عن القانون تعكس تلك التصرفات، وأصبح من الواضح عدم حرصها الحقيقي على تحقيق العدالة”.
وأعتبر ان رفض الهجري وميليشياته للجنة التحقيق وتأكيدهم على لجنة دولية هو محاولة لتسييس القضية واستغلالها كورقة ضغط سياسية، بعيداً عن المسؤولية الوطنية، فضلاً عن رغبتهم في التهرب من المحاسبة، وربما حماية جهات أو أطراف متورطة، أو ببساطة محاولة لإطالة أمد الأزمة وتأجيج الانقسامات، بدلاً من التعاون الجدي للكشف عن الحقائق.
وعدّ العاني أن وراء مطالبة ميليشيات الهجري بفتح معتبر مع الأردن، ما هو أبعد من رغيف الخبز أو دواء مفقود كما يدّعي الهجري، معرباً عن اعتقاده أنها خطوة ذات أبعاد انفصالية ناعمة، تستبطن طموحاً لتكريس واقع مختلف في الجنوب السوري، خارج سلطة الدولة، وتحت غطاء شعبي وشعارات معيشية.
واعتبر أن رفع العلم الإسرائيلي في السويداء ليس تعبيراً عن حرية رأي، بل انحراف سياسي مرفوض، يمثل خيانة لتاريخ المنطقة وأهلها، ومبادئ السيادة الوطنية.
وأضاف: “من يتبنون هذا الخطاب أو يشجعونه، يكشفون عن أهداف نحو مشاريع انفصال وتفتيت تحت غطاء تحت غطاء دولة الاحتلال”.
وأوضح العاني أن “الانقسامات داخل ميليشيات الهجري حقيقة أصبحت واضحة، وهي ليست مجرد خلافات تنظيمية، بل مؤشر على أزمة عميقة في المشروع الذي يحاول الهجري فرضه على السويداء، ومع غياب رؤية وطنية جامعة، فإن الأمور مرشحة للتدهور، وعلى الهجري أن يدرك أنه ما لم يتم احتواء الوضع عبر حوار جاد يعيد الاعتبار للدولة، بعد تخليه عن المشاريع المشبوهة فالانهيار للميليشيا التي يقودها قادم لامحالة”.
واعتبر العاني أن مصير المجتمع الأهلي في السويداء بات مهدداً بالتمزق والتلاشي التدريجي، ما لم تتم استعادة سلطة الدولة بشكل فعلي، وإطلاق مسار مصالحة داخلية يوقف الفوضى ويعيد الأمور إلى نصابها الوطني.
موفق محمد