العبسي لـ”الوطن”: الانتخابات التشريعية ستفتح الباب أمام إعادة تشكيل هوية الدولة السورية ومستقبلها

أكد الأكاديمي والمحلل السياسي عصمت العبسي أن الانتخابات التشريعية الأولى بعد سقوط الأسد لا تمثل مجرد استحقاق دستوري، بل هي نقطة تحول تحمل في طياتها دلالات سياسية واجتماعية عميقة، وتفتح الباب أمام إعادة تشكيل هوية الدولة السورية ومستقبلها.
وأوضح العبسي في تصريح لـ”الوطن” أن الانتخابات كسرت الحلقة الاستبدادية، قائلاً:” بعد سنوات من القمع والاحتكار السياسي، تمثل هذه الانتخابات لحظة تحرر من إرث النظام السابق، وتؤسس لمرحلة جديدة من التعددية السياسية، وتمنح فرصة للشعب السوري كي يعيد بناء مؤسساته عبر صناديق الاقتراع، لا عبر السلاح أو التدخلات الخارجية” .
وأشار إلى أنه لأول مرة منذ عقود، تشارك أحزاب مدنية، وشخصيات مستقلة، وممثلون عن المجتمع المدني في السباق الانتخابي، ما يعكس تنوعًا سياسيًا غير مسبوق.
وأكد العبسي أن الانتخابات تمثل خطوة أولى نحو بناء نظام ديمقراطي، لكن التحديات الأمنية، والانقسامات المجتمعية، قد تعرقل هذا المسار. منوهاً بأن مشاركة وجوه جديدة في البرلمان قد تفتح ملفات الانتهاكات السابقة، وتدفع نحو مصالحة وطنية شاملة، موضحاً أن ارتفاع نسبة المرشحين من فئة الشباب والنساء يعكس تغيرًا في المزاج العام، ورغبة في تجديد الطبقة السياسية.
وقال:” البرلمان الجديد سيكون أمام مهمة شاقة لإعادة صياغة الدستور، وإصلاح القوانين، وبناء مؤسسات الدولة على أسس الشفافية والمساءلة، ورغم الزخم السياسي، تبقى الملفات الاقتصادية والمعيشية ضاغطة، وتتطلب حلولًا عاجلة من السلطة التشريعية الجديدة”.
وختم العبسي:” هذه الانتخابات ليست نهاية الطريق، بل بدايته، فالمسار الديمقراطي لا يُبنى في يوم، لكنه يبدأ بخطوة، وقد خطا السوريون تلك الخطوة أخيراً. هل ستكون صناديق الاقتراع بوابة نحو سوريا جديدة؟ الأيام القادمة وحدها ستجيب”.
منذر عيد