العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

العبسي لـ”الوطن”: زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن حدث استثنائي ستغير توازنات المنطقة

أكد المحلل السياسي عصمت العبسي أن زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن ولقاءه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العاشر من الشهر الحالي، تمثل حدثاً استثنائياً في مسار العلاقات السورية–الأميركية، إذ تحمل أبعاداً سياسية واقتصادية واستراتيجية تجعلها واحدة من أبرز المحطات في تاريخ العلاقات السورية–الأميركية ومؤشراً على بداية مرحلة جديدة في إعادة تموضع سوريا إقليمياً ودولياً.

وأوضح العبسي في تصريح لـ”الوطن”، أن الزيارة بما تحمله من رمزية لكونها الأولى لرئيس سوري إلى البيت الأبيض، تعكس اعترافاً أميركياً واضحاً بشرعية الحكومة السورية الجديدة بعد التحول السياسي الذي أعقب انتصار الثورة السورية وسقوط النظام البائد، كما تمثل إشادة صريحة بنجاح دمشق في الانتقال من مرحلة الانكفاء والعزلة إلى مرحلة الانخراط المدروس في النظام الدولي.

وأشار العبسي إلى أن دخول الرئيس السوري إلى البيت الأبيض ينطوي على دلالات متعددة تتصل بموقع سوريا في منظومة الأمن الإقليمي، وهو ما نوه إليه الرئيس الأميركي اليوم بقوله: “الرئيس السوري قد يأتي للبيت الأبيض وهو يعمل بجد، ورفعنا العقوبات عن سوريا من أجل منحها فرصة”، وهذا يعبر عن تحول في المقاربة الأميركية تجاه دمشق، من سياسة الضغط والعقوبات إلى نهج الحوار والتعاون المشروط بالمصالح المتبادلة.

وبيّن المحلل السياسي أن هذه الزيارة تتجاوز أبعاد الطابع البروتوكولي، لتصل إلى ملفات حساسة تتصدرها الاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب السوري والمفاوضات مع “قسد”، إضافة إلى الوضع في السويداء، لافتاً إلى أن التحركات الأميركية الأخيرة، بما فيها إعلان نية سوريا الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، تشير إلى تحول جذري في موقع دمشق من طرف مراقب إلى شريك أمني في مكافحة الإرهاب، لا بوصفها مصدر تهديد أو ساحة نفوذ متنازعاً عليها، وأكد أن من شأن هذا الانضمام أن يفتح الباب أمام تعاون أمني وعسكري مباشر بين الجانبين، ويعيد صياغة توازنات القوى في الشرق والشمال السوريين.

ورأى العبسي أن المفاوضات الأمنية مع إسرائيل التي تجري برعاية أميركية قد تفضي إلى صياغة تفاهمات أمنية جديدة تحد من التوغلات الإسرائيلية المتكررة، وتؤسس لمرحلة من الاستقرار بما يتيح لدمشق إعادة تركيز جهودها على ملفات الداخل، ولاسيما إعادة الإعمار والتنمية، مبيناً أن التفاهم الأميركي السوري المرتقب سيمنح دمشق أوراق قوة إضافية في حوارها مع “قسد” ويبدل قواعد التفاوض، ويضع الأخيرة أمام مراجعة جذرية لمواقفها السابقة تجاه اتفاق العاشر من آذار وهذا يعيد تشكيل ميزان القوى في شرق الفرات بما يخدم فكرة توحيد السلطة والإدارة ضمن الدولة السورية.

وأوضح المحلل السياسي أن الزيارة تحمل في طياتها مؤشرات واضحة على إمكانية رفع تدريجي للعقوبات الأميركية، وفي مقدمتها “قانون قيصر”، ما يفتح الباب أمام عودة سوريا إلى النظام المالي العالمي واستقطاب الاستثمارات الغربية والعربية، وهذا سيتيح للسوق السورية إعادة الاندماج في الاقتصاد الإقليمي والدولي، وبالتالي تعزيز فرص التعافي الاقتصادي والتنمية المستدامة.

وأكد العبسي أن نجاح زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن ستكون بداية مرحلة جديدة من الاستقرار والانفتاح والتنمية دون التفريط بالسيادة والثوابت الوطنية، وسيعيد لسوريا دورها المركزي في رسم معادلات الشرق الأوسط.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock