من الميدان

الغوطة الشرقية بين رسائل المصالحة والاستعدادات العسكرية

بدأت الغوطة الشرقية باستقبال رسائل محتواها اما سلمي “مصالحة” أو عسكري بحت ومن هنا عليها أن تختار، فالأيام القادمة ستحمل في طياتها تطورات لصالح انهاء ملف الغوطة الشرقية، وما حصل ويحصل في الريف الدمشقي يمكن ان يعتبر اشارة واضحة لتلك التطورات.

مصادر أهلية تحدثت لـ”الوطن أون لاين” عن قيام الدولة السورية بالتواصل مع أهالي ووجهاء بلدات الغوطة من اجل اقرار مصالحة شبيهة بمصالحة قدسيا والهامة.

وأكدت المصادر أن المفاوضات تجري مع وجهاء وليس “فصائل” حيث تلاقي دعما شعبيا متزايدا داخل الغوطة الشرقية وخاصة خلال الفترة الأخيرة، موضحة في الوقت نفسه عدم رغبة قادة بعض التنظيمات بتحقيق هذه المصالحة “لحسابات بعيدة كل البعد عن مصالح ابناء الغوطة” .

هذا الأمر ليس بغائب عن الجيش السوري الذي يعمل وفق مقتضيات اللحظة، فمن جهة تستكمل العملية العسكرية شمال دوما، حيث تمكن الجيش السوري من التقدم أكثر وأكثر في منطقة الريحان، كما انه سيطر، مؤخرا، على بلدة الميدعاني وطرق امداد المسلحين في المنطقة.

ومن جهة ثانية، وصلت معلومات عن حشود عسكرية كبيرة للجيش السوري في محيط الغوطة استعدادا لبدء عملية عسكرية شاملة تنهي ملفها “عسكريا”.

وبعد الانتهاء من معالجة ملفات الغوطة الغربية (المعضمية – داريا – خان الشيح) ومحيط دمشق الغربي والشمالي (قدسيا والهامة والتل)، بالاضافة لما نشرته تنسيقيات عن قبول المسلحين في جنوب دمشق بالتوجه الى “مصالحة عامة” فإن قرار الدولة السورية اتخذ لتأمين شرق العاصمة بشكل نهائي.

متابعون للوضع الميداني في سورية تحدثوا عن ضعف التنظيمات الموجودة داخل الغوطة الشرقية في مواجهة عملية عسكرية كبيرة، لافتين الى انه لا يمكن مقارنة تلك الفصائل ووضع المحيط (محيط الغوطة) بما عليه حال التنظيمات ووضع المحيط في حلب وريفها.

وأشار المتابعون الى أن افراغ مدينة التل من المسلحين يعني الكثير الكثير للمليشيات المسلحة المتواجدة في الغوطة الشرقية، ما زاد الخناق عليها وجعلها دون ذراع آمنة.

وشهدت الغوطة الشرقية خلال الفترة الماضية اقتتال فيما بين التنظيمات والفصائل حاولت على اثره الدول الراعية لهم ايقاف ذلك الاقتتال، الا ان القاعدة الشعبية التي “ملت” طالبت بايجاد حل سلمي لملف الغوطة الشرقية وبدأت “ولو بشكل خفي” بالعمل على ذلك.

الفترة القادمة ستكون حاسمة وعلى من هم داخل الغوطة الشرقية الاختيار ولعل “المصالحة” قد تكون الأنسب لكن الحل العسكري المدروس والشامل موجود الى حين الانتهاء من هذه القضية.

whatsapp-image-2016-12-03-at-9-20-53-pm

whatsapp-image-2016-12-03-at-9-20-53-pm1

whatsapp-image-2016-12-03-at-9-20-53-pm3

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock