العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

الكاتب شرف لـ”الوطن”: مصطلح “جبل باشان” خيانة للهوية والانتماء والتاريخ لحساب المشروع الإسرائيلي

أكد الكاتب والباحث في تاريخ وتراث حوران نضال شرف أن إطلاق تسمية “جبل باشان” على “جبل العرب”، في بيان حكمت الهجري اليوم، هو محاولة مكشوفة لسلخ المنطقة عن هويتها العربية والسورية، وتلبيسها لباساً غريباً على ثقافتها وتاريخها، مشيراً إلى أن مصطلح “باشان” هو تسمية تعود إلى الكنعانيين وتعني بلاد الخصب والخير، لكن التوراة سرقة الاسم من أصحاب الأرض الأصليين وتبنته في مسمياتها لإضفاء السيطرة والنفوذ على المنطقة.

وأوضح شرف في تصريح لـ”الوطن”، أن بيان الهجري يطفح بالكذب والتدليس، إذ إن الجبل تاريخياً كان يسمى جبل حوران، كما ورد في حوليات الملك الآشوري سلمناصر الثالث 859 قبل الميلاد، عندما غزا دمشق، وكان الشعراء العرب منذ الجاهلية يتغنون فيه ويسمونه أيضاً جبل الريان لكثرة العنب ومعاصره هناك، كما أطلق عليه جبل بني هلال نسبة إلى قبيلة هلال التي سكنت الجبل عقب هجرتهم من شبه الجزيرة العربية، بينما سمي جبل الدروز عقب أحداث 1860 لكثرة لجوء دروز لبنان إليه واستقبال العشائر العربية لهم، وبعد الاستقلال عن فرنسا سمي بجبل العرب.

وأشار الباحث إلى أن استخدام مصطلح “باشان” في بيان الهجري، ليس بريئاً ولا عفوياً، بل هو رسالة سياسية واضحة المعنى: إن الهجري يسعى لجعل السويداء جزءاً من المشروع الإسرائيلي في المنطقة، في محاولة خبيثة لتزوير التاريخ والجغرافيا والهوية الوطنية عبر مصطلحات دخيلة ذات مدلولات سياسية خطيرة.

وأوضح الكاتب أن الهجري، الذي جاء من مغتربه في بلاد ما وراء البحار، يحاول اليوم أن يمحو تلك الجذور ويستبدلها بمصطلحات توراتية تلمّع صورته أمام إسرائيل التي تمده بالدعم وتغذيه بالأوهام، متوهماً أن التلاعب بالأسماء يمكن أن يغير حقائق التاريخ والجغرافيا والانتماء.

وشدد شرف على أن من يزوّر الاسم يزوّر الانتماء، ومن يبدّل “جبل العرب” بـ“جبل باشان” إنما يعلن خيانته للتاريخ وللأرض ولدماء الأجداد الذين صانوا عروبة الجبل، وسيبقى جبل حوران عربياً، سورياً، وطنياً، رغم كل محاولات التشويه التي لن تنجح في اقتلاع جذوره الراسخة في قلب الوطن السوري.

وأعرب عن أسفه أن الهجري يدّعي الحرص على أبناء السويداء، وهو نفسه الذي جعل مدينتهم ساحة لصراع الميليشيات ومسرحاً للتصفيات والاقتتال الداخلي، وأداة رخيصة بيد الخارج لتمزيق وحدة البلاد، حيث تحولت السويداء، تحت سطوة ميليشياته، إلى منطقة تعاني من الفوضى والفقر والابتزاز، فيما تسرق مجموعاته المسلحة المساعدات التي تقدمها الدولة السورية لأهلها، وتحتكرها لخدمة مصالحها الضيقة.

ولفت الكاتب إلى أن بيان الهجري، هو محاولة يائسة للهروب من الفشل، بعد أن شاهد بنفسه كيف استعادت الدولة السورية حضورها القوي في الميادين السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، وكيف بدأ مشروعه الانفصالي يتهاوى أمام صمود السوريين ووحدتهم، وما مصطلح “جبل باشان” إلا ستار واهٍ يغطي انكشاف الارتباط الإسرائيلي لهذا المشروع، الذي لفظه أبناء السويداء الأحرار ورفضوا الانجرار خلفه.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن أون لاين
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock