سياسةعربي ودولي

اللا إنسانية الإميركية في أبشع صورها

أدركت الكثير من الدول خلال التعامل مع الإدارات الأميركية المتعاقبة على مر العقود السابقة، بشكل لا لبس فيه، عدم إنسانية الأغلبية العظمى من تلك الإدارات، بسبب السياسات غير القانونية وغير الأخلاقية التي تتبعها إزاء الدول الرافضة للسير في فلك سياستها وتنفيذ إملاءاتها.

واليوم إدارة الرئيس دونالد ترامب، تمارس أبشع صور عدم الإنسانية، بقرارها تعليق تمويل الولايات المتحدة لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بحجة قربها من الصين واتهامها لها بسوء إدارتها لأزمة تفشي وباء “كورونا” الذي اجتاح دول العالم وتجاوز عدد الإصابات به مليوني إصابة والوفيات أكثر من 150 الفاً.

لقد شنت كل تلك الإدارات الحروب ولا تزال بأشكال متعددة على الكثير من الدول بهدف إجبارها على الرضوخ لإملاءاتها وتنفيذ سياستها، فغزت العراق عسكرياً واحتلته بهدف نهب ثرواته، وفرضت إجراءات قسرية أحادية الجانب ضد إيران وسورية وفنزويلا وكوريا الديمقراطية وكوبا وغيرها من الدول من أجل تغيير الأنظمة فيها، على حين شنت حرباً اقتصادية ضد الصين وأخرى سياسية ضد روسيا، واليوم تشن إدارة ترامب حرباً ضد العالم بأسره من دون استثناء، بقرار تعليق تمويلها لمنظمة الصحة العالمية، في وقت يفرض فيه تفشي وباء “كورونا” عليها وعلى دول العالم أجمع زيادة هذا التمويل للمساعدة في مواجهة هذا الفيروس.

من الواضح، أن قرار إدارة ترامب وإن كان ظاهره مالياً، لكون بلاده قدمت ما نسبته 14,67 بالمئة من الميزانية الإجمالية للمنظمة للعامين 2018 و2019 والتي بلغت 5,62 مليارات دولار، إلا أن القرار لا يخلو من استغلال سياسي للدول في الأمم المتحدة إذا ما لوحظ النشاط المكثف والمتواصل للصين التي بلغت مساهمتها خلال السنتين المعنيتين ما نسبته 0,21 بالمئة من الميزانية الإجمالية للمنظمة، مع دول القارة الإفريقية بصورة خاصة والتي تحظى بأكبر المساعدات من منظمة الصحة العالمية.

اليوم وباء “كوفيد-19” يعصف بدول العالم قاطبة ومن بينها أميركا التي سجلت فيها نسبة إصابات ووفيات عالية، ورغم ذلك إدارة ترامب بقرارها تقول للعالم بوضوح إنها تفضل أن تموت البشرية كلها على أن تقوض هيمنة الولايات المتحدة السياسية.

أيا كانت حجج وذرائع إدارة ترامب لتعليق تمويل الولايات المتحدة لمنظمة الصحة العالمية، لا يمكن توصيف قرارها، إلا بحرب تستهدف العالم كله، والمطلوب من كل دوله التكاتف والتوحد ومواجهة هذه الحرب “الترامبية”.

الوطن –  موفق محمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock