العناوين الرئيسيةمحلي

الله .. و كورونا .. أين يد الله في كورونا ؟

بقلم : عبدالفتاح العوض

 

بدا الموضوع كما لو كان معركة جديدة بين المؤمنين و الملحدين … ومن بينهما !!

المؤمنون قالوا .. أرأيتم خلق الإنسان ضعيفاً وها هو فيروس لا نراه يركع كبار الدول ويجعل الناس كل الناس يختبئون في بيوتهم ويمنع التواصل بينهم وينشر بينهم الخوف والهلع بين الجميع .. الدول الكبرى والصغرى ..الغنية والفقيرة .. المتحضرة وغير المتحضرة .

إنها قدرة الله والفيروس خلق من خلقه وجند من جنده .و كل العلوم وكل إنجازات البشرية تقف عاجزة أمام فيروس وهو رسالة من الله تقول لكم إن ما لايعد من الفيروسات تعيش معكم و كل منها يمكن أن يكون كورونا آخر باسم آخر وسيقف العالم من جديد راكعاً أمامه وعاجزاً عن مواجهته .

وفي الآيات القرآنية وفي الأحاديث النبوية الكثير من الشواهد عن قدرة الله وعن عجز البشر .

وإن كل النصائح التي تقرونها إنما كانت جزءاً من تعاليم الأديان التي ابتعدتم عنها  … المؤمنون يقولون إنها رسالة من الله لمن طغوا وأفسدوا في الأرض وإن ما يجري عقاب الله لأهل الأرض وهو ابتلاء يعيشه العالم كله .

وحتى الأطباء عندما لا يجدون الحل فإنهم يلجؤون لله بشكل أو بآخر كما حدث في أحد مشافي بيروت عند رفض «مستشفى بيروت الحكومي» استلام تراب القديس شربل، من شابة قالت إنها رأت في المنام مار شربل يطلب منها تقديم الماء والتراب الى مرضى الكورونا، وأثيرت بعدها اتهامات متبادلة بين ساخر من دور القديسين في الشفاء من الفيروس المستجد، وبين مدافع شرس عن الدين ودوره في إنهاء الكورونا. ،  ثم عادت  الشابة الذهاب الى المستشفى.: واستلم مستشفى بيروت الحكومي تراب مار شربل.

ثم في الإسكندرية مظاهرة ضد كورونا جابت الشوارع تكبيراً ودعاء .

في الجانب الآخر يقول الملحدون … ها أنتم  تفرون من المساجد والكنائس و كل بيوت الله وتنتظرون العلماء ليكتشفوا لكم دواء و لقاحاً .. لا دعواتكم تجدي ولا صلواتكم تفيد وما من شيء ينقذ العالم سوى العلم يقول عالم الأعصاب وأستاذ علم النفس في جامعة باريس، ألبير مخيبر، إنّ “الخوف ليس أقوى من الإيمان على الإطلاق، على العكس، الهدف الأساسي من صوت الإيمان، هو تهدئة الخوف الأصلي عند كلّ الناس، أي الخوف من الموت.

الهدف الجوهري من الدين طمأنة الإنسان أنّه إن مات، سيفوز بحياة آخرة”.

وفي كتابه “دماغك يخدعك” ، يشرح كيف يتحايل الدماغ على الوقائع بما يناسبه.

في الأحداث الفاصلة وخاصة تلك التي تتعلق بالحياة و الموت تأتي الأسئلة الوجودية وتهتز قناعات وتتأرجح الأفكار عند كثير من البشر ..لكن في القضايا التي تتعلق بالإيمان والإلحاد فإن كل فريق يبدو كما لو أنه  في صراع مع النفس في هذه المرحلة يكاد كل شخص يرغب في ألا يكون على خطأ.

هل الأديان ما قبل كورونا ستكون مثل ما بعدها … قد يتغير العالم لكن السؤال هل تتغير عقائد البشر ؟  !

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock