اقتصادالعناوين الرئيسية

الليرة الجديدة.. رمز الاستقرار والسيادة ومعركة الوعي ضد الشائعات

في الوقت الذي يتحضر فيه الشارع السوري لمرحلة انتقالية نقدية كبرى، تبرز “الليرة الجديدة” ليس كأداة للتبادل فحسب، بل كعنوان لاستعادة الهوية الاقتصادية وترميم ثقة المواطن بمؤسساته. ويمكن وصفها بعملية “جراحية” دقيقة يقودها مصرف سوريا المركزي بدعم مالي ولوجيستي متكامل، وتهدف إلى وضع حد للاختلالات وتحصين العملة الوطنية بغطاء من الاستقرار والسيادة.

الدكتور عبد الرحمن محمد أستاذ التمويل والمصارف في كلية الاقتصاد في جامعة حماة نوه إلى أن العملة الوطنية تعتبر رمزاً من رموز السيادة الوطنية، حيث تعكس الهوية الاقتصادية والاجتماعية للدولة، وقال: بكل صراحة يأتي استبدال الليرة السورية كخطوة مهمة تتطلب جهوداً كبيرة وتعاوناً بين مختلف الجهات الحكومية والمجتمع، ولقد بذل مصرف سوريا المركزي جهوداً ملحوظة في الأشهر الماضية للتحضير لهذه العملية، مدعوماً من وزارة المالية، ما يعكس التزام الدولة بتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتعزيز الثقة بالعملة الوطنية.

وأشار في حديثه ل«الوطن» إلى أن  مصرف سوريا المركزي قام بعمل دؤوب للتحضير لاستبدال الليرة السورية، حيث تم وضع سياسات وإجراءات تهدف إلى ضمان نجاح هذه العملية، موضحاً أن هذه الجهود تشمل التوعية العامة بأهمية العملة الوطنية، وتقديم المعلومات اللازمة للمواطنين حول كيفية التعامل مع عملية الاستبدال، ما يعكس حرص المصرف المركزي على حماية الاقتصاد الوطني وتعزيز استقرار العملة.

دعم وزارة المالية

ولفت أستاذ الاقتصاد إلى أن وزارة المالية تأتي كداعم رئيس للمصرف المركزي في إجراءاته، حيث تعمل على توفير الدعم اللازم لضمان نجاح عملية الاستبدال، منوهاً بالتنسيق بين الوزارتين، الذي يعكس رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز الاستقرار المالي والنقدي في البلاد، وأنه من خلال هذه الشراكة، يمكن تحقيق نتائج إيجابية تعود بالنفع على جميع المواطنين.

وأشار أستاذ المصارف إلى أن  العملة الوطنية تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية، وهي تعكس قوة الدولة واستقلالها، موضحاً أن الليرة السورية ليست مجرد وسيلة للتبادل، بل هي رمز للفخر والاعتزاز لكل سوري.. لذا يجب على جميع المواطنين التمسك بها واستخدامها في تعاملاتهم اليومية، ما يعزز من قيمتها ويعكس التزامهم بدعم الاقتصاد الوطني.

مواجهة الشائعات

ويرى محمد أنه ورغم الجهود المبذولة، فإن عملية استبدال العملة تواجه تحديات كبيرة.. ومن الضروري أن يكون هناك وعي كامل من المواطنين وقطاع الأعمال بأهمية الالتزام بالتعليمات الصادرة عن مصرف سوريا المركزي، مؤكداً أن مواجهة الشائعات والتحديات تتطلب تعاوناً جماعياً، حيث يجب على الجميع أن يكونوا على مستوى الوعي المطلوب لضمان نجاح هذه العملية.

وختم بالقول: يمثل استبدال الليرة السورية خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقرار الاقتصادي والنقدي في البلاد، ويجب أن نفخر بليرتنا الجديدة ونعمل جميعاً على دعمها، فكل سوري له دور في تعزيز قيمة العملة الوطنية، ولنحرص على الالتزام بالتعليمات وعدم الانجراف وراء الشائعات، ولنتفاءل بمستقبل سوريا واقتصادها.. إذ إن العملة الوطنية ليست مجرد أرقام، بل هي رمز لسيادتنا واعتزازنا بوطننا.

محمد راكان مصطفى

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock