المدير التنفيذي في مركز “جسور”: زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن تجسيد للتموضع الجديد لسوريا

رأى المدير التنفيذي في “مركز جسور للدراسات”، وائل علوان، أن زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن، هي تجسيد للتموضع الجديد لسوريا.
وفي زيارة تاريخية هي الأولى لرئيس سوري، وصل الرئيس الشرع، أمس السبت، إلى واشنطن، ومن المقرر أن يلتقي خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
تأتي الزيارة في سياق سلسلة طويلة من النجاحات حققتها الدبلوماسية السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد البائد في الثامن من كانون الأول الماضي، إذ انفتحت سوريا الجديدة على محيطها العربي والإقليمي والدولي والعالمي، وأجرى الرئيس الشرع زيارات إلى عدد كبير من الدول بينها الولايات المتحدة الأميركية في أيلول الماضي حيث شارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وألقى كلمة من هناك، والتقى أيضا الرئيس ترامب.
وفي تصريح لـ”الوطن” قال علوان: إن “زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن، هي تجسيد للتموضع الجديد لسوريا الذي تنتقل فيه بشكل كامل من دولة متموضعة في المحور الشرقي وموالية للدول المناهضة للولايات المتحدة وحلفائها، إلى دولة حليفة لأميركا وحلفائها”، مشيراً إلى أن سوريا في عهد النظام البائد كانت مصنفة بشكل دائم بالنسبة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا على أنها دولة راعية للإرهاب والفوضى في المنطقة.
ووفق ما كان أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك، ينتظر أن توقّع دمشق خلال هذه الزيارة اتفاقاً للانضمام إلى “التحالف الدولي” الذي تقوده أميركا ضد تنظيم «داعش».
وأشار علوان في تصريحه إلى أن الرئيس الشرع هو أول رئيس سوري يزور واشنطن، والعلاقة بين البلدين ستكون علاقة شراكة تحت مظلة “التحالف الدولي” لمكافحة الإرهاب.
وستكون سوريا الشريك المحلي والإقليمي الرئيسي لمكافحة الإرهاب على مستوى المنطقة، وفق ما ذكر علوان الذي استبعد أن يكون هناك انسحاب أميركي من سوريا.
وأضاف: “على العكس ستعتمد الولايات المتحدة على شراكتها مع الحكومة السورية من أجل ضمان استقرار المنطقة انطلاقاً من استقرار سوريا، الأمر الذي سينعكس بشكل كبير جداً على مصالح تتحقق سريعاً للحكومة السورية والشعب السوري مرتبطة بالاستقرار والتنمية والازدهار وتبدأ برفع العقوبات، إلى المصالح المشتركة التي تسعى إليها أميركا وحلفائها في المنطقة”.
ولفت المدير التنفيذي في مركز “جسور” إلى أن هناك ااستمراراً في عملية فرض الاستقرار في الشرق الأوسط تقوم بها الولايات المتحدة وحلفاؤها ولاسيما دول الخليج العربي وتركيا، مشيراً إلى أن هذه العملية تحتاج إلى شراكة حقيقية مع سوريا، وهذه الشراكة لم يكن النظام البائد جاهزاً أو مستعداً أو راغباً أن يكون جزءاً منها، لذلك كانت سوريا أمام استحقاق هذا الانتقال السياسي الكبير بانهيار النظام البائد وقيام حكومة سورية جديدة تعيد تموضع سوريا وتعريف علاقاتها الخارجية وتموضعها الجديد على المستوى الإقليمي والدولي بما ينسجم مع مصالح سوريا ومصالح الاستقرار والازدهار فيها.
وتسعى الحكومة السورية إلى تأمين تمويلات لإعادة إعمار البلاد التي دمرت حرب النظام البائد على الشعب أجزاء كبيرة منها، والتي سبق أن قدر الرئيس الشرع كلفتها ما بين 600 – 900 مليار دولار.
وقبل أيام من زيارته إلى واشنطن وغداة رفع مجلس الأمن الدولي العقوبات عنه أيضاً، شطبت الولايات المتحدة الجمعة رسمياً اسم الرئيس الشرع من قائمة العقوبات.
ويتوقع أن يركز الرئيس الشرع في مباحثاته مع الرئيس ترامب على رفع جميع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا.
كما يتوقع أن يشمل النقاش بين الرئيسين المفاوضات بين دمشق وإسرائيل.
وأعلن الرئيس الشرع في أيلول الماضي أن المفاوضات مع إسرائيل تهدف إلى التوصل لاتفاق أمني تنسحب بموجبه إسرائيل من مناطق توغلت فيها في جنوب سوريا بعد سقوط نظام الأسد.
وسبق لترامب أن التقى الرئيس الشرع خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية في أيار الماضي. وكشف في حينه عن تحول كبير في السياسة الأميركية، قائلاً إنه سيرفع العقوبات الأميركية عن سوريا. ولاحقاً، أشار الرئيس ترامب إلى الرئيس الشرع، بقوله: «أعتقد أنه يبلي بلاء حسناً للغاية. إنها منطقة صعبة، وهو رجل قوي، لكن الأمور بيننا جيدة للغاية. وقد جرى إحراز تقدم كبير مع سوريا».
وقبل وصوله إلى واشنطن، شارك الرئيس الشرع في مؤتمر المناخ الأممي (كوب 30) في البرازيل.
الوطن