من الميدان

المواجهات بين “النصرة” و”الأحرار” تنذر بتفككهما

هددت المواجهات التي استعرت مجدداً اليوم السبت بين “جبهة النصرة”، التي غيرت اسمها إلى “جبهة فتح الشام”، وميليشيا “حركة أحرار الشام الإسلامية” بتفككهما بعد ورود أنباء عن انشقاقات طالت وستطول الفريقين المتنازعين على حواجز وقرى وبلدات أرياف ادلب.

ولم يكد حبر الاتفاق يجف بعد توسط “لجنة قضائية” لحل الخلاف بين “النصرة” و”الأحرار” وقضى بوقف إطلاق النار بينهما وتسليم المتحجزين والأسلحة المستولى عليها لدى الطرفين، حتى تجددت الاشتباكات في العديد من قرى جبل الزاوية وريف المحافظة الجنوبي ونسفت التفاهمات قبل أن تبدأ حركة انشقاقات أنذرت جسميهما العسكريين بمزيد من التفكك والانحلال، بحسب قول مصادر إعلامية مقربة من “أحرار الشام” لـ “الوطن أون لاين”.

وأكدت المصادر أن أربعة كتائب في “الأحرار”، وهي “ذو النورين” و”البراء” و”أسود الحرب” و”الصواعق” هددت بالانسحاب من الحركة الأم إذا استمرت قياداتها بالتحريض على “النصرة” وشن حرب على مقارها ومعاقلها في إدلب لليوم الرابع على التوالي.

وفيما خرج مقاتلو “النصرة” في مدينة إدلب بمظاهرة طالبوا فيها بإقامة الخلافة الإسلامية، انشق عضوان في مجلس الشورى الخاص بها وهما المسؤول الاقتصادي جهاد الشيخ والمسؤول العسكري السابق حمزة سندة في الوقت الذي تحدث تنسيقيات عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة ضمت “أحرار الشام” وجيش “المجاهدين” و”تجمع فاستقم كما أمرت” و”جيش الإسلام” و”صقور الشام” بهدف محاربة تنظيم “جند الأقصى” الذي حل نفسه في وقت سابق واندمج مع “النصرة” وقاد حملة اعتقالات ضد “الأحرار” خلال الأيام الفائتة وقبل شهرين.

وانتقد قائد “صقور الشام” أبو عيسى الشيخ في تغريدة له اليوم على تويتر “جند الأقصى” التي وصفها بـ “الشرذمة” وموقف “النصرة” التي وقف متفرجة على تعدياتها بحق بقية الميليشيات مثل “أحرار الشام” و”صقور الجبل” و”جيش إدلب الحر”.

واستمرت اليوم الاشتباكات بين “النصرة” و”الأحرار” في قرى جبل الزاوية وخصوصاً كفرنبل والبارة اللتان سيطرت عليهما الثانية ونشرت الأولى حواجز على الطرق المؤدية إليهما وصولاً إلى كنصفرة وقيمناس حيث سقط ضحايا مدنيون في المعارك الدائرة.

ورأى مراقبون لسير المواجهات في إدلب لـ “الوطن أون لاين” أن ما يجري على الأرض يهدد بتفكك ميليشيا “جيش الفتح” الذي يضم “النصرة” و”الأحرار” وهو الذي بسط سيطرته على إدلب بشكل شبه كامل في نيسان 2015 وشن ما سمي بـ “ملحمتي” حلب الأولى والثانية لفك الحصار عن مسلحيها في آب وتشرين الثاني الماضيين.

وكانت المواجهات بدأت بين الطرفين في قرية خربة الجوز الحدودية مع تركيا قرب جسر الشغور والتي سيطرت عليها النصرة ثم امتدت إلى ريف إدلب الغربي فالجنوبي قبل أن تشمل معظم قرى جبل الزاوية.

يذكر أن كانون الأول الماضي شهد انشقاق 16 فصيلاً عن “أحرار الشام” اندمجت تحت اسم “جيش الأحرار” بقيادة أبو عيسى الشيخ في مسعى لتشكيل نواة جسم عسكري جديد يضم “النصرة” إلا أن التوافقات الإقليمية والدولية حالت دون ذلك كما أدت موافقة فصائل على المشاركة في مباحثات الأستانة التي ستنعقد الاثنين المقبل إلى مزيد من التشرذم في صفوف الميليشيات المسلحة.

إدلب – الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock