أخبار كأس العالم

النسخة الثانية والعشرون لكأس العالم تتكلم لغة الضاد … المجموعة الثالثة.. التانغو متأهب وثلاثة طامحين لمرافقته

سيكون مونديال 2022 خاصاً للنجم ليونيل ميسي الذي يخوض التجربة المونديالية للمرة الخامسة والأخيرة وكله أمل أن يكون مونديال قطر حسن الختام لمسيرة ظافرة بكل ما لذّ وطاب للاعب العصر الذي ينقصه لقب المونديال، ومجموعة الأرجنتين تبدو بالمتناول وبإمكان البرغوث تسجيل عدد وافر من الأهداف يخوله اعتلاء قائمة الهدافين، وسيكون المنتخب السعودي على موعد مع ثلاث مواجهات تحدث للمرة الأولى له مونديالياً.

الأرجنتين.. شارك مبكراً وساد متأخراً

منتخب الأرجنتين أحد المنتخبات التي أطلقت شرارة المونديال وإليه ينتسب عملاقان رقصت على أنغامهما أجيال وتغنت بهما شعوب وهما ميسي ومارادونا، اللاعبان الأكثر إكمالاً للمراوغات الناجحة في كأس العالم (110 ميسي مقابل 105 مارادونا).

ومع ذلك انتظر قرابة نصف قرن ليسود العالم، وغاب أربع مرات عن محفل جول ريميه 1938 و1950 و1954 و1970 وثلاثة من الغيابات طوعية بسبب تجاهله في تنظيم البطولة، والمرة الوحيدة التي أخفق فيها التانغو بالعبور كانت 1970.

وفي بقية المشاركات حلّ ثانياً 1930 مقدماً هداف المونديال ستابيلي وحينها فاز على فرنسا بهدف ثم المكسيك 6/3 فتشيلي 3/1 وأميركا بنصف النهائي 6/1 وخسر أمام الأورغواي بهدفين لأربعة.

وخرج من الدور الأول 1934 بالخسارة أمام السويد 2/3.

و1958 بالخسارة أمام ألمانيا الغربية 1/3 وأمام تشيكوسلوفاكيا 1/6 وهي الخسارة الأثقل في تاريخه يوم انجرف لاعبوه للملذات وأفرغوا مخزونهم في بحر حب شقراوات السويد، وبينهما كان الفوز على إيرلندا الشمالية 3/1.

و1962 عندما فاز على بلغاريا بهدف وخسر أمام إنكلترا 1/3 وتعادل مع المجر سلباً.

وخرج من ربع النهائي 1966 يوم خسر أمام إنكلترا بهدف متأثراً بالنقص العددي بعد الفوز على إسبانيا 2/1 والتعادل مع ألمانيا سلباً والفوز على سويسرا بهدفين.

الكأس الجديدة شهدت حضوراً دائماً وبصمات تستحق الإشادة فعام 1974 خرج من دور المجموعات الثاني في نسخة ضعيفة فاز فيها على هاييتي 4/1 وخسر أمام بولندا 2/3 وتعادل مع إيطاليا 1/1 في الدور الأول، ثم خسر أمام هولندا برباعية والبرازيل 1/2 وتعادل مع ألمانيا الشرقية 1/1 في دور المجموعات الثاني.

وعام 1978 حاز اللقب بفضل عاملي الأرض والجمهور وقدّم الهداف كيمبس، ففاز على المجر وفرنسا 2/1 وخسر أمام إيطاليا بهدف، ثم استنهض قواه وفاز على بولندا 2/صفر وتعادل مع البرازيل سلباً ثم حقق المطلوب أمام البيرو بسداسية ليسود العالم بتجاوز هولندا 3/1.

وعام 1982 لم تكن النهاية على ما يرام بطرد مارادونا أمام السامبا بعد تلقي ثلاث هزائم أمام بلجيكا في الدور الأول بهدف ثم أمام إيطاليا والبرازيل في الدور الثاني 1/2 و1/3 وهذا لم يحصل لأي حامل لقب، وحقق انتصاري التأهل في دور المجموعات أمام المجر والسلفادور 4/1 و2/صفر على التوالي.

ولكن دييغو عاد قوياً 1986 وحقق اللقب فارتبطت البطولة باسمه بعد الفوز على كوريا الجنوبية 3/1 والتعادل مع إيطاليا 1/1 ثم الفوز على بلغاريا 2/صفر والأورغواي 1/صفر فإنكلترا وبلجيكا 2/1 وأخيراً ألمانيا الغربية 3/2.

وحافظت المجموعة ذاتها على قوامها وبلغت نهائي 1990 ولكن النهاية كُتبت بجزاء ألمانية ظالمة حددت اللقب، والعبور يومها كان بكثير من الحظ والمساعدة التحكيمية أمام السوفييت، فخسر أمام الكاميرون بهدف ثم تجاوز السوفييت بهدفين وتعادل مع رومانيا 1/1، ليبعد البرازيل بهدف ثم يوغسلافيا وإيطاليا بالترجيح بعد التعادل صفر/صفر و1/1 على التوالي.

عام 1994 خرج مارادونا من الباب الخلفي بفعل مؤامرة الكشف عن المنشطات فخرج منتخبه من دور الـ16 أمام رومانيا 2/3 متأثراً نفسياً بما حصل مع الأيقونة، والبداية كانت ترويض اليونان برباعية ونيجيريا 2/1 ثم الخسارة أمام بلغاريا بهدفين.

عام 1998 خرج على يد الطواحين بربع النهائي 1/2 بعد تجاوز الإنكليز بالترجيح إثر التعادل 2/2 والبداية كانت بالعلامة الكاملة في دور المجموعات بمواجهة اليابان وجامايكا وكرواتيا 1/صفر و5/صفر و1/صفر توالياً.

والمفاجأة الصارخة حصلت 2002 عندما ودّع باتيستوتا ورفاقه من دور المجموعات بعدما دخل باتيستوتا نفسه التاريخ بكونه الوحيد الذي افتتح أهداف منتخبه في ثلاث نسخ واللافت أنها متتالية، فبعد الفوز على نيجيريا بهدف خسر أمام إنكلترا بجزاء ثم كان التعادل الخاسر 1/1 مع السويد.

عام 2006 حالت ركلات الترجيح بينه وبين المربع الذهبي بعدما كان أجدر من الألمان والوصول يومها كان بعد تجاوز المكسيك في الدور الثاني 2/1 بالتمديد والصدارة في دور المجموعات بتجاوز الأفيال 2/1 والصرب 6/صفر والتعادل السلبي مع الطواحين.

وعام 2010 طرده الألمان أنفسهم شر طرد برباعية هي الأثقل للتانغو في الأدوار الإقصائية بعد صدارة مجموعته بالعلامة الكاملة أمام نيجيريا 1/صفر وكوريا الجنوبية 4/1 واليونان 2/صفر ثم العبور السهل لمحطة المكسيك 3/1.

والألمان ذاتهم حرموا ميسي الزعامة عام 2014 وتلك كانت أفضل مشاركات البرغوث حيث فاز على البوسنة 2/1 وإيران 1/صفر ونيجيريا 3/2 وسويسرا وبلجيكا بهدف ثم هولندا بالترجيح بعد التعادل السلبي.

وفي النسخة المنصرمة ظهر الأرجنتينيون عاديين في دور المجموعات وتجاوزوه بعد عناء بالفوز على نيجيريا 2/1 والتعادل مع آيسلندا 1/1 والخسارة أمام كرواتيا بثلاثية، ثم بادلوا الفرنسيين أدوار التقدم، ولكن التفوق الفرنسي كان مبيناً في دور الـ16 رغم تسجيل ثلاثة أهداف، ولم يحصل أن خسر منتخب التانغو عندما يسجل ثلاثة أهداف.

لعبت الأرجنتين 81 مباراة في النهائيات ففازت في 43 مباراة مقابل 15 تعادلاً و23 خسارة والأهداف 137/93.

عميد لاعبيه ليونيل ميسي بـ164 مباراة وهو ذاته الهداف التاريخي بـ90 هدفاً.

السعودية.. شعاع البداية لم يتكرر

الأخضر السعودي آخر المنتخبات العربية التي كتبت الظهور في كأس العالم، وكان ذلك عام 1994 بعدما سبقته منتخبات مصر والمغرب وتونس والجزائر والكويت والعراق والإمارات، وذاك الوصول كان منطقياً بعد ريادة القارة لنسختين متتاليتين 1984 و1988 والنقاد يرون أنه تأخر بركب الموندياليين عما كان متوقعاً.

واللافت أن شعاع المشاركة الأولى ببلوغ الدور الثاني عن جدارة لم يتكرر، وهذا بعهدة المدرب الفرنسي هيرفي رينار الذي وضع بلوغ المونديال القطري هدفاً ونجح رافضاً إضاعة الوقت في بطولة كأس العرب التي غادرها الأخضر من دور المجموعات.

ورغم كونه آخر المنتخبات العربية التي بلغت المونديال ولكنه يظهر للمرة السادسة كأكثر منتخبات لغة الضاد ظهوراً إضافة للمغرب وتونس.

والميزة السلبية أنه تلقى الأهداف في جميع مبارياته المونديالية باستثناء الفوز على بلجيكا بهدف عام 1994.

في الحضور الأول 1994 الذي كان بمنزلة التكريم لماكينة سعودية تهديفية لم تتكرر عنوانها ماجد عبد اللـه ظهر الأخضر بصورة مشرفة، فخسر في الوقت القاتل أمام هولندا 1/2 وفاز على المغرب 2/1 وعلى بلجيكا بهدف ثم خسر أمام السويد في دور الستة عشر بهدف لثلاثة، والتسجيل في المباريات الأربع دليل قوة وجدارة بالتأهل.

والتأهل من المشاركة الأولى دليل جاهزية وحضور.

وهدف سعيد عويران بمرمى بلجيكا الذي يعد من بين الأجمل في تاريخ المونديال دليل نجومية.

في الحضور الثاني 1998 لم يكن الأخضر قادراً على المقارعة فخسر بصعوبة أمام الدانمارك بهدف وبقسوة أمام فرنسا برباعية وتعادل مع جنوب إفريقية في مباراة هامشية 2/2 بفضل ركلتي جزاء.

في المشاركة الثالثة 2002 ظهر الأخضر يائساً وبائساً ولم يقنع أداء إلا أمام الكاميرون، فزُلزل بثمانية أهداف أمام المانشافت كأثقل خسارة مُني بها منتخب عربي مونديالياً، وانهزم أمام الكاميرون بهدف وأمام جمهورية إيرلندا بثلاثية عاجزاً عن التسجيل في النسخة الأسوأ للأخضر.

والرقم السلبي يخص الحارس محمد الدعيع بارتفاع عدد الأهداف التي تلقاها إلى 25 كرقم قياسي إلى جوار المكسيكي كارباخال.

في المشاركة الرابعة 2006 تعادل مع تونس بهدفين لمثلهما والفائز الأكبر يومها سامي الجابر الذي انفرد بميزة كونه العربي الوحيد الذي سجل في ثلاثة مونديالات، ومن بين قلة سجلت في مونديالين يفصل بينهما 12 عاماً.

ثم خسر بقسوة أمام أوكرانيا برباعية نظيفة وأمام إسبانيا بهدف.

في المشاركة الخامسة ظهر مهزوزاً في لقاء الافتتاح أمام المضيف الروسي الذي استغل الموقف وفاز بخماسية، ثم تماسك قبل أن يخسر أمام الأورغواي بهدف، وواصل التحسن بالفوز على ابن جلدته منتخب مصر بهدفين لهدف مع ركلة جزاء ضائعة، فتكلم بلغة الفوز بعد 12 مباراة عنوانها الخسارة والتعادل.

اليوم يتطلع الشارع الرياضي السعودي لنسخ إيجابيات المشاركة الأولى مع جيل لا يقل نجومية بوجود ياسر الشهراني ومحمد البريك وسلمان الفرج وسالم الدوسري وفهد المولد وعبد اللـه عطيف.

التصفيات الخائبة

بالعودة إلى إخفاقات التصفيات للمنتخب السعودي فقد بدأت الحكاية 1978 عندما جاءت خلف إيران وقبل سورية.

وفي تصفيات 1982 تصدر المرحلة الأولى فوق العراق وقطر والبحرين وسورية ولكنه في مرحلة الحسم كان جسر عبور، واتهم بتمرير خمسة أهداف نيوزيلندية أبعدت الصين بفارق الأهداف.

وفي تصفيات 1986 ارتفع سقف الطموحات بعد زعامة القارة ولكنه سقط في الخطوة الأولى أمام الإمارات في واحدة من مفاجآت التصفيات.

وفي تصفيات 1990 تجاوز سورية واليمن ولكنه لم يقوَ على الصمود في مجموعة الحسم النهائية أمام الشمشون الكوري والأبيض الإماراتي وسبقه أيضاً العنابي والتنين وجاء فقط قبل كوريا الديمقراطية.

وجاء السقوط مؤلماً في تصفيات 2010 لأنه كان بحاجة للفوز على كوريا الشمالية في السعودية فتعادل، ثم خرج على يد البحرين في الملحق.

وفي تصفيات 2014 ظهر المنتخب السعودي ضعيف الحيلة، فبعد تجاوز هونغ كونغ احتل المركز الثالث بين أربعة في المرحلة التالية وراء أستراليا وعُمان وقبل تايلند وقد حقق فوزاً وثلاثة تعادلات وخسارتين ولم يصل إلى المحطة الحاسمة التي بلغها بانتظام منذ تصفيات 1990.

خاض الأخضر 16 مباراة في كأس العالم ففاز بثلاث مقابل تعادلين و11 خسارة والأهداف 11 له و39 بمرماه.

عميد لاعبيه محمد الدعيع بـ178 مباراة وهدافه التاريخي الرمز السعودي بالإجماع ماجد العبد اللـه ب72 هدفاً.

المكسيك.. إنجاز الاستضافة استثناء

منتخب المكسيك مواظب على الحضور في نهائيات المونديال منذ 1994 فضلاً عن كونه أول من استضاف البطولة مرتين، وكان طرفاً في الافتتاح خمس مرات كرقم قياسي بينها النسخة الأولى، ولكن بلوغ ربع النهائي كان حده الأقصى وحدث ذلك مرتين عند الاستضافة 1970 و1986 ومن سوء حظه مواجهة عملاقين أوروبيين بلغا النهائي في المرتين وهما إيطاليا وألمانيا الغربية.

هناك ومضتان فرديتان للمكسيك تتمثلان بالحارس أنطونيو كارباخال أول من حضر في خمس نسخ بداية من 1950، ومواطنه رافائيل ماركيز الذي حضر في خمس مشاركات ارتدى شارة القيادة في مباراة على الأقل خلال النسخ الخمس بداية من 2002.

والومضة الأهم أنه إلى جانب البرازيل المنتخبان الوحيدان اللذان تجاوزا دور المجموعات في النسخ السبع الأخيرة.

وبالعودة إلى المشاركات المكسيكية نجد أنها غابت عن نهائيات 1934 عندما ارتضت خوض مباراة فاصلة مع أبناء العم سام وخسرت 2/4، و1938 بسبب الانسحاب من التصفيات، وعامي 1974 و1982 لإخفاقها في التصفيات، و1990 بسبب استبعادها.

وودعت من دور المجموعات سبع مرات:

1930 بثلاث هزائم أمام فرنسا 1/4 والأرجنتين 3/6 وتشيلي صفر/3.

و1950 بثلاث هزائم أيضاً أمام البرازيل صفر/4 ويوغسلافيا 1/4 وسويسرا 1/2.

و1954 بهزيمتين من مباراتين أمام البرازيل صفر/5 وفرنسا و2/3.

و1958 بتعادل مع ويلز 1/1 وخسارتين أمام السويد صفر/3 والمجر صفر/4.

و1962 بفوز على تشيكوسلوفاكيا 3/1 بعد هزيمتين أمام البرازيل صفر/2 وإسبانيا صفر/1.

و1966 بتعادلين مع فرنسا 1/1 والأورغواي صفر/صفر وبينهما خسارة أمام إنكلترا بهدفين.

و1978 بثلاث هزائم أمام تونس وبولندا 1/3 وأمام ألمانيا الغربية بسداسية.

ولا يتفوق عليها في هذا الجانب السلبي (الخروج من دور المجموعات) سوى كوريا الجنوبية وإسكتلندا اللذين خرجا ثماني مرات.

وخرجت من دور الـ16 أعوام 1994 على يد بلغاريا بالترجيح بعد التعادل 1/1 وفي دور المجموعات خسرت أمام النرويج بهدف وفازت على إيرلندا 2/1 وتعادلت مع إيطاليا 1/1.

و1998 على يد ألمانيا بعد أداء كبير 1/2 وتجاوزت دور المجموعات بالفوز على كوريا الجنوبية 3/1 والتعادل مع بلجيكا وهولندا 2/2.

و2002 أمام الولايات المتحدة بهدفين بعد صدارة مجموعتها بالفوز على كرواتيا 1/صفر والإكوادور 2/1 والتعادل مع إيطاليا 1/1.

و2006 و2010 أمام الأرجنتين 1/2 و1/3 وفي الأولى جاءت خلف البرتغال بالخسارة أمامها 1/2 والفوز على إيران 3/1 والتعادل مع أنغولا سلباً.

وفي الثانية جاءت خلف الأورغواي بالخسارة أمامها صفر/1 والتعادل مع جنوب إفريقيا 1/1 وتجاوز فرنسا بهدفين.

و2014 أمام هولندا بشكل غريب وجاءت ثاني مجموعتها خلف البرازيل بالتعادل معها سلباً والفوز على الكاميرون وكرواتيا 1/صفر و3/1.

و2018 أمام البرازيل صفر/2 بعد التأهل خلف السويد بالخسارة أمامها صفر/3 والفوز على ألمانيا وكوريا الجنوبية 1/صفر و2/1.

المكسيك في الكأس القديمة جسر عبور وفي الحديثة تتجاوز دور المجموعات باستثناء 1978، واللافت أنها انتظرت حتى 1958 لتحصد نقطتها الأولى، وحتى 1962 لتفوز، وحتى 1966 لتحافظ على نظافة شباكها في إحدى المباريات.

ولُوحظ أنها خسرت كل مبارياتها في أربع نسخ 1930 و1950 و1954 و1978 أكثر من أي منتخب آخر.

تبقى نسخة 1986 الأفضل حيث فصلت ركلات الترجيح بينها وبين نصف النهائي يوم واجهت المانشافت، وتلك كانت البطولة الوحيدة التي غادرها التريكيلور من دون خسارة، ومادمنا نتحدث عن ركلات الترجيح فقد عاندتها في أول أدوار الإقصاء 1994 أمام بلغاريا.

ورغم خروجها أمام المانشافت 1998 والأرجنتين 2006 وهولندا 2014 فقد قدمت في المرات الثلاث مباريات عالية المستوى، وكان ممكناً تأهلها لولا سوء الطالع رغم كونها غير مرشحة وكانت قد افتتحت التسجيل في المرات الثلاث.

في النسخة الجديدة تأهلت من بوابة المركز الثاني للتجمع النهائي متأخرة عن كندا بفارق الأهداف ولكل منهما 28 نقطة، وتقدمت على أميركا وكوستاريكا وبنما وجامايكا والسلفادور وهندوراس، وهي قادمة لتسجيل بصمة جديدة، وطموحها بلوغ ربع النهائي حدها السابق والتطلع لاقتحام المربع الذهبي للمرة الأولى في تاريخها.

إخفاقات التصفيات

إذا تجاهلنا حكاية المباراة أمام أميركا 1934 فإن المكسيك انسحبت من تصفيات 1938 وحُرمت من خوض تصفيات 1990 وأخفقت في عبور التصفيات 1974 عندما تأهلت هاييتي لتمثل القارة رغم فوز المكسيك عليها في التجمع النهائي 1/صفر في المباراة الأخيرة.

وعجزت عن عبور تصفيات 1982، إذ أنها تجاوزت أميركا وكندا بادئ الأمر ولكنها في التجمع النهائي سبقتها السلفادور وهندوراس.

لعبت 57 مباراة ففازت بـ16 مباراة مقابل 14 تعادلاً و27 خسارة والأهداف 60/98.

عميد لاعبيها كلاوديو سواريز بـ177 مباراة وهدافها التاريخي خافير هيرنانديز بـ52 هدفاً.

بولندا.. يد ليفا لا تصفق وحدها

منتخب بولندا صاحب بصمة وحضور في كأس العالم بين 1974 و1982 عندما احتل المركز الثالث مرتين وخرج من دور المجموعات الثاني في المرة الثالثة، ليأتي الحضور الأخير في القرن العشرين بين نخبة الكون ممزوجاً بين إنجاز عبور دور المجموعات والخروج بنتيجة قاسية أمام البرازيل.

وبالعودة لسنوات العز نجد أن بولندا حققت ستة انتصارات في مونديال 1974 وهذا لم يحققه من غير المتوّجين إلا هولندا 2010 وإيطاليا 1990، وجاءت الانتصارات على الأرجنتين 3/2 وهاييتي 7/صفر وإيطاليا 2/1 ثم السويد 1/صفر ويوغسلافيا 2/1 وأخيراً البرازيل 1/صفر في المباراة الترتيبية بعد الخسارة أمام المانشافت بهدف في مباراة تحديد المتأهل للنهائي، والثمرة الفردية لذلك المونديال تصدر لاتو قائمة الهدافين بسبعة أهداف، والحارس توماشيفسكي تصدى لركلتي جزاء كأول من يحقق ذلك في كأس العالم وكان ذلك أمام السويد وألمانيا.

جيل لاتو وجاراماش وداينا وبقية القائمة استمر مقبولاً في مونديال الأرجنتين 1978 فتصدر المجموعة الثانية بالتعادل مع ألمانيا صفر/صفر ثم الفوز على تونس بهدف والمكسيك 3/1 وجاء دور المجموعات الثاني ليشهد الخسارة أمام الأرجنتين والبرازيل صفر/2 و1/3 وبينهما الفوز على البيرو بهدف.

والإنجاز الفردي أن لاتو اللاعب الوحيد الذي سجل بمرمى البرازيل في مونديالين مختلفين.

وفي مونديال 1982 عاد ليخوض المباراة الترتيبية ويتفوق على الديوك 3/2 بعد صدارة المجموعة الأولى بالتعادل مع إيطاليا والكاميرون سلباً والفوز الكاسح على البيرو 5/1، وتجدد التألق في دور المجموعات الثاني يوم تكفل بونيك بهزيمة بلجيكا بثلاثية ثم كانت نقطة التعادل السلبي بطعم التأهل أمام السوفييت الأقوياء، ولكن باولو روسي سجل هدفي اللقاء واضعاً حداً للأحلام البولندية في نصف النهائي يوم غاب بونيك بفعل البطاقات ويا له من غياب مؤثر لم يكن بالزمان والمكان المناسبين!

وفي المكسيك 1986 ظهر الأداء منخفضاً رغم عبور دور المجموعات مبكراً بالتعادل مع المغرب صفر/صفر والفوز على البرتغال بهدف لتأتي الخسارة أمام إنكلترا بهاتريك لينيكر ثم الاستسلام أمام البرازيل برباعية انتهت معها الحكاية.

وخلال الألفية الجديدة عادت لتحضر في المونديال الآسيوي 2002 ولكنها خرجت مبكراً بالخسارة أمام كوريا الجنوبية صفر/2 والبرتغال صفر/4 والفوز غير المجدي على الولايات المتحدة 3/1.

ولم تختلف الصورة في المونديال التالي 2006 يوم ودّعت من دور المجموعات بالخسارة أمام الإكوادور صفر/2 وألمانيا صفر/1 ولم يكن الفوز على كوستاريكا 2/1 إلا شرفياً.

وفي المونديال الروسي 2018 ارتفع سقف الطموحات بوجود هداف عبقري استطاع احتكار كل الأرقام البولندية الممكنة من حيث الحضور الدولي والتسجيل، ولكن الخروج من دور المجموعات كان تطبيقاً منطقياً لمقولة يد واحدة لا تصفق، وكانت نتائجه الخسارة أمام السنغال وكولومبيا 1/2 وصفر/3 والفوز على اليابان بهدف.

ويبقى الحضور الأول 1938 مرتبطاً بالنجم فيلموفسكي الذي سجل سوبر هاتريك بمرمى البرازيل يوم خسر البولنديون بخمسة أهداف لستة ليكون اللاعب الوحيد الذي سجل أربعة أهداف وخسر منتخبه.

مونديالات القحط

بعد التأهل المقرون بالبصمة أربع مرات متتالية بداية من 1974 جاء الغياب منطقياً أعوام 1990 و1994 و1998، ولم يكتب لها التأهل لمونديالي 2010 و2014 بعد استضافة اليورو 2008 كاتبة الظهور الأول في الكرنفال الأوروبي.

وها هي تكتب التأهل مجدداً بمكرمة الفيفا الذي فرض عقوبة على روسيا رداً على الحرب ضد أوكرانيا على أمل أن يكون ليفاندوفسكي الأمل والمرتجى.

وبالعودة لسنوات القحط فكانت كثيرة بداية من نسخة 1930 عندما كان الغياب طوعياً ثم 1934 بالخسارة أمام تشيكوسلوفاكيا مرتين، ولم تشارك في تصفيات 1950، ثم انسحبت من تصفيات 1954.

وفي تصفيات 1958 خسرت البطاقة بمباراة فاصلة لمصلحة السوفييت في المجموعة التي ضمت فنلندا أيضاً.

وفي تصفيات 1962 خسرت وتعادلت أمام يوغسلافيا.

وفي تصفيات 1966 جاءت ثالث مجموعتها خلف إيطاليا وإسكتلندا وقبل فنلندا.

وفي تصفيات 1970 حلّت ثاني مجموعتها وراء بلغاريا وقبل هولندا ولوكسمبورغ.

وفي تصفيات 1990 جاءت ثالث مجموعتها بعد السويد وإنكلترا وقبل ألبانيا.

وفي تصفيات 1994 حلّت رابع مجموعتها بعد النرويج وهولندا وإنكلترا وقبل تركيا وسان مارينو.

وفي تصفيات 1998 جاءت ثالثة بعد إنكلترا وإيطاليا وقبل جورجيا ومولدوفا.

وفي تصفيات 2010 استقرت خامس مجموعتها بعد سلوفاكيا وسلوفينيا وتشيكيا وإيرلندا الشمالية وقبل سان مارينو.

وفي تصفيات 2014 حلّت رابع مجموعتها بعد إنكلترا وأوكرانيا والجبل الأسود وقبل مولدوفا وسان مارينو.

شاركت 8 مرات في النهائيات وخاضت 34 مباراة ففازت بـ16 مباراة مقابل 5 تعادلات و13 خسارة والأهداف 46 لها و45 بمرماها.

عميد لاعبيها ليفاندوفسكي بـ134 مباراة وهدافها التاريخي ليفاندوفسكي ذاته بـ76 هدفاً.

محمود قرقورا – الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock