عربي ودولي

النصرة تدير ظهرها لمقررات “الأستانة”

تشير المعطيات والأخيار الواردة من ادلب إلى أن “جبهة النصرة”، التي تقود ما تبقى من “هيئة تحرير الشام”، غير آبهة بما سينتج عن مفاوضات “الأستانة” في جولتها الحالية السادسة التي تختتم اليوم الجمعة والتي ستدرج المحافظة على قائمة مناطق “تخفيف التصعيد” بما يعنيه ذلك من تفاهمات بين روسيا وتركيا وإيران كدول ستتولى ستنشر مراقبين للإشراف على وقف اطلاق النار فيها بصفتها دولاً ضامنة للاتفاق.

وأوضحت مصادر متطابقة أهلية ومعارضة مقربة من ميليشيات مسلحة تناهض “النصرة” في ادلب لـ “الوطن أون لاين” أن الأخيرة تعمل على الأرض وكأنها لا تتوقع حدثاً “غير متوقعاً” يستهدف النيل منها وأنها غير معنية بقرارات “الأستانة” والتي قد يتمخض عنها نشوء تحالفات عسكرية داخل ادلب لمحاربتها برعاية تركية وحلف تركي روسي لشن هجمات ضدها والقضاء عليها.

وعلى الرغم من الانشقاقات المتتالية في صفوف حلفاء “النصرة” في “تحرير الشام”، وخصوصاً “جيش الأحرار” الذي انفصل عنها الأربعاء ويعد اكبر فصيل في الهيئة بعدها، ومقتل واستقالة شرعيين فيها أبرزهم السعودي عبد الله المحيسني إلا ان فرع تنظيم القاعدة في سورية يكابر ويغتر بنفسه ويعتقد أن بمقدوره مجابهة التحالفات الإقليمية والدولية ضده والاحتفاظ بالسيطرة على معظم مساحة المحافظة التي استولى عليها نهاية تموز الماضي عقب دحره لميليشيا “حركة أحرار الشام الإسلامية” من أهم معاقلها، وفق قول المصادر.

وتضيف المصادر بأن “النصرة”، وعلى الرغم من استنفارها، لا تزال تدير ادلب متسلطة لا تكترث بالمتغيرات التي عصفت بينتها العسكرية والتنظيمية اثر حركة الانشقاقات ونزعة تركيا لتشكيل تحالف ميليشيات تقوده “أحرار الشام” لطردها من المناطق التي استولت عليها منها وتحجيمها في جميع مناطق نفوذها في المحافظة تمهيداً للقضاء عليها لتجنيب ادلب تدخلاً دوليا هددت به واشنطن التي تقود “التحالف الدولي” أو عملاً عسكرياً وشيكاً وجاداً ومشتركاً من روسياً تركياً لفرض منطقة “خفض التصعيد” الرابعة فيها.

وأكد مصدر إعلامي معارض مقرب من “النصرة” لـ “الوطن اون لاين” بأنها لا تثق بجدية التسريبات الأخيرة التي نشرها أحد مراكز البحث التركية وتحدثت عن تقسيم ادلب إلى ثلاث مناطق نفوذ تتقاسمها تركيا وروسيا وميليشيات معارضة إسلامية وما يعنيه ذلك من تأليف تحالفات داخلية وخارجية تفرض التدخل ضد “النصرة” وحلفائها المتبقين معها في “تحرير الشام” المهددة بأفول نجمها نهائياً على خريطة السيطرة السورية في ادلب، التي تضم أكبر عدد من مقاتليها، كمرحلة أولى.

وتوقع المصدر أن تبدأ أولى خطوات تطبيق مقررات الجولة الجديدة من “ألأستانة” بتحييد وعزل “النصرة” داخل ادلب من الميليشيات المتحالفة والتابعة لأنقرة تمهيداً لتنفيذ خطوات اخرى لاحقة تبدأ باستهداف مقارها ومعاقلها وقبل نشر مراقبين لتطبيق منطقة “خفض التصعيد” ربما.

ادلب- الوطن أون لاين

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock