من الميدان

الهدوء الحذر يتواصل شمالاً.. و«عمليات انغماسية» اعتراضاً على تقارب أنقرة من دمشق! الجيش يردع خروقات إرهابيي حلب وإدلب

> علاء قويدر:
الهدوء الحذر يتواصل شمالاً.. و«عمليات انغماسية» اعتراضاً على تقارب أنقرة من دمشق!
الجيش يردع خروقات إرهابيي حلب وإدلب
| حماة- محمد أحمد خبازي
دمشق- الوطن- وكالات

رد الجيش العربي السوري على خروقات وقف إطلاق النار من قبل الإرهابيين في ريفي حلب الغربي وإدلب الجنوبي والشرقي، وكبدهم خسائر بشرية وعسكرية كبيرة، في وقت برّر متزعمو الإرهابيين المتحالفين مع تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي «العمليات الانغماسية» المزعومة داخل خطوط تماس جبهات المحافظتين بأنها اعتراض على التقارب الذي تبديه أنقرة تجاه دمشق!
ووسط هدوء حذر يلف خطوط تماس جبهات القتال منذ مطلع الشهر الجاري، نفذ الاحتلال التركي خروقات طفيفة ضد مواقع ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في المناطق التي تهيمن عليها.
وبينت مصادر أهلية في شمال وشمال شرق سورية لـ«الوطن»، أن الهدوء الحذر، الذي يلف خطوط تماس جبهات القتال منذ مطلع الشهر الجاري، تواصل أمس، وأكدت أن العدوان التركي على مناطق نفوذ «قسد»، والذي بدأه بقصف جوي في 20 الشهر الماضي، تراجع بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة مقارنة بنهاية الشهر الفائت، إثر اعتراض روسيا وأميركا على تهديدات الإدارة التركية بتنفيذ عملية غزو برية جديدة داخل الشريط الحدودي السوري.
وقالت: إن يوم أمس شهد قصفاً مدفعياً متقطعاً من جيش الاحتلال التركي على بلدة أبين شمال حلب، على حين لم تشهد جبهات منطقتي منبج وعين العرب، الخاضعتين لنفوذ «قسد» واللتين سبق لإدارة أردوغان أن أطلقت تهديدات باحتلالهما، أي تصعيد عسكري، بخلاف الأيام السابقة التي صعد فيها جيش الاحتلال استهدافه لريف المنطقتين وبشكل متقطع.
المصادر أشارت إلى أن الاحتلال التركي استهدف أمس بلدة صيدا شمال الرقة بالأسلحة الثقيلة مع محيط طريق عام حلب – الحسكة المار بالقرب من بلدة عين عيسى، من دون تسجيل إصابات في صفوف المدنيين، كما وجه مدفعيته نحو بلدة الطويلة غرب ناحية تل تمر شمال غرب الحسكة، من دون ورود معلومات دقيقة عن خسائر بشرية.
في الأثناء، سيّرت القوات الروسية دورية مشتركة مع قوات الاحتلال التركي في ريف مدينة عين العرب الغربي بريف حلب، حسب وكالة «نورث برس» الكردية التي ذكرت أن هذه الدورية هي رقم 120 بين الجانبين في المنطقة منذ الاتفاق الروسي – التركي بشأن وقف إطلاق النار في شمال شرق سورية.
واستُأنف تسيير الدوريات المشتركة بعد إلغاء ثلاث منها، كان من المقرر تسييرها بين الجانبين، فيما سيّر الجانب الروسي دورية منفردة الأسبوع الماضي.
وفي الريف ذاته ردعت وحدات الجيش العربي السوري المتمركزة في المنطقة خروقات وقف إطلاق النار من مسلحي ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي يقودها تنظيم «النصرة» وألحقت خسائر بشرية وعسكرية فادحة في صفوفهم، وفق قول مصدر ميداني لـ«الوطن».

وأوضح المصدر، أن وحدات الجيش تمكنت من تدمير دبابتين ومصفحتين وسيارات دفع ثلاثي وقتل وجرح أكثر من 30 إرهابياً في محاور الشيخ سليمان وكفر عمة وكفر تعال بريف حلب الغربي ومحور بلدة معارة النعسان بريف إدلب الشمالي الشرقي المتاخم للريف الحلبي.

أما في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، فصرح مصدر ميداني لـ«الوطن»، بأن الجيش أخمد مصادر نيران مسلحي «الفتح المبين» في محيط بلدات البارة وكفر عويد وسفوهن والفطيرة، وقتل وجرح إرهابيين، عدا عن تدمير مرابض مدفعية ومخبأ ذخيرة وعتاد عسكري ثقيل.
وأكدت المصادر الميدانية في حلب وإدلب واللاذقية، أن ما يروجه «النصرة» عن إلحاق خسائر بشرية في صفوف عناصر وضباط الجيش من خلال «العمليات الانغماسية»، عار عن الصحة.
ولفتت إلى أن الجيش أحبط جميع «العمليات الانغماسية» لــ«النصرة» غرب حلب وفي ريف إدلب الشرقي وشمال شرق اللاذقية في الشهرين الأخيرين، واستطاع قتل جميع المهاجمين. وشددت على أن وحدات الجيش على أتم الاستعداد لصد أي هجوم إرهابي وبدء أي هجوم ترتأيه قيادتها العسكرية.
وأبدى خبراء عسكريون استغرابهم من التصريحات الإعلامية لمتزعمي التنظيمات الإرهابية، الممولة من إدارة أردوغان والمتحالفة مع «النصرة»، لوسائل إعلام معارضة بأن الهدف من تنفيذ الإرهابيين لـ«عمليات انغماسية» هو توجيه «رسالة قوية للأتراك بعدم قبول هذا التقارب»، مع الحكومة السورية!

وأكد الخبراء، في تصريحات لـ«الوطن»، أنه لا يمكن لأي ميليشيا تابعة لأنقرة أو أي تنظيم إرهابي، بما فيها «النصرة»، القيام بأي عمل إرهابي الهدف منه عرقلة استدارة إدارة أردوغان نحو القيادة السورية، إلا بإذن من الأولى أو بمباركة منها، وهو حال «العمليات الانغماسية» آنفة الذكر.

أما في البادية الشرقية، فقد أكد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات من الجيش اشتبكت مع خلايا من تنظيم داعش الإرهابي في عدة قطاعات من البادية، وقضت على العديد منهم، موضحاً أن الاشتباكات نشبت في منطقة الدوير ببادية دير الزور الشرقية وفي مثلث حماة حلب الرقة، مؤكداً أن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، قضى على العديد من الدواعش أيضاً في منطقتي أثريا ببادية حماة الشرقية والرصافة ببادية الرقة الجنوبية الغربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock