العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

اليوم 11.. تحرير حمص يفتح الطريق نحو دمشق وبدء الموجة الأخيرة من معركة “ردع العدوان”

في السابع من كانون الأول 2024، دخلت الثورة السورية منعطفها الحاسم مع تحرير حمص، المدينة التي شكلت قلب المعركة ومفصلها التاريخي، كان تحريرها بمنزلة إشارة البدء للتقدم نحو العاصمة، ضمن ما وصفه قادة إدارة العمليات العسكرية بـ”الموجة الأخيرة من معركة ردع العدوان”، بينما تقدمت قوات الثوار إلى محيط دمشق وسط انهيار شامل لقوات النظام واستنفار إقليمي ودولي استعداداً لـ”سقوط حكم عائلة الأسد”.

تحرير حمص.. عقدة الوسط وعاصمة الثورة

من محاور عدة، واصلت قوات إدارة العمليات العسكرية زحفها نحو حمص، مسيطرةً على عشرات البلدات والقرى، بينما نفذت مجموعات خاصة عمليات نوعية داخل المدينة، ومع حلول الليل، انسحبت قوات النظام من مواقعها الأمنية والعسكرية، وتدفقت الأرتال المنسحبة نحو القصير، بينما أقلعت مروحيات من مطار الشعيرات تقل كبار القادة إلى الساحل، بالتوازي، دخلت قوات الثورة أحياء حمص لتعلن السيطرة الكاملة، وتحرير السجناء من الفروع الأمنية.

الجنوب.. درعا والقنيطرة في خندق الثورة

في الجنوب، تكررت مشاهد الانهيار، فكانت المعارك تُحسم بوتيرة مشابهة لعموم سوريا، وتداعت قوات النظام البائد بشكل متسارع، حيث حررت درعا البلد وأحياؤها، ثم تمدد النفوذ الثوري نحو ريف السويداء الغربي وصولاً إلى القنيطرة، كان التقدم يهدف إلى تضييق الخناق على آخر قلاع النظام البائد في العاصمة من الجهة الأكثر حساسية، وصولاً إلى خان الشيح والكسوة وزاكية من جهة الجنوب الغربي.

على أبواب دمشق

من القلمون والغوطتين، اندفعت وحدات الثورة محررةً مدناً وبلدات شكلت لعقد من الزمن رموزاً للحصار والمقاومة: يبرود، النبك، جيرود، الرحيبة، الضمير، حرستا، عربين، سقبا، حمورية، كفربطنا، دوما، إلى جانب داريا والمعضمية والزبداني وقدسيا ودمر والهامة، لأول مرة منذ سنوات، اكتمل الحزام الثوري حول دمشق.

تطويق العاصمة وانتفاضة الريف الدمشقي

مع اكتمال تحرير الجنوب، أعلنت غرفة عمليات الثورة بدء مرحلة تطويق دمشق، حيث باتت قوات الثوار على بعد أقل من 20 كيلومتراً من بوابتها الجنوبية، إذ انسحبت قوات النظام من الكسوة وقطنا، بينما سيطرت الفصائل على مواقع استراتيجية بينها “اللواء 121” في كناكر، متجهة نحو سعسع لتحرير المعتقلين، وفي الغرب، سقط “تل الشيح” الاستراتيجي، لتقترب ساعة الحسم.

وفي مساء السابع من كانون الأول، التقت القوات القادمة من الشمال عبر حرستا وقدسيا والضمير، مع قوات الجنوب الصاعدة من الكسوة والمعضمية، على تخوم حي المزة، لحظة بدت كعودة رمزية لوحدة سوريا الميدانية بعد سنوات من التشظي.

انتفاضة شعبية وإسقاط الرموز

مع تراجع القبضة الأمنية، شهد ريف دمشق حراكاً شعبياً واسعاً، حيث خرجت مظاهرات في داريا وغوطة دمشق الشرقية، مزقت صور “عائلة الأسد” وأحرقتها، ورفعت أعلام الثورة وهتافات الحرية، كما انسحبت الحواجز الأمنية وانهارت رموز النظام في الشوارع والساحات، بينما حاولت السلطة البائدة إنكار هروب رأسها عبر بيانات وصفت الأخبار بـ”الشائعات” لتضليل الرأي العام.

رسائل قيادة “ردع العدوان”

في خضم هذه التطورات، خرج القائد أحمد الشرع في بيان أكد فيه أن إسقاط النظام بات قاب قوسين أو أدنى، موجهاً وصايا لمقاتليه بالرحمة والرفق بأهالي المدن، ومشدداً على أن من أغلق بابه وأمسك لسانه فهو آمن، ومن أعلن انشقاقه ووضع سلاحه فهو أيضاً في الأمان.

فجر الثامن من كانون الأول.. هروب الأسد

مع إحكام الطوق على العاصمة، تأكدت المعلومات حول هروب رأس النظام “بشار الأسد” فجراً بطائرة صغيرة من مطار المزة العسكري، حدث تاريخي حمل كل الإذلال للنظام، وكل الفخر للثوار، خلال ساعات انهارت الأجهزة الأمنية والعسكرية والسياسية، واستسلمت وحدات الحرس الجمهوري بعد فقدان القيادة المركزية.

تحرير دمشق لم يكن نهاية نظام بائد فحسب، بل نهاية زمن كامل، للمرة الأولى منذ 1963، استيقظ السوريون على يوم لا يحكمهم فيه حزب واحد ولا يطوقهم جهاز أمني، وبهذا الانتصار، طويت إحدى أشد الصفحات إيلاماً في تاريخ سوريا المعاصر.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock