المقالات المترجمة

باحث ودبلوماسي أمريكي: ترامب يأمل باستخدام أموال السعودية لتحقيق السلام

تأمل دارة ترامب باستخدام السعودیین لمواردھم المالیة لإقناع الفلسطینیین بالموافقة على تحقیق السلام مع «اسرائيل» حسب شروط ستقبلھا «اسرائيل». هذا ما أكده الباحث والدبوماسي الأمريكي السابق ريتشارد هاس في مقال له نشرته منظمة «Project Syndicate» الدولية، حديثاً، نوّه خلاله أيضاً بأن المشكلة تكمن بأن الخطة الوحیدة التي من المرجح أن توافق علیھا «الحكومة الاسرائيلية» سوف تقدم للفلسطینیین أقل بكثیر مما طالبوا به تاریخیاً، وإذا كان الأمر كذلك، فقد یقرر القادة الفلسطینیون رفض التوقیع على خطة سوف تعمل على إحباط الكثیرین من شعبھم وتركھم عرضة لحركة حماس والجماعات المتطرفة الأخرى.

هاس الذي يشغل منصب رئيس مجلس العلاقات الخارجية، بعد أن شغل سابقا منصب مدير تخطيط السياسات لوزارة الخارجية الأمريكية (2001-2003)، وهو المبعوث الخاص للرئيس جورج دبليو بوش إلى إيرلندا الشمالية ومنسق مستقبل أفغانستان، ومؤلف كتاب (عالم من الفوضى: السياسة الخارجية الأمريكية وأزمة النظام القديم) ألمح في مقاله إلى أن السعوديين قد یكونوا مترددين في اشتراكھم في خطة یعتبرھا الكثیرون بمثابة خیانة. وتتمثل الأولویة القصوى للقیادة السعودیة الجدیدة، بزعامة ولي العھد محمد بن سلمان، في تعزیز السلطة وذلك من خلال الجھود التي یقوم به الأمیر لمحاربة الفساد في المملكة وإتباع سیاسة خارجیة وطنیة معادیة لإیران، ولكن لا یسیر أي تكتیك منھما وفقا للخطة، وتتعرض جھود مكافحة الفساد، رغم أنھا شعبیة حتى الآن، لخطر التشویه من خلال ملاحقة انتقائیة للجناة (مما یوحي بأن المسألة تتعلق بالسلطة أكثر من الإصلاح) وتقاریر عن نمط الحیاة الخاصة لولي العھد.

وأشار هاس إلى أنه أصبح من غیر الممكن فصل الجھود المناھضة لإیران عن الحرب في الیمن والحرج الدبلوماسي في لبنان وقطر. وفي الوقت نفسه، أثبتت الخطط الطموحة لإصلاح البلاد أنھا سھلة التصمیم لكن صعبة التنفیذ، ومن المؤكد أنھا ستبعد العناصر الأكثر تحفظا.

كل ذلك بحسب هاس؛ یعیدنا إلى قضیة القدس، إذ قال ترامب إن الاعتراف بمدینة القدس عاصمة لـ«اسرائيل» “خطوة طال انتظارھا لدفع عملیة السلام إلى الأمام والعمل من أجل التوصل إلى اتفاق دائم”.

ویبدو أن المزید من الإجراءات تُظھر أن إعلان ترامب سیكون له تأثیر معاكس.

ولم ينس هاس الإشارة إلى أن محاولة تغییر سیاسة الولایات المتحدة لم تقنع الكثیرین. منوهاً بأن بیان ترامب حول القدس أثار الكثیر من الجدل، قد تكون له عواقب وخیمة، والدلیل على ذلك أن إدارة ترامب قد أمضت جزءا كبیرا من سنتھا الأولى باحثة عن خطة لحل الصراع الفلسطیني «الاسرائيلي»، وقد یؤدي ھذا الإعلان إلى إضعاف إمكانیات ھذه الخطة المحدودة أصلا.

الوطن اون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock